كلام الآلوسي في تفضيل الزهراء عليها السلام :
[ 33 كلام الالوسي ]
حوار مع فضل الله حول الزهراء (س)
- السيد هاشم الهاشمي - ص 69 - 70
كلام الآلوسي في تفضيل الزهراء عليها السلام :
واستنادا إلى الأحاديث السابقة وغيرها ذهب جمع من أعلام أهل السنة إلى أن
الزهراء عليها السلام أفضل من بقية النساء ، وفي هذا يقول شهاب الدين الآلوسي في تفسير الآية
الدالة على اصطفاء مريم على نساء العالمين ما يلي :
( والمراد من نساء العالمين قيل جميع النساء في سائر الاعصار ، واستدل به على
أفضليتها على فاطمة وخديجة وعائشة رضي الله تعالى عنهن ، وأيد ذلك بما أخرجه
ابن عساكر في أحد الطرق عن ابن عباس إنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه
[ وآله ] وسلم : ( سيدة نساء أهل الجنة مريم بنت عمران ثم فاطمة ثم خديجة ثم آسية
امرأة فرعون ) ، وبما أخرجه ابن أبي شيبة عن مكحول وقريب منه ما أخرجه الشيخان
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : ( خير نساء ركبن
الإبل نساء قريش ، أحناه على ولد في صغره وأرعاه على بعل في ذات يده ، ولو
علمت أن مريم ابنة عمران ركبت بعيرا ما فضلت عليها أحدا ) ، وبما أخرجه ابن جرير
عن فاطمة صلى الله تعالى على أبيها وعليها وسلم أنها قالت : قال لي رسول الله
صلى الله تعالى عليه [ وآله ] وسلم : ( أنت سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم البتول ) ،
وقيل المراد نساء عالمها فلا يلزم منه أفضليتها على فاطمة رضي الله تعالى عنها .
ويؤيده ما أخرجه ابن عساكر من طريق مقاتل عن الضحاك ، عن ابن عباس ، عن
النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم إنه قال : ( أربع نسوة سادات عالمهن : مريم
بنت عمران وآسية بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد صلى الله
تعالى عليه [ وآله ] وسلم ، وأفضلهن عالما فاطمة ) ، وما رواه الحرث بن أسامة في
‹ صفحة 70 ›
مسنده بسند صحيح لكنه مرسل : ( مريم خير نساء عالمها ) ، وإلى هذا ذهب أبو جعفر
رضي الله تعالى عنه وهو المشهور عن أئمة أهل البيت ، والذي أميل إليه أن فاطمة
البتول أفضل النساء المتقدمات والمتأخرات من حيث أنها بضعة رسول الله صلى الله
عليه [ وآله ] وسلم بل ومن حيثيات أخر أيضا ، ولا يعكر على ذلك الاخبار السابقة
لجواز أن يراد بها أفضلية غيرها عليها من بعض الجهات وبحيثية من الحيثيات وبه يجمع
بين الآثار ، وهذا سائغ على القول بنبوة مريم أيضا إذ البضعية من روح الوجود وسيد
كل موجود لا أراها تقابل بشيء ، وأين الثريا من يد المتناول ، ومن هنا يعلم أفضليتها
على عائشة . . . ) .
ثم قال : ( وبعد هذا كله الذي يدور في خلدي أن أفضل النساء فاطمة ثم أمها ثم
عائشة ، بل لو قال قائل إن سائر بنات النبي صلى الله تعالى عليه [ وآله ] وسلم أفضل
من عائشة لا أرى عليه بأسا ، وعندي بين مريم وفاطمة توقف نظرا للأفضلية المطلقة ،
وأما بالنظر إلى الحيثية فقد علمت ما أميل إليه ، وقد سئل الامام السبكي عن هذه
المسألة فقال : الذي نختاره وندين الله تعالى به أن فاطمة بنت محمد صلى الله تعالى
عليه [ وآله ] وسلم أفضل ثم أمها ثم عائشة ، ووافقه في ذلك البلقيني ) ( 1 ) .
وكلام الآلوسي فيه تحوير وتحريف لرأي السبكي ، فإنه لا دلالة في عبارة السبكي
على الأفضلية المقيدة بالحيثية التي ذهب إليها الآلوسي ، بل هي أفضلية مطلقة وليس
فيها أي إشارة للتقييد ، بل لو كان في عبارة السبكي عبارة : ( ولا أعدل ببضعة رسول
الله أحدا ) كما هو منقول عن ابن أبي داود ، فليس في ذلك دلالة على الأفضلية المقيدة
بل هو دليل أورده في المقام لا أكثر .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 69 ›
( 1 ) كنز العمال : ج 12 ، ص 110 ، ح 34334 .
( 2 ) ذخائر العقبى : ص 44 ، والدر المنثور : ج 2 ، ص 23 .
( 3 ) مناقب آل أبي طالب : ج 3 ، ص 104 ، عنه البحار : ج 43 ، ص 36 .
‹ هامش ص 70 ›
( 1 ) روح المعاني : ج 2 ، ص 137 - 138 .
( 2 ) الكلمة الغراء : ص 62 .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
|