الموضوع: حروب الرسول (ص)
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 06-13-2010, 07:19 PM
محمود الحسيني
مشرف عام
محمود الحسيني غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 25
 تاريخ التسجيل : Jun 2010
 فترة الأقامة : 5439 يوم
 أخر زيارة : 11-28-2010 (10:18 PM)
 المشاركات : 256 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي صمود المسلمين



وقد كان المسلمون في طريق عودتهم إلى المدينة حذرين، خوفاً من قيام المشركين بهجوم مقابل عليهم فتناوبوا الحراسة ليلاً، وفي ذات ليلة قال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) من يحرسنا الليلة؟ فانتدب عمار بن ياسر وعباد بن بشير للحراسة.. فجاء أحد المشركين، ممن أسرت امرأته لإنقاذها، وكان الرجلان تناوبا الحراسة، فنام عمار وقام عباد يصلي، ويقرأ سورة (الكهف) بعد الحمد.
رأى المشرك (عباد) فعلم أنه دبيئة القوم، فرماه بسهم، فأصابه، لكنه لم يقطع صلاته، ورماه بسهم ثاني، وبسهم ثالث، حتى خاف (عباد) من الهلاك، فأتم صلاته وأيقظ عمار. فلما رأى المشرك إياهما، علم أنه لا يتمكن من مقابلتهما، ففر هارباً.. ولما رأى (عمار) ما بـ (عباد) من الجراح، قال: ألا أيقظتني أول ما رماك؟ قال (عباد): كنت في سورة أقرأها فلم أحب أن أقطعها، فلما تابع علي الرمي أعلمتك، وأيم الله لو لا خوف أن أضيع ثغراً أمرني رسول الله بحفظه، لقطع نفسي قبل أن أقطعها.
بدر الصغرى
قال (أبو سفيان) يوم (أحد) (يوم بيوم بدر والموعد العام المقبل) لذا أمر الرسول أصحابه بالخروج إلى (بدر) فخرج هو (صلى الله عليه وآله وسلم) معهم ينتظر وعد (أبي سفيان) وخرج (أبو سفيان) من (مكة) مع ألفي فارس، ووصلوا إلى (ظهران) لكنهم لما علموا بخروج الرسول، خافوا وهلعوا، ولم يجرأوا على الإقدام فرجعوا إلى (مكة) وبقى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في (بدر) ثمانية أيام ينتظرهم. حتى علم برجوعهم إلى (مكة) فآب (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى المدينة.
دومة الجندل
البدو التي كانت تقطن منطقة (دومة الجندل) أخذت في الاعتداء على الناس والقوافل بالسلب والنهب كما احتمل هجومها على المدينة.. لذاك عزم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على المسير إليهم، فخرج في ألف من أصحابه، وهي تبعد عن (دمشق) خمس ليال، وكان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يسير ليلاً ويكمن نهاراً، حتى وصلوا إليها، لكن الأخبار قد سبقتهم إلى (البدو) ففروا عن وجه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولم يظفر بهم المسلمون فرجعوا إلى (المدينة) بعد أن زرعوا في نفوس تلك المنطقة، رهبة للمسلمين، وخاف أهل (الدومة) من القيام، مرة أخرى، بالسلب والنهب لسائر القوافل.
بنو المصطلق
فحشدت جموع (بني المصطلق) تحت قيادة (حارث) على ماء قرب مكة، يسمى (المريسع)، لغزو المدينة، فبلغ ذلك الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، فخرج في طلبهم، مع ألف من المسلمين، فأحاطوا بهم ووقع القتال، وحيث كان الأمر مباغتة، ظفر المسلمون بهم، بعد أن قتلوا منهم عشرة، وقتل من المسلمين رجل واحد، وأخذوا الأسرى قافلين إلى (المدينة).
وقد فرح المسلمون بهذا النصر السريع، إلا أن حادثاً بدّل الفرح ألماً ومضضاً، فقد تزاحم بعض المهاجرين والأنصار، على الماء، مما سبب النزاع، فنادى الأنصاري (الخزرجي): يا معشر الأنصار؟ ونادى المهاجري: يا معشر المهاجرين؟! ووقعت فتنة استغلها (عبد الله بن أبيّ): المنافق.. وخاطب الأنصاري، قائلاً: هذا ما فعلتم بأنفسكم، أحللتموهم ببلادكم، وقاسمتموهم أموالكم، ثم أردف.. لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز الأذل (يريد إخراج الرسول والمهاجرين).
ولم علم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالأمر، أمر بالرحيل (فوراً) لئلا يستفحل الخطب، وتقع فتنة، ووصلوا إلى المدينة بعد سير طويل حيث دام ثلاثين ساعة واستجاز (ابن عبد الله) النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في قتل أبيه؟ لكن الرسول لم يأذن له، قائلاً: إنا لا نقتله، بل نحسن صحبته ما بقى معنا.
وفي هذه القصة نزلت (سورة المنافقين).
واقعة الأحزاب
ويسمى (الخندق) يئس المشركون واليهود، والقبائل، من إمكان القضاء على الإسلام، بانفرادهم فتفكروا في تجميع قواهم، لضرب الإسلام فتجمعت عشرة آلاف مقاتل من (قريش) و(بني سليم) و(أسد) و(فزارة) و(أشجع) و(غطفان) عدا يهود (بني قريظة). ولما علم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بالأمر استشار أصحابه في الأمر. فإن هذه القوة الهائلة لا يمكن الصمود أمامها، وأخيراً وبعد الاستشارة قرر الرسول عدم الخروج من المدينة، بل يحفر خندق حولها، ويجعل للخندق جهة خاصة للقتال، لئلا يحيط العسكر بالمسلمين، فيبيدوهم عن آخرهم.
وقد كان للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عهد بحسن الجوار مع (بني قريظة) وهم يهود قرب المدينة، لكن (الأحزاب) تمكنت من استمالة (بني قريظة) لنقض العهد، وبذلك دخل في قلوب المسلمين رعب عظيم.. وبعد أن فرغ المسلمون من حفر (الخندق) أتتهم الجيوش كالسيل، كما وصفها الله سبحانه:
(إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم إذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً)(1).
حفر الخندق:
وبعد ما تم حفر الخندق، خرج الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، في ثلاثة آلاف من المسلمين، يواجهون الأحزاب وبينهما الخندق وطال الأمر بين الطرفين بضعاً وعشرين ليلة، لم يكن بينهما إلا الرمي، فإن الأحزاب لم يقدروا على العبور، والمسلمون لم يشاءوا ذلك، وبعد ذلك جاء (عمرو بن عبد ود) و(عكرمة بن أبي جهل) وجماعة آخرون من أقوى شجعان الأحزاب، فعبروا الخندق عن مضيق كان فيه، ثم أخذوا يجولون ويصولون، يطلبون المبارزة من المسلمين، لكن المسلمين قد أخذتهم الرهبة فلم يجرأ أحد منهم على الإقدام.. فأنشأ (عمرو ابن عبد ود):
(ولقـد بححت من النداء بجمعكم هل من مبارز)
إلى آخر الأبيات.. وهنا قام الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، مرات يستأذن الرسول لمبارزته، لكن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يأذن له، ليمتحن بعض المسلمين.. وسائر محالهم.
وقد كان قتلى المسلمين (ستة) وقتلى الكفار دون العشرة، ومرّ الأمر بسلام وزادت قوة المسلمين المعنوية إلى حد هائل. مما يئس الكفار من النيل منهم بعد ذلك.



 توقيع : محمود الحسيني

اللهم صلّي و سلّم وبارك على محمّد و على آل محمّد كما صليت و سلمت و باركت على ابراهيم و آل ابراهيم, إنك سميع مجيد.
اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن, صلواتك عليه و على آبائه في هذه الساعة, و في كل ساعة وليّاً و حافظاً وقائداً و ناصراً و دليلاً و عيناً, حتى تسكنه أرضك طوعاً و تماتعه فيها طويلًا.

إن عدّ اهل التقى كانوا أئمتهم, إن قيل من خير أهل الأرض قيل هم

رد مع اقتباس