الموضوع
:
باب رد كلام ابن سعد صاحب الطبقات
عرض مشاركة واحدة
07-23-2010, 06:16 AM
#
2
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
1
تاريخ التسجيل :
May 2010
أخر زيارة :
04-27-2022 (11:22 AM)
المشاركات :
2,305 [
+
]
التقييم :
10
لوني المفضل :
Cadetblue
ثم ما ذكره ابن سعد من تزوج عبد الله بن جعفر لسيدتنا أم كلثوم بعد أخويه عون ومحمد أبين جعفر أبني فسادا وأوضح بطلانا من أن ينبهه
عليها ، لأن كثيرا من علماء أهل السنة وأخبارهم يذكرون في كتبهم وأسفارهم أن أم كلثوم ( ع ) لما ماتت شهد الصلاة عليها الحسن والحسين ( ع ) وذلك لا يكون إلا أن يقع موتها في عهد معاوية وحياة الحسن والحسين ( ع ) وقد أجتمع علماء الأخبار وجميع المؤرخين أن أختها سيدتنا زينب ( ع ) قد بقيت إلى عهد يزيد وشهدت وقعة الطف وأسرت حتى بلغت الشام وخاطبت يزيد بكلام بليغ نقله الثقات
من أصحاب التاريخ ، فكيف يصح دعوى ابن سعد أن عبد الله بن جعفر زوج زينب ( ع ) تزوج أم كلثوم بعد موت أختها زينب ( ع ) وكيف يمكن تصحيح هذه الدعوى ، إلا بأن يقال بأن سيدتنا أم كلثوم بعد موتها في عهد معاوية وحضور الحسن والحسين ( ع ) الصلاة عليها عادت حية وبقيت حتى ماتت أختها ( ع ) وتزوجها عبد الله بن جعفر زوج أختها ( ع ) وإذا عرفت هذا بان لك بطلان ما نسب إليها ابن سعد إنها قالت : إني لأستحيي من أسماء بنت عميس إن ابنيها ماتا عندي وإني لأتخوف على هذا الثالث ، فإنه من أبين الكذب والمحال .
ومن العجائب التي يتحير لها الناظر اللبيب ، إن موت أم كلثوم ( ع ) في ‹ صفحة 135 › عهد معاوية يتحقق ما ذكره هذا الرجل بنفسه -
أعني ابن سعد في كتابه هذا أعني الطبقات - قال : ابن سعد في الطبقات ، في ترجمة أم كلثوم ما نصه :
أخبرنا عبيد الله بن موسى قال : أخبرنا إسرائيل عن أبي حصين عن عا
م
ر عن ابن عمر : إنه صلى على أم كلثوم بنت علي وابنها زيد وجعله مما يليه وكبر عليها أربعا . أخبرنا وكيع بن الجراح عن زيد بن حبيب عن الشعبي بمثله ، وزاد فيه : وخلفه الحسن والحسين أبنا علي ، ومحمد بن الحنفية ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن جعفر ( 1 ) .
ولا أدري بما يتخلص هذا الرجل عن ورطة هذا الأشكال والله العاصم من خدع الغرور المحتال .
أما ما ذكره ابن سعد بقوله : أخبرنا أنس بن عياض الليثي عن جعفر
بن محمد ، عن أبيه أن عمر بن الخطاب خطب إلى علي بن أبي طالب ابنته أم كلثوم فقال علي : إنما حبست بناتي على بني جعفر فقال عمر : أنكحنيها يا علي فوالله ما على ظهر الأرض رجل يرصد من حسن صحابتها ما أرصد فقال علي : قد فعلت فجاء عمر إلى مجلس المهاجرين بين القبر والمنبر وكانوا يجلسون ثم علي وعثمان والزبير وطلحة وعبد الرحمان بن عوف فإذا كان الشئ يأتي عمر من الآفاق جائهم فأخبر
ه
م ذلك واستشارهم فيه ، فجاء عمر فقال : رفئوني فرفئوه ، وقالوا بمن يا أمير المؤمنين ؟ قال : بابنة علي بن أبي طالب ثم أنشأ يخبرهم فقال : إن النبي ( ص ) قال : كل نسب وسبب منقطع يوم القيامة إلا نسبي وسببي وكنت قد صحبته فأحببت أن يكون هذا أيضا ( 2 ) انتهى .
فمردود بأن أنس بن عياض الليثي ، مطعون مقدوح ، وممن قدح فيه أمام
‹ صفحة 136 › أهل السنة مالك بن أنس صاحب المذهب المشهور ، قال ابن حجر في تهذيب التهذيب في ترجمة الليثي هذا ، قال الآجري :
عن أبي داود عن أحمد بن صالح قال : ذكر أبو ضمرة عند مالك فقال : لم أر عند المحدثين غيره ولكنه أحمق يدفع كتبه إلى هؤلاء العراقيين ( 1 ) .
وقد تكلم فيه غير مالك أيضا ، قال ابن حجر في التهذيب في ترجمة الليثي هذا ، قال أبو داود : وحدثنا محمود حدثنا مروان وذكر أبا ضمرة فقال : كانت فيه غفلة الشاميين ، ووثقه ولكنه كان يعرض كتبه على النا
س
، قال أبو داود وسمعت الأشج يقول : سألت أبا ضمرة عن شئ فقال : شئ في هذا البيت عرض يعني أحاديثه ( 2 ) إنتهى .
ومن العجائب إن ابن سعد بنفسه قد قدح في ترجمة أنس بن عياض قال ابن سعد : كان ثقة كثير الخطأ ( 3 ) انتهى .
ومن حياء هذا الليثي إنه
روى هذا الخبر المكذوب عن الإمام المعصوم جعفر بن محمد الصادق ( ع ) عن أبيه المعصوم محمد الباقر ( ع ) وقد نزهه الله هذين السيدين المعصومين عن أن يرويا هذ الكذب الصريح ، والأفك الفضيح ، والغالب إنه أراد أن يخدع العامة بإسناد هذا الخبر الباطل إلى هذين الإمامين الهمامين ( ع ) حتى يظنوا أن هذا الخبر المشتمل على عقد سيدتنا أم كلثوم ( ع ) مع عمر قد جاء برواية أئمة أهل البيت ( ع ) وهذا الخدع الباطل مما لا يخدع به إلا العامة الجهال والله العاصم عن مكائد أهل الضلال .
ومن عجائب التعصبات التي تتقطع لها قلوب المؤمنين ، وتنشرح بها صدور الش
ي
اطين ، إن ابن سعد هذا كان سئ الاعتقاد وعظيم الإلحاد
في شأن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهم السلام ما لفظه ( 4 ) . ‹ صفحة 137 ›
قلت : وابن سعد كان كثير الحديث ولا يحتج به وسيضعف ، سأل مرة سمعت هذه الأحاديث من أبيك فقال : نعم . وسأل مرة فقال : إنما وجدها في كتبه ، انتهى ،
وإذا كان هذا زعم ابن سعد عليه ما يستحقه من الملام ، في حق هذا الإمام الهادي للأنام صلوات الله عليه وعلى آبائه الكرام ، فكيف جاز له أن يروي عنه ( ع ) هذا الخبر الباطل مستندا إلى أبيه ( ع )
.
ومما يورث العجب العجاب ، إن متن هذا الخبر قد اشتمل على إن عليا ( ع ) قال لعمر حين خطب إليه ابنته : إنما حبست بناتي على بني
جعفر ، وهذا عذر واضح شرعي فكيف لم يقبله عمر ، وظاهر كل الظهور إن بني جعفر ( ع ) كانوا أكفاء لبنات علي ( ع ) وعمر لم يكن كفوا لواحدة من الهاشميات فضل إن يكون كفوا لبنات علي ( ع ) فكيف
أقدم على خطبة واحدة منهن مع ظهور هذا المانع القوي وكيف لم يقبل ما أعتذر به علي ( ع ) بقوله : إنما حبست بناتي على بني جعفر مع إن هذا عذر شرعي واجب القبول ، وقد وجب على عمر قبوله بها شيده بقوله : لأمنعن تزوج ذوات الأحساب من النساء إلا من الأكفاء ، كما سبق بيانه فيما تقدم من الدلائل على فساد دعوى هذا العقد .
أما قول عمر : أنكحنيها يا علي فوالله ما على ظهر الأرض رجل يرصد من حسن صحابتها ما أرصد ، فلو سلم صدور هذا القول من عمر فهو من تقول
اته الكاذبة ، لأن من ضيع حرمة سيدة نساء العالمين فاطمة ( ع ) وبضعة الرسول ( ص ) وأغضبها وآذاها بأقواله الفضيعة ، وأفعاله الشنيعة ، كيف يصدق في قوله هذا ، ولو كان مقرونا بألف قسم ، وهل يصدق أحد هذا المدعي الكاذب المضيع لحرمة الزهراء البتول ، إنه يرصد من حسن صحابتها ابنتها أم كلثوم ( ع ) ما لا يرصده على ظهر الأرض ، ما هذا إلا وقاحة
ظاهرة لا تخفى على أهل البصائر ، المميزين بين صلاح السرائر ، وفساد الضمائر .
ومن العجائب التي اشتمل عليه هذا الخبر المختلف أنه يلقي في قلب الناظر إن حديث الخطبة ، والاعتذار ، والإصرار والتزويج قد وقع ف
ي زمان واحد ، ‹ صفحة 138 › وساعة واحدة ، ولم يكن هناك محضر شهود بل يذكر فيه إنه شهد ما جرى بين عمر وعلي ( ع ) شاهد أصلا ، ولم يطلع أصحاب رسول الله ( ص ) على هذا العقد حتى جاء إلى مجلس المهاجرين بين القبر والمنبر ، فأخبرهم بهذا العقد ، وهذا أمر منكر جدا ، لأن عمر شديد الإنكار على نكاح السر ، وكان لا يجوز النكاح إلا بولي وشاهدين كما لا يخفي على ناظر كتب الحديث والفقه ( 1 ) فكيف جوز أن يقع نكاحه هذا في محل لم يحضره أحد غير عمر وعلي ( ع ) .
وكان ينبغي أن يدعو جمعا من أصحاب النبي ( ص ) ونفرا من بني هاشم فيكون بمحضر منهم على سبيل الإعلان ، ولا يحتاج عمر إلى إتيان
مجل
س
المهاجرين من أصحاب رسول الله ( ص ) وأخبارهم بعقده هذا الذي لم يشهدوه ، ولعل واضح هذ الخبر المكذوب كان جاهلا بسيرة عمر فوضعه على خلاف ما كان شهودا مشهودا من عمر عند الناس . فإن قلت : لعل الباعث على ترك عمر دعوة الناس لأجل شهود هذا العقد كان هو التوقي عن لزوم الوليمة والاطعام ، ولم يمكنه ذلك في هذا الوقت بضيق ذات اليد .
قلت :
هذا عذر بارد لأن النبي ( ص ) قال لبعض أصحابه : أو لم ولو على رجل شاة ( 2 ) ومع صرف النظر عن ذلك فهلا أغتنم حضور المسلمين يوم الجمعة في المسجد فإنهم كانوا مجتمعون فيه من غير دعوة ، فلم لا أنتظر يوم الجمعة واجتماع الناس في المسجد حتى يكون العقد واقعا بمحضر منهم ويتم هذا العقد على وجه الشياع وشهادة الأصحاب ولا يحتاج ابن الخطاب إلى أخبار جمع من المهاجرين الذين كانوا من الغياب ولم يسمعوا بهذا العقد حتى أخبرهم عمر بنفسه أولا على وجه الأجمال ب
ق
وله : رفئوني ، ثم على وجه البين بعد سؤالهم عنه بقولهم بمن ؟ . ‹ صفحة 139 ›
فإن قلت
:
لعل وجه هذا التعجيل في العقد ووقوعه في الخلوة من غير حضور الأشهاد أن عمر خاف بعد خطبته وإجباره وإلجائه عليا ( ع ) على قوله أن بتغيير رأيه بعد هذا الوقت فلا يزوج ابنته لابن الخطاب ، فلهذا سارع في وقوع العقد كيف ما كان .
قلت : هب إن الأمر كان كذلك ولكن لم ترك تجديد العقد يوم الجمعة بحضور من الناس ، وهب أنه كره تجديد العقد بمحضر المسلمين يوم الجمعة ، لكنه لم ترك أخبار الناس الحاضرين يوم الجمعة بوقوع هذا العقد . ولم ترك الترفيه عنهم وخفى بذلك نفرا من المهاجرين الذين كانوا يجلسون بين القبر والمنبر على وجه بديع يؤذن بوقوع هذا العقد على وجه السر والكتمان وجهلهم عن وقوعه على سبيل الشهرة والإعلان ، ولقد اشتمل هذا الخبر المكذوب على أمر عجيب وهو قول عمر لأصحاب رسول الله ( ص ) رفئوني وأنهم رفئوه ، فإن هذا كان من رسوم الجاهلية ، وقد نهى عنه رسول الله ( ص ) فكيف اجترى هذا الرجل على طلب الترفيه عنها ، وكيف أقدم أصحاب الرسول على هذه الخطبة الشنيعة .
قال محمد بن أحمد بن حنبل الشيباني في المسند : حدثنا الحكم بن نافع ، حدثنا إسماعيل بن عباس ، عن سالم بن عبد الله بن محمد بن عقيل قال : تزوج
ع
قيل بن أبي طالب فخرج علينا فقلنا بالرفاء والبنين فقال : مه لا تقولوا ذلك فإن النبي ( ص ) قد نهانا عن ذلك وقال : قولوا ، بارك الله فيك ، وبارك لك فيها ( 1 ) .
وقال أيضا : حدثنا إسماعيل وهو ابن عليه أنبأنا يونس عن الحسن أن عقيل بن أبي طالب ( رض ) تزوج امرأة من بني جشم فدخل عليه القوم فقالوا : بالرفاء والبنين فقال : لا تفعلوا ذلك ، قالوا : فما نقول ؟ يا أبا زبيدة وقال : قولوا ‹ صفحة 140 › بارك الله لكم ، وبارك عليكم ، أنا كذلك كنا نؤمر ( 1 ) .
قال ابن منضور الأفريقي في لسان العرب : ومنه بالرفاء والبنين ، ورفاه ترفية وترفيا دعا له فقال : بالرفاء والبنين ، وفي حديث النبي ( ص ) إنه نهى أن يقال : بالرفاء والبنين ، الرفاء الأيتام ، والاتفاق والبرمكة والبشام ، وإنما نهى عنه كراهية ، لأنه كان من عادتهم ، ولهذا سن فيه غيره ( 2 ) انتهى .
وقال محمد طاهر الكجراتي : ( 3 )
في مجمع البحار أي قال الطيبي في شرح المشكاة - : الترفيه ، قوله : بالرفاء والبنين ، ويدل له الشارع بما ذكره لأنه لا يفيد ، ولما فيه من التفسير عن البنات . انتهى .
وقال محمد طاهر الكجراتي أيضا في تكملة مجمع البحار ، رفأ فيه نهى أن يقال : بالرفاء ولقد استبان بما سمعت إن واضع هذا الخبر قد نسب إلى عمر شيئا منكرا كان من رسوم الجاهلية ، وعادات الكفار والله العاصم عن حب باطل يعمي القلوب والأبصار .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 135 ›
( 1 ) الطبقات 8 : 464 . ( 2 ) الطبقات الكبرى 8 : 463
‹ هامش ص 136 ›
( 1 ) تهذيب التهذيب 1 : 376 . ( 2 ) المصدر السابق . ( 3 ) التهذيب 1 : 376 . ( 4 ) سقط في الأصل .
‹ هامش ص 138 ›
( 1 ) مالك بن أنس عن أبي الزبير المكي أن عمر بن الخطاب أتى بنكاح لم يشهد عليه إلا رجل وامرأة ، فقال : هذا نكاح السر ولا أجيزه ، ول كنت تقدمت فيه لرجمت . الموطأ 2 : 535 . بداية المجتهد 2 : 19 . ( 2 ) الطبقات الكبرى 3 : 126 ، 523 . الموطأ 2 : 545 صحيح البخاري كتاب النكاح : 54
‹ هامش ص 139 ›
(
1
) مسند أحمد : 201
‹ هامش ص 140 ›
( 1 ) مسند ابن حنبل 1 : 201 . ( 2 ) لسان العرب . ( 3 ) ملك المحدثين محمد طاهر الغثني الكجراتي الهندي الصديقي مات 986 محدث ، مفسر ، لغوي ، صرفي ، عارف بالرجال له : مجمع بحار الأنوار في غرائب التنزيل . شذرات الذهب 8 : 41 . هدية العارفين 2 : 255 . كشف الظنون 2 : 1599 . الأعلام 7 : 42 .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
فترة الأقامة :
5455 يوم
زيارات الملف الشخصي :
635
إحصائية مشاركات »
الشيخ محمد العبدالله
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
0.42 يوميا
الشيخ محمد العبدالله
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى الشيخ محمد العبدالله
زيارة موقع الشيخ محمد العبدالله المفضل
البحث عن المشاركات التي كتبها الشيخ محمد العبدالله