. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 221 › ( 1 ) سورة التوبة الآية 77 . ( 2 ) كذا ذكر والصواب : نصير الدين وما أكثر أغلاطه وأغلاطهم في أسماء الرجال . ‹ هامش ص 223 › ( 1 ) القوشجي رجل سني اسمه علاء الدين علي بن محمد ، له شرح على التجريد مشهور بالشرح الجديد مطبوع قال العلامة القمي في الكنى والألقاب ج 3 في ترجمته للقوشجي : وشرحه للتجريد شرح لطيف في غاية اللطافة ، قال في محكى أواخر مبحث الإمامة منه : أن عمر قال وهو على المنبر : أيها الناس ثلاث كن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وأنا أنهى عنهن وأحرمهن وأعاقب عليهن ، متعة النساء ، ومتعة الحج ، وحي على خير العمل . ثم اعتذر عنه بأن هذا إنما كان منه عن تأول واجتهاد . الرضوي : لعن الله كل اجتهاد خالف كتاب الله وسنة رسول الله ( 2 ) شرح العلامة اسمه ( كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ) طبع في إيران ، من منشورات مكتبة المصطفوي - قم . ‹ هامش ص 228 › ( 1 ) يظهر أن ربهم يظهر لهم يوم القيامة بأقبح صورة حيث يتعوذون بالله من النظر إليه ، وإلا لما كان للاستعاذة من ذلك معنى .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
كذبوا على الشيعة - السيد محمد الرضي الرضوي - ص 228 - 235
لكنك لما لم تجد في واحد من هذه الكتب التي ذكرت أسمائها شيئا من ذلك اعتذرت بعدم المجال ، فكأنك ترى أن قارئ كتابك القذر ( وجاء دور المجوس ) يقتنع منك بعذرك هذا وهو يعلم نصبك وحقدك وعدائك للشيعة ، وأن الاستعمار الكافر استعملك لغاية إيجاد الخلاف وشق عصى المسلمين ، فالمجال كل المجال لديك في ما تختلقه وتكتبه يدك المأجورة أيها الغريب . وليس فيما ذكرته من كتب الشيعة شيئا من الأباطيل والضلالات ، إنما الأباطيل والترهات والسفاسف والمخازي والضلالات كلها في كتبكم بل في صحاح مجاميعكم يا أدعياء الإسلام وأعداء السنة ، أيها المجسمة . أنظر يا غريب صحيح البخاري في تفسير ( يوم يكشف عن ساق ) ج 2 ص 135 ، وابن ماجة في صحيحه ، والعسقلاني في ج 1 من كتاب إرشاد الساري ص 60 ، ومسلم في ج 1 من صحيحه ص 86 ، وأحمد في مسنده ج 2 ص 272 عن أبي هريره قال : إن الله عز وجل يأتي يوم القيامة هذه الأمة وهو في أدنى صورة من التي رأوها فيقول : أنا ربكم فيقولون : نعوذ بالله منك ( 1 ) فيقول : هل بينكم وبينه آية تعرفونه بها ؟ فيقولون : نعم ، فيكشف عن ساق فلا يبقى من يسجد لله من تلقاء نفسه إلا أذن الله له بالسجود ، ولا يبقى من كان يسجد اتقاء ورياء إلا حبل الله ظهره ‹ صفحة 229 › طبقة واحدة كلما أراد السجود خر على قفاه ، ثم يرفعون رؤسهم فيرون الله وقد تحول في الصورة التي رأوها أول مرة فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : أنت ربنا ، ثم يضرب جسرا على جهنم ( 1 ) . هذه خرافة واحدة يا غريب من ضلالاتكم رواها أبو هريرة الكذاب لكم ( 2 ) وتناقلتها عنه صحاحكم يا أدعياء الإسلام والسنة ، والحديث بذكر خرافاتكم وضلالاتكم يطول وسنذكر شيئا منها في ردنا على الكاذب الأثيم آية الله عندكم محمد مردوخ الشافعي الكردستاني الآتي في الرقم 8 من هذا الكتاب ننقلها لك بنصوصها من صحيح مسلم ، ومن تاريخ الأمم والملوك ، ومن حياة الحيوان الكبرى وغيرها من كتبكم ونرجأ الحكم في ذلك إلى القارئ اللبيب . ويقول عبد الله محمد الغريب أيضا في ص 120 من كتابه : لا يؤمن الشيعة بالأحاديث التي وردت في صحيحي البخاري ومسلم ، والأمة الإسلامية تلقت هذه الأحاديث بالقبول جيلا بعد جيل ، فهي أحاديث متواترة من حيث المعنى . نعم يا غريب إننا لا نؤمن بأحاديث صحيحيكم ، لأننا لا نعبد ربا يخاطب الناس وهم يرونه بصورته ، لأن الاعتقاد بذلك كفر عندنا . وليس جسما بل ولا مركبا * وضل من ذاك إليه نسبا ولا يراه أحد بباصره * في هذه الدنيا ولا في الآخرة ( 2 ) ‹ صفحة 230 › قال الله سبحانه لنبيه وكليمه موسى بن عمران على نبينا وآله وعليه السلام ( لن تراني ) ولن تفيد النفي الأبدي فما دام موسى ( ع ) لم ير الله وهو كليمه وصفيه فهل يعقل أن يراه قوم يدينون بالكذب وهو أرذل الصفات ويقول لهم : أنا ربكم فيقولون في جوابه ( نعوذ بالله منك ) فيكشف لهم عن ساقه فيؤمنوا به حينئذ . وهذا الحديث هو من أحاديث بخاريكم ومسلمكم فنحن إنما لا نؤمن بها وإن كانت متواترة عندكم لأنها ترد على القرآن الكريم الكتاب الذي جائنا به نبينا محمد صلى الله عليه وآله من عند ربنا ، والرد على القرآن كفر عندنا ، فلا نقبل أحاديثكم وإن تلقاها بالقبول جيلا بعد جيل من هم عار على الإسلام وعبء ثقيل على المسلمين وإن وصفتهم بأنهم الأمة الإسلامية . ( الرافضة تعمد إلى تشويه التاريخ الإسلامي بكل وسيلة ) من أكاذيب الدكتور الغريب ومفترياته على الشيعة قوله في صفحة 181 من كتابه : ويعمد الرافضة قديما وحديثا إلى تشويه التاريخ الإسلامي بكل وسيلة . قاتلك الله يا غريب على أكاذيبك الفاضحة لك فهلا أتيت بشاهد تدعم به فريتك ، وتقوى به حجتك الداحضة ، ألست القائل في صفحة 8 من كتابك : وحرصت على ذكر المصادر في كل ما كتبت . وفي ص 113 : ‹ صفحة 231 › وسنحرص على أن يكون بحثنا مدعوما بالأدلة . فأين دليلك على فريتك هذه وأين هي حجتك على كذبتك ما أصلف وجهك أيها المنافق اللئيم ، أهكذا ترسل الكلام على عواهنه ؟ التاريخ الإسلامي لم تشوهه إلا سيرة قادة دينك الأوائل من عبدة الأوثان ألا ترى إلا ما عمله إماماك بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله في سبيل نيل الخلافة والزعامة الدنيوية ، هذا ابن قتيبة الدينوري السني المتوفى سنة 276 ه يحدثنا في تاريخه تحت عنوان ( كيف كانت بيعه علي كرم الله وجهه ) فيقول : إن أبا بكر تفقد قوما تخلفوا عن بيعته عند علي كرم الله وجهه فبعث إليهم عمر فجاء فناداهم وهم في دار علي فأبوا أن يخرجوا فدعا بالحطب وقال : والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها . فقيل له يا أبا حفص إن فيها فاطمة فقال : وإن ( 1 ) وهذا ابن أبي الحديد المعتزلي يقول في شرح نهج البلاغة ج 2 ص 5 طبع مصر عام 1329 مطبعة دار الكتب العربية الكبرى ، وابن قتيبة السني يقول في الإمامة والسياسة ج 1 ص 10 ط مصر مطبعة مصطفى محمد من حديث ذي شجون : وذهب عمر ومعه عصابة إلى بيت فاطمة منهم أسيد بن حضير ، وسلمة بن أسلم ( اشيم خ ل ) فقال لهم : انطلقوا فبايعوا أبا بكر ، فأبوا عليه وخرج إليهم الزبير بسيفه فقال عمر : عليكم الكلب ( فخذوه ) فوثب إليه سلمة بن أسلم ( اشيم ) فأخذ السيف من يده فضرب به الجدار . ثم انطلقوا به وبعلي ومعهما بنو هاشم وعلي يقول أنا عبد الله ‹ صفحة 232 › وأخو رسوله صلى الله عليه وآله حتى انتهوا به إلى أبي بكر فقيل له بايع فقال : أنا أحق بهذا الأمر منكم لا أبايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي ، أخذتم هذا الأمر من الأنصار ، واحتججتم عليهم بالقرابة من رسول الله ( وتأخذونه منا أهل البيت غصبا ) فأعطوكم المقادة وسلموا إليكم الإمارة وأنا أحتج عليكم بمثل ما احتججتم به على الأنصار ، فانصفونا إن كنتم تخافون الله من أنفسكم ، واعرفوا لنا من الأمر مثل ما عرفت الأنصار لكم ، وإلا فبوئوا بالظلم وأنتم تعلمون . فقال عمر : إنك لست متروكا حتى تبايع . فقال له علي : إحلب يا عمر حلبا لك شطره ، اشدد له اليوم أمره ليرد عليك غدا ( 1 ) لا والله لا أقبل قولك ولا أبايعه . قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج 1 ص 134 وقد روى في رواية أخرى أن سعد بن أبي وقاص كان معهم في بيت فاطمة عليها السلام والمقداد بن الأسود أيضا ، وإنهم اجتمعوا على أن يبايعوا عليا عليه السلام فأتاهم عمر ليحرق عليهم البيت ، فخرج إليه الزبير بالسيف ، وخرجت فاطمة تبكي وتصيح فنهنهت ( 2 ) من الناس . وقال في ج 2 ص 19 : ثم دخل عمر فقال لعلي : قم فبايع ، فتلكأ 3 واحتبس ، فأخذ بيده فقال : قم ، فأبى أن يقوم فحمله ودفعه كما دفع ‹ صفحة 233 › الزبير حتى أمسكهما خالد ( وكان أبو بكر أرسل خالد بن الوليد ظهيرا لعمر ومساعدا ) وساقهما عمر ومن معهما سوقا عنيفا ، واجتمع الناس ينظرون وامتلأت شوارع المدينة بالرجال . ورأت فاطمة ما صنع عمر فصرخت وولولت ( 1 ) واجتمع معها نساء كثير من الهاشميات وغيرهن فخرجت إلى باب حجرتها ونادت يا أبا بكر ما أسرع ما أغرتم ( 2 ) على أهل بيت رسول الله ، والله لا أكلم عمر حتى ألقى الله . وقال ابن عبد ربه في ( العقد الفريد ) ج 2 ص 197 : الذين تخلفوا عن بيعة أبي بكر علي والعباس والزبير وسعد بن عبادة ، فأما علي والعباس والزبير فقعدوا في بيت فاطمة حتى بعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليخرجهم من بيت فاطمة وقال له : إن أبوا فقاتلهم ( 3 ) فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار فلقيته فاطمة فقالت يا ابن الخطاب أجئت لتحرق دارنا ؟ قال : نعم أو تدخلوا فيما دخلت فيه الأمة . . . بهذه الأعمال الإجرامية سود قادة دينك يا غريب وجه التاريخ الإسلامي والعربي معا . ألا ترى إلى ما رواه علماء دينك عن سيرة إمامين لكم لهما من القداسة والتبجيل ما ليس لغيرهما عندكم من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله يا أدعياء الإسلام ، أليس الله يقول في كتابه ( لا إكراه في ‹ صفحة 234 › الدين ) ( 1 ) فكيف أكرها الناس على البيعة وأخذاها منهم بالقهر و الغلبة بالتهديد بالقتل مرة ، وبالإحراق بالنار أخرى ؟ قل لي يا زنيم بماذا استحق أهل البيت إحراق بيتهم عليهم ، وأية جريمة اكتسبوها أوجبت لهم ذلك ألم يفرض الله موتهم في كتابه فيقول لرسوله ( قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) ألم يكن علي وفاطمة من ذوي القربى ؟ لماذا أمر أبو بكر عمر بقتالهم إن امتنعوا عن البيعة له ؟ ولماذا أغضبا فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وروعا قلبها ؟ ( روع الله قلبيهما يوم الفزع الأكبر ) حتى صرخت وولولت مما أنزلاه بها من ظلم فاحش حتى قالت لهما : فإني أشهد الله وملائكته إنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ولئن لقيت النبي لأشكونكما إليه . وقالت لأبي بكر : والله لأدعون الله عليك في كل صلاة أصليها . ذكر ذلك ابن قتيبة في الإمامة والسياسة ج 1 راجع ص 12 إلى 14 منه . أليست هي ابنة رسول الله وبضعته ، والوديعة في أمته ؟ ألم يقل أبوها صلى الله عليه وآله فيها : إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها . رواه مسلم في صحيحه ج 2 ص 339 ألم يقل الله ( والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم ) ( 2 ) ويقول أيضا ( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا ) وقال أيضا : ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ) ( 3 ) . فكيف أقدما على عمل أعد الله لهما عليه يوم القيامة عذابا مهينا وكيف ‹ صفحة 235 › لم ينتهيا بهذه الآيات القرآنية عن إيذاء أهل البيت إن كان مؤمنين بها . وكيف دخل عمر دارهم والله يقول : ( لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ) ( 1 ) . ألم يسمعا قول رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي ( ع ) لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق . أخرجه مسلم في صحيحه ( 2 ) فكيف قدما على عمل يكشف عن بغضهما له ، فسجلا بذلك النفاق لأنفسهما على غير علم منهما بعاقبة الأمر . هذه
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 228 › ( 1 ) يظهر أن ربهم يظهر لهم يوم القيامة بأقبح صورة حيث يتعوذون بالله من النظر إليه ، وإلا لما كان للاستعاذة من ذلك معنى . ‹ هامش ص 229 › ( 1 ) أضواء على خطوط محب الدين العريضة ص 66 طبع بيروت دار معجم متن اللغة ( 2 ) ولكي تقف على مصدر حكمنا على أبي هريرة بالكذب راجع كتاب ( شيخ المضيرة أبو هريرة ) للعالم المصري الشيخ محمود أبو رية طبع في مصر مطبعة دار المعارف الطبعة الثالثة عام 1969 ( 3 ) أو في البيان في أصول الدين والإيمان طبع طهران عام 1375 في المطبعة الإسلامية . ‹ هامش ص 231 › ( 1 ) الإمامة والسياسة ج 1 ط مصر ، مطبعة مصطفى محمد . ‹ هامش ص 232 › ( 1 ) يشير الإمام ( ع ) بذلك إلى تواطئ عمر وأبي بكر على الخلافة فإن عمر إنما يأخذ البيعة لأبي بكر بالقوة ويبرمها له لينص هو عليه بالخلافة من بعده ، وقد فعل أبو بكر فأخذ شطرها وعمر شطرها ، وسيلقيان يوم العرض على الله سوء صنيعهما ( 2 ) : صاحت بصوت عال ( 3 ) : أبطأ وتوقف ولزم مكانه . ‹ هامش ص 233 › ( 1 ) دعت بالويل ، والويل كلمة تقال عند الشدة والهلاك ( 2 ) اجترأتم ( 3 ) ترى أيها القارئ الكريم كيف يأمر أبو بكر بقتل الإمام علي ( ع ) ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وبقتل العباس عم رسول الله وبقتل الزبير بن عمة رسول الله صلى الله عليه وآله والقرآن الكريم ينادي ( قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) سورة الشورى الآية 23 . ‹ هامش ص 234 › ( 1 ) سورة البقرة الآية 256 . ( 2 ) سورة التوبة الآية 61 . ( 3 ) سورة الأحزاب الآية 57 و 58 . ‹ هامش ص 235 › ( 1 ) سورة النور الآية 27 ( 2 ) النصائح الكافية ص 67 .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
كذبوا على الشيعة - السيد محمد الرضي الرضوي - ص 235 - 241
صفحة واحدة سوداها هذان الرجلان من تاريخ الإسلام وعلى هذه فقس ما سواها . ومن يعطف نظره إلى التاريخ الإسلامي ويدرس بإمعان سيرة الذين شغلوا منصب الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ويرى أنهم كيف بذلوا قصارى جهودهم في نيل الزعامة الدنيوية غير مبالين بالدين ومقدساته فهل تكون له رغبة حينئذ في الإسلام ، كلا ، ثم هل هو سيعتقد بسعادة من يتبعهم وهو يرى بأم عينيه تكالبهم على الزعامة الدنيوية ، ومخالفتهم الصريحة لكتاب الله ولسنة رسول الله صلى الله عليه وآله حاشا ( الشيعة تبرء من جيل الصحابة لأنها تعتقد أنهم أعداء أئمتهم ) من أكاذيب الغريب وطعونه بالشيعة قوله في صفحة 88 من كتابه : من عقيدة الشيعة عقيدة الولاء والبراء - الولاء للأئمة والبراءة من ‹ صفحة 236 › أعدائهم ، وأعداء الأئمة في اعتقادهم جيل الصحابة رضوان الله عليهم وفي مقدمتهم أبو بكر وعمر وعثمان . كذب الدكتور الغريب علينا فلعنة الله على الكاذبين فإن واحدا من الشيعة لم يعتقد أن جيل الصحابة هم أعداء الأئمة عليهم السلام ، كيف والشيعة يرون في جيل الصحابة رجالا آمنوا بالإسلام عن عقيدة راسخة ونصحوا له وأخلصوا حتى مضوا وهم عليه ثابتون ، ولم يغيروا ولم يبدلوا ويروون أحاديث عن أئمتهم ( ع ) تشيد بذكر طائفة منهم وتنوه بعظيم قدرهم وأن لهم مكانة مرموقة عندهم ( منهم سلمان الفارسي ) فقد رووا عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال فيه : سلمان منا أهل البيت ( 1 ) وقال صلى الله عليه وآله : لو كان الدين في الثريا لناله سلمان ( 1 ) . ورووا عن أمير المؤمنين ( ع ) أنه قال فيه : سلمان الفارسي كلقمان الحكيم ( 1 ) بخ بخ سلمان منا أهل البيت علم علم الأول وعلم الآخر ( 1 ) إن سلمان باب الله في الأرض من عرفه كان مؤمنا ، ومن أنكره كان كافرا ( 1 ) وقال : ما أقول في رجل خلق من طينتنا ، وروحه مقرونة بروحنا ، خصه الله تبارك وتعالى من العلوم بأولها وآخرها ، وظاهرها وباطنها ، وسرها وعلانيتها ( 1 ) . ورووا عن إمامهم الباقر ( ع ) أنه قال : كان سلمان من المتوسمين ( 1 ) ورووا عن إمامهم الصادق ( ع ) أنه قال : إن سلمان علم الاسم الأعظم ( 1 ) وقال : أدرك سلمان العلم الأول والعلم الآخر ، وهو بحر لا ينزح ، ومنا أهل البيت ، بلغ من علمه أنه مر برجل في رهط فقال له : يا عبد ‹ صفحة 237 › الله تب إلى الله من الذي عملت في بطن بيتك البارحة واتق الله . فقال الرجل : استغفر الله وأتوب إليه . قال ثم مضى ، وقال له القوم : لقد رماك بأمر وما دفعته عن نفسك ، قال : إنه أخبرني بأمر ما اطلع عليه أحد إلا الله رب العالمين وأنا ( 1 ) وقال ( ع ) : جعل الله سلمان علويا بعد أن كان مجوسيا ، وقرشيا بعد أن كان فارسيا ، فصلوات الله على سلمان ( 1 ) وقال ( ع ) : لمنصور بن بزرج : لا تقل سلمان الفارسي ولكن قل سلمان المحمدي ، أتدري ما أكثر ذكري له ؟ قلت : لا . قال : لثلاث خصال ، إحداها إيثاره هوى أمير المؤمنين ( ع ) على هوى نفسه ، والثانية حبه الفقراء واختياره إياهم على أهل الثروة والعدد . والثالثة حبه للعلم والعلماء . . . ورووا عنه رضي الله عنه أنه قال : بايعنا رسول الله صلى الله عليه وآله على النصح للمسلمين ، والائتمام بعلي بن أبي طالب والموالاة له ( 1 ) . وأنه قال : سمعت حبيبي محمدا صلى الله عليه وآله يقول : كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله عز وجل يسبح الله ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق الله آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلما خلق الله آدم أودع ذلك النور في صلبه ، فلم يزل أنا وعلي شئ واحد ، حتى افترقنا في صلب عبد المطلب ففي النبوة وفي علي الإمامة ( 1 ) . ( ومنهم أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري ) فقد رووا عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال له : يا أبا ذر إنك منا أهل البيت ( 1 ) وأنه قال صلى الله عليه وآله : من أراد أن ينظر إلى زهد عيسى بن مريم فلينظر إلى زهد أبي ذر ( 1 ) وأنه قال : ‹ صفحة 238 › ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر ( 1 ) ويروون عن أبي ذر رحمه الله أنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وآله بهاتين وإلا فصمتا ، ورأيته بهاتين وإلا فعميتا ، يقول : على قائد البررة ، وقاتل الكفرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله ( 1 ) . وأنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي أنت أول من آمن بي ( وصدق ) وأنت أول من يصافحني يوم القيامة ، وأنت الصديق الأكبر ، وأنت الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل ، وأنت يعسوب المسلمين والمال يعسوب الكفار ( 1 ) . وأنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله مثل علي فيكم ( أو قال في هذه الأمة ) كمثل الكعبة المستورة النظر إليها عبادة ، والحج إليها فريضة ( 1 ) . وأنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : علي مني وأنا من علي ، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي ( 1 ) . وأنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي من فارقني فارق الله ، ومن فارقك يا علي فارقني ( 1 ) . وأنه قال : صليت يوما صلاة الظهر في المسجد ورسول الله صلى الله عليه وآله حاضر ، فقام سائل فسأل فلم يعطه أحد شيئا . وكان علي ( عليه السلام ) قد ركع فأومأ إلى السائل بخنصره فأخذ الخاتم من خنصره والنبي صلى الله عليه وآله يعاين ذلك . فرفع رأسه إلى السماء وقال : اللهم إن أخي موسى سئلك فقال : رب اشرح لي صدري ، ويسر لي أمري ( الآية ) إلى قوله ( وأشركه في أمري ) فأنزلت عليه قرآنا ناطقا ( سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما ‹ صفحة 239 › سلطانا فلا يصلون إليكما ) اللهم وأنا محمد صفيك ونبيك فاشرح لي صدري ، ويسر لي أمري ، واجعل لي وزيرا من أهلي عليا ، اشدد به أزري ، أو قال : ظهري . قال : فوالله ما استتم رسول الله صلى الله عليه وآله الكلمة حتى نزل جبرئيل عليه السلام من عند الله تعالى فقال يا محمد إقرأ ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) ( 1 ) وأنه قال يوم ولي أبو بكر : يا معشر قريش أصبتم قناعة ؟ وتركتم قرابة والله لترتدن جماعة من العرب ، ولتشكن في هذا الدين ، ولو جعلتم الأمر في أهل بيت نبيكم ما اختلف عليك سيفان ، والله لقد صارت لمن غلب ، ولتطمحن إليها عين من ليس من أهلها ، ولتسفكن في طلبها دماء كثيرة . فكان كما قال أبو ذر ، ثم قال : لقد علمتم وعلم خياركم أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : الأمر بعدي لعلي ثم لابني الحسن والحسين ، ثم للطاهرين من ذريتي ، فاطرحتم قول نبيكم ، وتناسيتم ما عهد به إليكم ، فأطعتم الدنيا الفانية ، وشربتم الآخرة الباقية ، التي لا يهرم شبابها ، ولا يزول نعيمها ، ولا يحزن أهلها ، ولا يموت سكانها بالحقير التافه الفاني الزائل وكذلك الأمم من قبلكم كفرت بعد أنبيائها ونكصت على أعقابها ، وغيرت وبدلت واختلفت ، فساويتموهم حذو النعل بالنعل ، والقذة بالقذة ، وعما قليل تذوقون وبال أمركم ، وتجزون بما قدمت أيديكم وما الله بظلام للعبيد ( 1 ) . ( ومنهم المقداد بن الأسود الكندي ) فقد رووا عن النبي صلى الله عليه وآله أنه ‹ صفحة 240 › قال فيه : ذاك منا أبغض الله من أبغضه وأحب الله من أحبه ( 1 ) وأنه سمع صوته يقرء القرآن فقال : إنه أواب ( 1 ) . ورووا عن إمامهم الصادق ( ع ) أنه قال : فأما الذي لم يتغير منذ قبض رسول الله صلى الله عليه وآله حتى فارق الدنيا طرفة عين فالمقداد بن الأسود لم يزل قائما قابضا على قائم السيف عيناه في عيني أمير المؤمنين ( ع ) ينتظر متى يأمره فيمضي ( 1 ) . ورووا عن إمامهم الكاظم ( ع ) أنه قال : إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين حواري محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وآله الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر ( 1 ) . ورووا أن المقداد قال لعبد الرحمن بن عوف لما بويع عثمان : والله يا عبد الرحمن ما رأيت مثل ما أوتي أهل هذا البيت بعد نبيهم . فقال له عبد الرحمن : وما أنت وذاك يا مقداد ؟ فقال : والله إني لأحبهم لحب رسول الله صلى الله عليه وآله إياهم ، ويعتريني وجد لا أبثه ، لشرف قريش على الناس بشرفهم ، واجتماعهم على نزع سلطان رسول الله من أيديهم . فقال له عبد الرحمن ويحك والله لقد أجهدت نفسي لكم . فقال له المقداد : والله لقد تركت رجلا من الذين يأمرون بالحق وبه يعدلون ، أما والله لو أن لي على قريش أعوانا لقاتلتهم قتالي يوم بدر واحد . . . ( 1 ) ( ومنهم عمار بن ياسر ) فقد رووا عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال فيه : إن ‹ صفحة 241 › عمار ملء إيمانا من قرنه إلى قدمه ، واختلط الإيمان بلحمه ودمه ( 1 ) وفيه نزل ( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ) وأنه صلى الله عليه وآله قال له : إنك من أهل الجنة تقتلك الفئة الباغية ( 1 ) وأنه قال : عمار مع الحق ، والحق من عمار حيث كان ، عمار جلدة بين عيني وأنفي ، تقتله الفئة الباغية ( 1 ) فقتله معاوية . وأنه قال له : مرحبا بالطيب ابن الطيب ( 1 ) وأنه قال : من عادى عمارا عاداه الله ، ومن أبغض عمارا أبغضه الله ( 1 ) وأنه صلى الله عليه وآله قال : ما خير عمار بين أمرين إلا اختار أشدهما ( 1 ) . ورووا عن إمامهم الباقر ( ع ) أنه قال : رحم الله عمارا أبا اليقظان بايع ، وقتل شهيدا ( 1 ) . ورووا عن عمار رضي الله عنه أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : أوصى من آمن بي وصدقني بولاية علي بن أبي طالب ، من تولاه فقد تولاني ، ومن تولاني فقد تولى الله عز وجل ( 1 ) . وأنه قال : إن عليا أولى بهذا الأمر لفضله وسابقته ( 1 ) وأنه قال يوم بويع عثمان : يا معشر قريش إلى متى تصرفون هذا الأمر عن أهل بيت نبيكم ، تحولونه هاهنا مرة ، وهاهنا مرة ، ما أنا آمن أن ينزعه الله منكم ، ويضعه في غيركم ، كما نزعتموه من أهله ، ووضعتموه في غير أهله . وقال في ذلك اليوم : يا ناعي الإسلام قم فانعه * قد مات عرف وبدا منكر أما والل
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 235 › ( 1 ) سورة النور الآية 27 ( 2 ) النصائح الكافية ص 67 . ‹ هامش ص 236 › ( 1 ) الإسلام وحقوق الإنسان ج 2 . ‹ هامش ص 237 › ( 1 ) الإسلام وحقوق الإنسان ج 2 . ‹ هامش ص 238 › ( 1 ) الإسلام وحقوق الإنسان ج 2 . ‹ هامش ص 239 › ( 1 ) الإسلام وحقوق الإنسان ج 2 . ‹ هامش ص 240 › ( 1 ) الإسلام وحقوق الإنسان ج 2 . ‹ هامش ص 241 › ( 1 ) الإسلام وحقوق الإنسان ج 2 .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
كذبوا على الشيعة - السيد محمد الرضي الرضوي - ص 241 - 249
لو أن لي أعوانا لقاتلتهم ، والله لأن قاتلهم واحد لأكونن له ثانيا ( 1 ) . ‹ صفحة 242 › ورووا أنه لما بلغ قتل عمار أمير المؤمنين ( ع ) جاء حتى وقف على مصرعه وجلس إليه ووضع رأسه في حجره وأنشد : ألا أيها الموت الذي هو قاصدي * أرحني فقد أفنيت كل خليل أراك بصيرا بالذين أودهم * كأنك تنحو نحوهم بدليل ثم استرجع وقال : إن من لا يسوئه قتل عمار فليس له من الإسلام نصيب ، رحم الله عمارا . . . ما وجبت الجنة لعمار مرة ، ولكن وجبت مرارا ، هنأه الله بما هيأ له من جنة عدن أنه قتل والحق معه وهو على الحق كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله يدور الحق مع عمار حيث دار . ثم قال : قاتل عمار وشاتمه وسالبه سلاحه معذب بنار جهنم . ثم تقدم ( ع ) وصلى عليه وتولى دفنه بيده ( 1 ) . ( ومنهم جابر بن عبد الله الأنصاري ) فقد رووا عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال له : يا جابر وأنت منا ، أبغض الله من أبغضك ، وأحب الله من أحبك ( 1 ) . ( ومنهم مالك بن نويرة ) فقد رووا عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال فيه : من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا الرجل ( 1 ) . ( ومنهم خباب بن الأرت ) فقد رووا أن أمير المؤمنين ( ع ) لما رأى قبر خباب بن الأرت بظاهر الكوفة قال : يرحم الله خبابا بن الأرت فلقد أسلم راغبا ، وهاجر طائعا ، وقنع بالكفاف ، ورضي عن الله وعاش مجاهدا ( 1 ) . ( ومنهم محمد بن أبي بكر ) فقد رووا أن أمير المؤمنين ( ع ) قال فيه : ‹ صفحة 243 › كان إلي حبيا ، وكان لي ربيبا ( 1 ) وأنه ( ع ) قال فيه بعد شهادته : فعند الله نحتسبه ولدا ناصحا وعاملا كادحا ، وسيفا قاطعا ، وركنا دافعا ( 1 ) . ورووا عن إمامهم الباقر ( ع ) أن محمد بن أبي بكر بايع عليا على البراءة من أبيه ( 1 ) . ورووا عن إمامهم الصادق ( ع ) أنه قال وقد ذكره عنده محمد بن أبي بكر فقال رحمه الله ، وصلى الله عليه ، قال لأمير المؤمنين ( ع ) يوما من الأيام : ابسط يدك أبايعك . فقال : أوما فعلت ؟ فقال : بلى . . فبسط يده فقال : أشهد أنك إمام مفترضة طاعتك وأن أبي في النار ( 1 ) . ورووا عن إمامهم الكاظم ( ع ) أنه قال من حديث : إذا كان يوم القيامة ينادي مناد : أين حواري علي بن أبي طالب وصي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله فيقوم جماعة منهم محمد بن أبي بكر ( 1 ) . ورووا عنه رضي الله عنه أنه أنشد أباه عندما لاحاه ( 2 ) عن ولاء أمير المؤمنين ( ع ) هذه الأبيات : يا أبانا قد وجدنا ما صلح * خاب من أنت أبوه وافتضح إنما أنقذني منك الذي * ينقذ الدر من الماء الملح أنسيت العهد في ( خم ) وما * قاله المبعوث فيه وشرح ؟ فيك وصي أحمد في يومها * أم لمن أبواب خيبر فتح ؟ أبا رث قد تقمصت بها * بعدما احتج عليك وكشح أو سئلت المصطفى عما جرى * من قضاياكم ومن تلك القبح ‹ صفحة 244 › ثم عن فاطمة وإرثها * من روى فيه ومن فيه فضح ما ترى عذرك في الحشر غدا * يا لك الويل إذا الحق اتضح فعليك الخزي من رب السما * كلما ناح حمام وصدح يا بني الزهراء أنتم عدتي * وبكم في الحشر ميزاني رجح أنا قد صح ولائي فيكم * لا أبالي أي كلب قد نبح 1 هؤلاء أيها الوغد اللئيم جماعة من الصحابة ، وقد سبق أن سردنا عليك أسماء طائفة أخرى منهم تحت عنوان ( الشيعة تقول بكفر الصحابة إلا خمسة منهم ) . وبما ذكرناه هنا وهناك منهم ثبت كذبك وبان نصبك وعداؤك وافتراؤك على الشيعة بأنهم يبرؤون من جيلهم . . . حيث أريناك أن الشيعة يعتزون بالأخيار من الصحابة مهما بلغ عددهم فيسجلون بالإكبار لهم أسمائهم في كتبهم محفوفة بالثناء العاطر عليهم ، وما ذاك إلا لولائهم لأئمتهم ( ع ) . أفمن هؤلاء أم من أولئك يبرء الشيعة ويعدونهم أعداء أئمتهم وقد أثنوا ( ع ) عليهم بما يليق ويستحقه منه كل منهم قاتل الله كل كذاب صلف الوجه عديم الحياء . الشيعة إنما يبرؤون ممن ثبت عندهم انحرافهم عن الإسلام في مخالفاتهم الصريحة المتكررة لكتاب الله ولسنة رسول الله صلى الله عليه وآله باجتهاداتهم الفاسدة وآرائهم الكاسدة من جيل الصحابة كانوا أم جيل غيرهم ، لا فرق في ذلك عندهم ما دام الحق رائدهم والإسلام هو المقياس ‹ صفحة 245 › الذي تقاس به أعمال الناس ، وإيمانهم عندهم وبه يحكمون على المنافقين بالنفاق وإن ادعوا الإسلام لأنفسهم أو ادعي لهم . وإنما يبرؤون من هؤلاء الذين جعلت لهم يا غريب الصدارة على الأماثل من صحابة الرسول صلى الله عليه وآله لثبوت كذبهم وظلمهم لآل بيت الرسالة ولانحرافهم عن كتاب الله وسنة نبيه بأحاديث ونصوص صرح بها أولياؤهم وسجلتها لهم كتبهم ، وهي تكشف عن عدم إيمانهم بالله وكتابه وبرسوله . وأنت يا غريب إذا تركت التعصب الجاهلي المقيت جانبا وأعطيت النظر حقه من الدقة والإمعان فيما نقلناه لك في هذا الكتاب من كتبكم ، وكنت ممن يستمعون القول ويتبعون أحسنه رأيت الحق معنا وضممت صوتك إلى أصواتنا وأصبحت وأنت تبرء من هؤلاء ومن أمثالهم من أدعياء الإسلام على ما لهم من مكانة مرموقة عند الهمج الرعاع ، والله ولي التوفيق ( ومن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على اللذين لا يؤمنون ) . ‹ صفحة 246 ›
|