سيادة الزهراء على نساء العالمين
[ 31 افضلية الزهراء ]
حوار مع فضل الله حول الزهراء (س)
- السيد هاشم الهاشمي - ص 66 - 68
الفصل الثاني :
سيادة الزهراء على نساء العالمين
ولابد من تناول مسألة أفضلية الزهراء عليها السلام على نساء العالمين من الأولين والآخرين من جانبين :
أولا : من منظار أهل السنة
فقد روى محدثوهم في منزلة الزهراء عليها السلام أحاديث يمكن تبويبها إلى ثلاثة أقسام :
القسم الأول :
ما يفيد مشاركتها لغيرها في الفضل .
وهي الأحاديث التي تدل على أنها بالإضافة إلى مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وآسية بنت مزاحم زوجة فرعون سيدات نساء العالمين وسيدات نساء أهل الجنة .
منها : ما رواه الترمذي بإسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله أنه قال :
( حسبك من نساء العالمين : مريم ابنة عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، وآسية امرأة فرعون ) ( 1 ) .
ومنها : ما رواه أحمد بإسناده إلى ابن عباس قال : خط رسول الله في
الأرض أربعة خطوط ، قال : أتدرون ما هذا ؟ فقالوا : الله ورسوله أعلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : ( أفضل نساء أهل الجنة : خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ، ومريم ابنة عمران ) ( 2 ) .
القسم الثاني :
ما يفيد تفضيل فاطمة الزهراء عليها السلام على غيرها .
سواء بإفرادها في لقب ( سيدة نساء العالمين ) أو ( سيدة نساء الجنة ) وما شاكلهما ، أو بالتنصيص على تقدمها على بقية النساء .
وهي أحاديث عديدة ، منها :
ما رواه البخاري عن النبي أنه قال :
( فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ) ( 3 ) . ومنها : ما رواه الحاكم بإسناده
إلى حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : ( نزل من السماء ملك فاستأذن الله أن يسلم علي لم ينزل قبلها ، فبشرني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ) ( 4 ) .
ومنها : ما رواه الحاكم بإسناده إلى عائشة أن النبي قال وهو في مرضه الذي توفي فيه : ( يا فاطمة ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين ، وسيدة نساء هذه الأمة ، وسيدة نساء المؤمنين ) ( 5 ) .
‹ صفحة 68 ›
فإن ظهور هذه الأحاديث يدل على تقدمها على من سواها ، وخصوصية التقدم إنما تنبعث من إفرادها دون من سواها في الذكر والفضل والسيادة وخصوصا مع ملاحظة بعض القرائن الملتفة بالخبر ، منها أن الآية التي تذكر اصطفاء مريم عليها السلام على نساء العالمين وردت ضمن سورة مريم وهي مكية بالاتفاق ، وأحاديث كون فاطمة عليها السلام سيدة نساء العالمين صدرت عن النبي في المدينة بلا شك ، ومنها مجيء الملك وتبشيره النبي صلى الله عليه وآله بأن فاطمة عليها السلام هي سيدة نساء أهل الجنة ، فإن السيادة في الجنة يتبع مقام السيادة والقرب من الله في الدنيا ، وهذا ما تقتضيه مناسبة قدوم ملك من السماء لإتحاف النبي بهذه البشارة .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 67 ›
( 1 ) الجامع الصحيح : ج 5 ، ص 703 ، ح 3878 ، ورواه بهذا المضمون أيضا أحمد في مسنده : ج 3 ، ص 135 ،
والحاكم في مستدركه : ج 3 ، ص 157 ، والهيثمي في موارد الظمآن : ج 7 ، ص 168 ، ح 2222 ، وللمزيد راجع عوالم النساء :
ص 108 ، الهامش 2 .
( 3 ) صحيح البخاري : ج 5 ، ص 25 .
( 4 ) المستدرك : ج 3 ، ص 151 ، وقد أقر الذهبي بصحته ، ورواه المتقي الهندي في كنز العمال : ج 12 ،
ص 113 ، ح 34249 عن أحمد والترمذي والنسائي وابن حبان بأسانيدهم إلى حذيفة .
( 5 ) المستدرك : ج 3 ، ص 156 ، واعترف الذهبي بصحته ، وروى شبهه أحمد في مسنده : ج 6 ، ص 282 ، والبخاري
في صحيحه : ج 4 ، ص 248 ، وابن سعد في الطبقات الكبرى : ج 2 ، ص 2 373 ط دار إحياء التراث العربي . وللمزيد
راجع عوالم سيدة النساء : ص 92 ، ح 1 و 2 ، ص 93 ، ح 3 ، ص 95 ، ح 1 ، ص 96 ، ح 1 ، ص 100 ، ح 1 .
‹ هامش ص 68 ›
( 1 ) فضائل فاطمة الزهراء : ص 63 ، ح 12 ، ورواه الذهبي في تاريخ الاسلام : ج 3 ، القسم الخامس بالخلفاء الراشدين ،
ص 45 . ورواه أيضا ابن عبد البر عن عمران بن حصين أيضا بنص مقارب في الاستيعاب : ج 4 ، ص 1895 ، وكذلك
رواه أبو نعيم الاصفهاني في حلية الأولياء : ج 2 ، ص 42 .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
|