عرض مشاركة واحدة
قديم 08-25-2010, 12:30 AM   #4
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي اضطراب روايات النسخ للمتعة



مناقشة ما إستدل به عثمان الخميس

على حرمة نكاح المتعة

يتضح لمن تتبع الروايات التي يستند إليها القوم في تحريم نكاح المتعة أنّها روايات موضوعة تصحيحاً لموقف الخليفة عمر بن الخطاب من هذا التشريع الإلهي فهي روايات متناقضة متضاربة ، فرواية تقول : أن رسول



( 24 )




--------------------------------------------------------------------------------



الله (ص) حرمها يوم خيبر وأخرى تقول بأنها حرمها عام فتح مكة ، وثالثة في حجة الوداع ، ورابعة في غزوة تبوك ، وخامسة في حنين ، وسادسة في غزوة أوطاس ، وسابعة في عمرة القضاء ، وقد حار علماء أهل السنة في توجيهها حتى زعم بعضهم أنها - المتعة - حللت وحرمة مرات عديدة !!!

قال إبن كثير : ( وإختلفوا أي وقت أول ما حرمت ، فقيل في خيبر ، وقيل في عمرة القضاء ، وقيل عام فتح مكة ، وهذا أظهر ، وقيل في أوطاس وهو قريب من الذي قبله ، وقيل في تبوك ، وقيل في حجة الوداع )(1).

وقال إبن رشد - وهو يشير إلى روايات تحريم المتعة- : ( ففي بعض الروايات أنّه حرمه يوم خيبر ، وفي بعضها يوم الفتح ، وفي بعضها في غزوة تبوك

___________________

(1) السيرة النبوية 3/366.

(25)





وفي بعضها في حجة الوداع ، وفي بعضها في عمرة القضاء ، وفي بعضها عام أوطاس ) (1).

وعثمان الخميس كغيره من علماء السنيين تناقض فزعم أنّ النهي عن المتعة ثابت ، عن الإمام علي (ع) ، عن رسول الله (ص) ، وأنّ الإمام علي قال : لإبن عباس عندما سمعه يبيح نكاح المتعة : ( إنك إمرؤٌ تائه فأن رسول الله (ص) قد حرم المتعة ولحوم الحمر الأهلية يوم خيبر ) ، وهذا يفيد أن النبي (ص) نهى عن المتعة يوم خيبر وذلك في السنة السابعة من الهجرة المباركة ، لكنه بعد ذلك يقول : أن النبي (ص) نهى عن المتعة في عام فتح مكة حسب رواية سلمة الأكوع وسبرة الجهني ، وفتح مكة كان في السنة الثامنة للهجرة ، وقد مر عليك فيما نقلناه من قول لإبن كثير وإبن رشد أنّ هناك روايات ذكرت

___________________

(1) بداية المجتهد 4/334.

(26)





مناسبات أخرى حرم النبي (ص) فيها نكاح المتعة ، ونحن نسأل ونقول متى ياترى حرم رسول الله (ص) هذا النكاح هل في يوم خيبر أم في يوم الفتح أم في غزوة تبوك ، أم في عام أوطاس أم في عمرة القضاء ، أم في حجة الوداع؟!

إن هذا الإختلاف الكبير والإضطراب الشديد بين الروايات التي يستند إليها القوم في حرمة نكاح المتعة ( يجر الباحث إلى التشكيك في أصل التحريم ، وإلاّّ فكيف خفي زمان التحريم ومكانه على المسلمين حتّى صاروا طوائف ستاًً ، لا سيما في مسألة كمسألة المتعة التي يبتلى بها الناس في حلّهم وترحالهم ؟ فلا يمكن نسخ القرآن الكريم بهذه الأخبار المشوّشة المضطربة ) (1).

___________________

(1) متعة النساء في الكتاب والسنة للشيخ السبحاني صفحة 103.

(27)





إذاً فالروايات التي يزعمون أنها تفيد تحريم نكاح المتعة ونسخه روايات مضطربة ومتناقضة وآحاد ظنية الدلالة ، لا تصلح أن تكون دليلاًً على حرمة ما هو ثابت بالدليل القطعي اليقيني ، إضافة إلى ذلك فإن هناك روايات تناقضها وتفيد خلاف ما تفيده هذه الروايات.


 

رد مع اقتباس