باقي المراجعة (15) تراجم الاسماء ( ت ث ج ح )
ت
10 - تليد بن سليمان - الكوفي الأعرج ، ذكره ابن معين فقال : كان يشتم عثمان ، فسمعه بعض أولاد موالي عثمان فرماه فكسر رجليه . وذكره أبو داود فقال : رافضي يشتم أبا بكر وعمر . ومع ذلك كله فقد أخذ عنه أحمد ، وابن نمير ، واحتجا به وهما يعلمانه شيعيا . قال أحمد : تليد شيعي لم نر به بأسا . وذكره الذهبي في ميزانه ( 158 ) فنقل من أقوال العلماء فيه ما قد ذكرناه ، ووضع على اسمه رمز الترمذي ، إشارة إلى أنه من رجال أسانيده . ودونك حديثه في صحيح الترمذي ( 159 ) عن عطاء ابن السائب ، و عبد الملك بن عمير .
ث
11- ثابت بن دينار - المعروف بأبي حمزة الثمالي حاله في التشيع كالشمس . وقد ذكره في الميزان ( 160 ) فنقل أن عثمان ذكر مرة في مجلس أبي حمزة فقال : من عثمان ؟ ! استخفافا به ، ثم نقل أن السليماني عد ‹ صفحة 112 › أبا حمزة في قوم من الرافضة ، وقد وضع الذهبي رمز الترمذي على اسم أبي حمزة ، إشارة إلى أنه من رجال سنده ، وأخذ عنه وكيع ، وأبو نعيم ، واحتجا به . ودونك حديثه في صحيح الترمذي ( 161 ) عن أنس ، والشعبي ، وله عن غيرهما من تلك الطبقة . مات رحمه الله سنة مئة وخمسين .
12 - ثوبر بن أبي فاخنة - أبو الجهم الكوفي ، مولى أم هاني بنت أبي طالب . ذكره الذهبي في ميزانه ( 162 ) فنقل القول : بكونه رافضيا عن يونس بن أبي إسحاق ، ومع ذلك فقد أخذ عنه سفيان ، وشعبة ، وأخرج له الترمذي في صحيحه ( 163 ) عن ابن عمر ، وزيد بن أرقم . وكان في عصر الإمام الباقر متمسكا بولايته معروفا بذلك ، وله مع عمرو بن ذر القاضي ، وابن قيس الماصر ، والصلت بن بهرام نادرة تشهد بهذا ( 164 ) .
ج
13 - جابر بن يزيد - بن الحارث الجعفي الكوفي . ترجمه الذهبي في ميزانه ( 165 ) فذكر أنه أحد علماء الشيعة . ونقل عن سفيان القول بأنه سمع جابرا يقول : انتقل العلم الذي كان في النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى علي ، ثم انتقل من علي إلى الحسن ، ثم لم يزل حتى بلغ جعفرا ( الصادق ) وكان في عصره ( ع ) . وأخرج مسلم في أوائل صحيحه عن الجراح . قال سمعت جابرا يقول : عندي سبعون ألف حديث عن أبي جعفر " الباقر " عن النبي صلى الله عليه وآله ، كلها ( 166 ) . وأخرج عن زهير ، قال سمعت جابرا يقول : أن عندي لخمسين ألف حديث ، ما حدثت منها بشئ - قال ثم حدث يوما ‹ صفحة 113 › بحديث فقال : هذا من الخمسين ألفا ( 167 ) وكان جابر إذا حدث عن الباقر يقول - كما في ترجمته من ميزان الذهبي : - حدثني وصي الأوصياء . وقال ابن عدي - كما في ترجمة جابر من الميزان - : عامة ما قذفوه به أنه كان يؤمن بالرجعة ، وأخرج الذهبي - في ترجمته من الميزان - بالإسناد إلى زائدة قال : جابر الجعفي رافضي يشتم ، قلت : ومع ذلك فقد احتج به النسائي ، وأبو داود ( 168 ) فراجع حديثه في سجود السهو من صحيحيهما ، وأخذ عنه شعبة ، وأبو عوانة ، وعدة من طبقتهما ، ووضع الذهبي علي اسمه - حيث ذكره في الميزان - رمزي أبي داود والترمذي إشارة إلى كونه من رجال أسانيدهما ، ونقل عن سفيان القول : بكون جابر الجعفي ورعا في الحديث ، وأنه قال : ما رأيت أورع منه ، وأن شعبة قال : جابر صدوق . وأنه قال أيضا كان جابر إذا قال أنبأنا ، وحدثنا ، وسمعت ، فهو من أوثق الناس ، وأن وكيعا قال : ما شككتم في شئ فلا تشكوا أن جابر الجعفي ثقة ، وأن ابن عبد الحكم سمع الشافعي يقول : قال سفيان الثوري لشعبة : لئن تكلمت في جابر الجعفي لأتكلمن فيك . مات جابر سنة ثمان أو سبع وعشرين ومئة ، رحمه الله تعالى ( 169 )
[باقي المراجعة الاخيرة (15) ]
المراجعات - السيد شرف الدين - ص 113 – 119
14 - جرير بن عبد الحميد - الضبي الكوفي ، عده ابن قتيبة من رجال الشيعة في كتابه - المعارف - وأورده الذهبي في الميزان ( 170 ) فوضع عليه الرمز إلى اجتماع أهل الصحاح على الاحتجاج به ، وأثنى عليه فقال : عالم أهل الري صدوق ، يحتج به في الكتب ، نقل الاجماع على وثاقته . ودونك حديثه في صحيحي البخاري ومسلم ( 171 ) عن الأعمش ، ومغيرة ، ومنصور ، وإسماعيل بن أبي خالد ، وأبي إسحاق الشيباني ، روى عنه في الصحيحين قتيبة ابن سعيد ، ويحيى بن يحيى ، ‹ صفحة 114 › وعثمان بن أبي شيبة . مات رحمه الله تعالى بالري سنة سبع وثمانين ومئة عن سبع وسبعين سنة .
15 - جعفر بن زياد - الأحمر الكوفي ذكره أبو داود فقال : صدوق شيعي .
وقال الجوزجاني : مائل عن الطريق - أي لتشيعه مائل عن طريق الجوزجاني إلى طريق أهل البيت - وقال ابن عدي : صالح شيعي . وقال حفيده الحسين بن علي بن جعفر بن زياد : كان جدي جعفر من رؤساء الشيعة بخراسان ، فكتب فيه أبو جعفر الدوانيقي - فأشخص إليه في ساجور ( 1 ) مع جماعة من الشيعة فحبسهم في المطبق دهرا . أخذ عنه ابن عيينة ، ووكيع وأبو غسان المهدي ، ويحيى بن بشر الحريري ، وابن مهدي ، فهو شيخهم . وقد وثقه ابن معين وغيره ، وقال أحمد : صالح الحديث . وذكره الذهبي في الميزان ( 172 ) ونقل من أحواله ما قد سمعت ، ووضع على اسمه رمز الترمذي ، والنسائي ، إشارة إلى احتجاجهما به . ودونك حديثه في صحيحيهما ( 173 ) عن بيان بن بشر ، وعطاء بن السائب . وله عن جماعة آخرين من تلك الطبقة . مات رحمه الله سنة سبع وستين ومئة .
16 - جعفر بن سليمان - الضبعي البصري أبو سليمان ، عده ابن قتيبة من رجال الشيعة في معارفه ( 2 ) ، وذكره ابن سعد فنص على تشيعه ووثاقته ( 174 ) ونسبه أحمد بن المقدام إلى الرفض ، وذكره ابن عدي فقال : هو شيعي أرجو أنه لا بأس به ، وأحاديثه ليست بالمنكرة ، وهو عندي ممن يحمد أن يقبل حديثه . وقال أبو طالب سمعت أحمد يقول : لا بأس بجعفر بن سليمان الضبعي ، فقيل لأحمد : أن ‹ صفحة 115 › سليمان بن حرب يقول : لا يكتب حديثه ، فقال : لم يكن ينهى عنه ، وإنما كان جعفر يتشيع ، فيحدث بأحاديث في علي . . . الخ . وقال ابن معين : سمعت من عبد الرزاق كلاما استدللت به على ما قيل عنه من المذهب ، فقلت له : إن أساتذتك كلهم أصحاب سنة ، معمر ، وابن جريح ، والأوزاعي ، ومالك ، وسفيان ، فعمن أخذت هذا المذهب ؟ فقال : قدم علينا جعفر ابن سليمان الضبعي ، فرأيته فاضلا حسن الهدي ، فأخذت عنه هذا المذهب - مذهب التشيع - قلت : لكن محمد بن أبي بكر المقدمي كان يرى العكس ، فيصرح بأن جعفرا إنما أخذ الرفض عن عبد الرزاق ، ولذا كان يدعو عليه فيقول : فقدت عبد الرزاق ما أفسد بالتشيع جعفرا غيره . وأخرج العقيلي بالإسناد إلى سهل بن أبي خدوثة ، قال : قلت لجعفر بن سليمان : بلغني أنك تشتم أبا بكر وعمر . فقال : أما الشتم فلا ، ولكن البغض ما شئت . وأخرج ابن حبان في الثقات بسنده إلى جرير بن يزيد بن هارون ، قال : بعثني أبي إلى جعفر الضبعي فقلت له : بلغني أنك تسب أبا بكر وعمر . قال : أما السب فلا ، ولكن البغض ما شئت ، فإذا هو رافضي . . . الخ . وترجم الذهبي جعفرا في الميزان فذكر من أحواله كلما سمعت ، ونص على أنه كان من العلماء الزهاد على تشيعه ( 175 ) وقد احتج به مسلم في صحيحه ( 176 ) وأخرج عنه أحاديث قد انفرد بها ، كما نص عليه الذهبي ، وأشار إليها في ترجمة جعفر . ودونك حديثه في الصحيح عن ثابت البناني ، والجعد بن عثمان ، وأبي عمران الجوني ، ويزيد بن الرشك ، وسعيد الجريري ، روى عنه قطن بن نسير ، ويحيى بن يحيى ، وقتيبة ، ومحمد بن عبيد بن حساب ، وابن مهدي ، ومسدد . وهو الذي ‹ صفحة 116 › - حدث عن يزيد الرشك ، عن مطرف ، عن عمران بن حصين ، قال : " بعث رسول الله صلى الله عليه وآله سرية استعمل عليهم عليا . . . الحديث ، وفيه - : ما تريدون من علي ، علي مني وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن بعدي " ( 177 ) أخرجه النسائي في صحيحه ، ونقله ابن عدي عن صحاح النسائي ، نص الذهبي على ذلك في أحوال جعفر من الميزان . مات في رجب سنة ثمان وسبعين ومئة ، رحمه الله تعالى .
17 - جميع بن عميرة - بن ثعلبة الكوفي التيمي ، تيم الله . ذكره أبو حاتم - كما في آخر ترجمته من الميزان - ( 178 ) فقال : كوفي صالح الحديث ، قلت : أخذ عنه العلاء بن صالح ، وصدقة بن المثنى ، وحكيم بن جبير ، فهو شيخهم . وله في السنن ثلاثة أحاديث ، وحسن الترمذي له ( 179 ) . نص على ذلك الذهبي في الميزان ، وهو من التابعين ، سمع ابن عمر ، وعائشة ، ومما رواه عن ابن عمر : أنه سمع رسول الله يقول لعلي : " أنت أخي في الدنيا والآخرة " ( 180 ) .
ح
18 - الحارث بن حصيرة - أبو النعمان الأزدي الكوفي . ذكره أبو حاتم الرازي . فقال : هو من الشيعة العتق . وذكره أبو أحمد الزبيري ، فقال : كان يؤمن بالرجعة . وذكره ابن عدي ، فقال : يكتب حديث على ما رأيته من ضعفه ، وهو من المحترقين بالكوفة في التشيع . وقال ذنيج : سألت جريرا أرأيت الحارث بن حصيرة ؟ قال : نعم رأيته شيخا كبيرا ، طويل السكوت ، يصر على أمر ‹ صفحة 117 › عظيم . وذكره يحيى بن معين ، فقال : ثقة خشبي ، ووثقه النسائي أيضا ، وحمل عنه الثوري ، ومالك بن مغول ، و عبد الله بن نمير ، وطائفة من طبقتهم ، كان شيخهم ومحل ثقتهم . وترجمه الذهبي في ميزانه ( 181 ) ، فذكر كل ما نقلناه من شؤونه . ودونك حديثه في السنن ( 182 ) عن زيد بن وهب ، وعكرمة ، وطائفة من طبقتهما ، أخرج النسائي من طريق عباد بن يعقوب الرواجني ، عن عبد الله بن عبد الملك المسعودي ، عن الحارث بن حصيرة ، عن زيد بن وهب ، قال سمعت عليا يقول : " أنا عبد الله وأخو رسوله ، لا يقولها بعدي إلا كذاب " ( 183 ) وروى الحارث بن حصيرة ، عن أبي داود السبيعي ، عن عمران بن حصين ، قال : كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي إلى جنبه ، إذ قرأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم : * ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض ) * ، فارتعد علي ، فضرب النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيده على كتفه ، وقال : " ولا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق " ( 184 ) إلى يوم القيامة ، أخرجه المحدثون كمحمد بن كثير ، وغيره عن الحارث بن حصيرة ، ونقله الذهبي في ترجمة نفيع بن الحارث بهذا الإسناد ، وحين أتى في أثناء السند على ذكر الحارث بن حصيرة ، قال : صدوق لكنه رافضي ( 185 ) .
19 - الحارث بن عبد الله - الهمداني ، صاحب أمير المؤمنين وخاصته ، كان من أفضل التابعين ، وأمره في التشيع غني عن البيان ، وهو أول من عدهم ابن قتيبة في معارفه ، من رجال الشيعة ، وقد ذكره الذهبي في ميزانه ( 186 ) : فاعترف بأنه من كبار علماء التابعين ، ثم نقل عن ابن حبان القول : بكونه غاليا في ‹ صفحة 118 › التشيع ، ثم أورد من تحامل القوم عليه - بسبب ذلك - شيئا كثيرا ، ومع هذا فقد نقل إقرارهم بأنه كان من أفقه الناس ، وأفرض الناس ، وأحسب الناس ، لعلم الفرائض ، واعترف بأن حديث الحارث موجود في السنن الأربعة ( 187 ) وصرح بأن النسائي مع تعنته في الرجال قد احتج بالحارث ، وقوى أمره ، وأن الجمهور مع توهينهم أمره يروون حديثه في الأبواب كلها ، وأن الشعبي كان يكذبه ، ثم يروي عنه . قال في الميزان : والظاهر أنه يكذبه في لهجته وحكاياته ، وأما في الحديث النبوي فلا . قال في الميزان : وكان الحارث من أوعية العلم ، ثم روى - في الميزان - عن محمد بن سيرين أنه قال : كان من أصحاب ابن مسعود خمسة يؤخذ عنهم أدركت منهم أربعة ، وفاتني الحارث فلم أره ، وكان يفضل عليهم وكان أحسنهم ( قال ) : ويختلف في هؤلاء الثلاثة أيهم أفضل ، علقمة ومسروق وعبيدة ، ا ه . قلت : وقد سلط الله على الشعبي من الثقات الأثبات من كذبه واستخف به جزاءا وفاقا ، كما نبه على ذلك ابن عبد البر في كتابه - جامع بيان العلم - حيث أورد كلمة إبراهيم النخعي الصريحة في تكذيب الشعبي ، ثم قال ( 1 ) ما هذا لفظه : وأظن الشعبي عوقب لقوله في الحارث الهمداني حدثني الحارث وكان أحد الكذابين - قال ابن عبد البر - ولم يبن من الحارث كذب ، وإنما نقم عليه إفراطه في حب علي ، وتفضيله له على غيره ( قال ) ومن هاهنا كذبه الشعبي ، لأن الشعبي يذهب إلى تفضيل أبي بكر ، وإلى أنه أول من أسلم ، وتفضيل عمر . ا ه . قلت : وأن ممن تحامل على الحارث محمد بن ‹ صفحة 119 › سعد ، حيث ترجمه في الجزء 6 من طبقاته ( 188 ) فقال : " إن له قول سوء " وبخسه حقه ، كما جرت عادته مع رجال الشيعة ، إذ لم ينصفهم في علم ، ولا في عمل ، والقول السئ الذي نقله ابن سعد عن الحارث : إنما هو الولاء لآل محمد ، والاستبصار بشأنهم ، كما أشار إليه ابن عبد البر فيما نقلناه من كلامه . كانت وفاة الحارث سنة خمس وستين ، رحمه الله تعالى .
20 - حبيب بن أبي ثابت - الأسدي الكاهلي الكوفي التابعي ، يعده في رجال الشيعة كل من ابن قتيبة في معارفه ، والشهرستاني في كتاب - الملل والنحل - وذكره الذهبي في ميزانه ( 189 ) ووضع على اسمه رمز الصحاح الستة ( 190 ) إشارة إلى احتجاجها به ، وقال : قد احتج به كل من أفرد الصحاح بلا تردد ( قال ) : ووثقه يحيى بن معن . وجماعة . قلت : وإنما تكلم فيه الدولابي ، وعده من المضعفين ، لمجرد تشيعه وقد أدهشني ابن عون حيث لم يجد وجها للطعن في حبيب ونفسه تأبى إلا انتقاصه ، فكان يعبر عنه بالأعور ، ولا نقص بعور العين ، وإنما النقص بالفحشاء والكلمة العوراء . ودونك حديث حبيب في صحيحي البخاري ومسلم عن سعيد بن جبير ، وأبي وائل . أما حديثه عن زيد بن وهب ، ففي صحيح البخاري فقط . وله في صحيح مسلم عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس وعن طاووس ، والضحاك المشرقي ، وأبي العباس بن الشاعر . وأبي المنهال عبد الرحمن ، وعطاء بن يسار وإبراهيم بن سعد بن أبي وقاص ، ومجاهد . روى عنه في الصحيحين مسعر ، والثوري ، وشعبة . وروى عنه في صحيح مسلم ، سليمان الأعمش ، وحصين ، و عبد العزيز ابن سياه وأبو إسحاق الشيباني . مات رحمه الله تعالى سنة تسع عشرة ومئة . ‹ صفحة 120 ›
21 - الحسن بن حي - واسم حي صالح بن صالح الهمداني ، أخو علي بن صالح وكلاهما من أعلام الشيعة ، ولدا توأما ، وكان علي تقدمه بساعة ، فلم يسمع أحد أخاه الحسن يسميه باسمه قط ، وإنما كان يكنيه بقول : قال أبو محمد ، نقل ذلك ابن سعد في أحوال علي من الجزء 6 من طبقاته . وذكرهما الذهبي في ميزانه فقال في أحوال الحسن : كان أحد الأعلام ، وفيه بدعة تشيع ، وكان يترك الجمعة ، ويرى الخورج على الولاة الظلمة ، وذكر أنه كان لا يترحم على عثمان . وذكره ابن سعد في الجزء 6 من الطبقات فقال : كان ثقة صحيح الحديث كثيره ، وكان متشيعا . ا ه . وذكره الإمام ابن قتيبة في أصحاب الحديث من كتابه - المعارف - مصرحا بتشيعه ، ولما ذكر رجال الشيعة في أواخر - المعارف - عد الحسن منهم ( 191 ) . احتج به مسلم وأصحاب السنن ( 192 ) ، ودونك حديثه في صحيح مسلم ، عن كل من سماك بن حرب ، وإسماعيل السدي ، وعاصم الأحول ، وهارون بن سعد . وقد أخذ عنه عبيد الله ابن موسى العبسي ، ويحيى بن آدم ، وحميد بن عبد الرحمن الرواسي ، وعلي بن الجعد ، وأحمد بن يونس ، وسائر أعلام طبقتهم وذكر الذهبي في ترجمته من الميزان : أن ابن معين وغيره وثقوه ، وأن عبد الله بن أحمد نقل عن أبيه : أن الحسن أثبت من شريك وذكر الذهبي أن أبا حاتم قال : إنه ثقة ، حافظ ، متقن ، وأن أبا زرعة قال : اجتمع فيه إتقان ، وفقه ، وعبادة ، وزهد ، وأن النسائي وثقه ، وأن أبا نعيم قال : كتبت عن ثمان مئة محدث ، فما رأيت أفضل من الحسن بن صالح ، وأنه قال : ما رأيت أحدا إلا وقد غلط في شئ ، غير الحسن بن صالح ، وأن عبيدة بن سليمان قال : إني أرى الله يستحي ‹ صفحة 121 › أن يعذب الحسن بن صالح ، وأن يحيى بن أبي بكير ، قال للحسن بن صالح : صف لنا غسل الميت ، فما قدر عليه من البكاء ، وأن عبيد الله بن موسى قال : كنت أقرأ على علي بن صالح ، فلما بلغت : فلا تعجل عليهم ، سقط أخوه الحسن يخور كما يخور الثور ، فقام إليه علي فرفعه ومسح وجهه ورش عليه وأسنده ، وأن وكيعا قال : كان الحسن وعلي ابنا صالح ، وأمهما قد جزؤوا الليل ثلاثة أجزاء ، فكل واحد يقوم ثلثا ، فماتت أمهما فاقتسما الليل بينهما ، ثم مات علي فقام الحسن الليل كله ، وأن أبا سليمان الداراني قال : ما رأيت أحدا الخوف أظهر على وجهه من الحسن بن صالح قام ليلة بعم يتساءلون فغشي عليه ، فلم يختمها إلى الفجر ( 193 ) . ولد رحمه الله تعالى سنة مئة ، ومات سنة تسع وستين ومئة .
22 – الحكم بن عتيبة - الكوفي ، نص على تشيعه ابن قتيبة ، وعده من رجال الشيعة في معارفه ( 194 ) . احتج به البخاري ومسلم ( 195 ) . ودونك حديثه في صحيحيهما عن كل من أبي جحيفة ، وإبراهيم النخعي ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، وله في صحيح مسلم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، والقاسم بن مخيمرة ، وأبي صالح ، وذر بن عبد الله ، وسعيد ابن عبد الرحمن بن أبزى ، ويحيى بن الجزار ، ونافع مولى بن عمر ، وعطاء بن أبي رباح ، وعمارة بن عمير ، وعراك بن مالك ، والشعبي ، وميمون بن مهران ، والحسن العرني ، ومصعب بن سعد ، وعلي بن الحسين . روى عنه في الصحيحين : منصور ، ومسعر ، وشعبة . وروى عنه في صحيح البخاري خاصة عبد الملك بن أبي غنية ، وروى عنه في صحيح مسلم خاصة كل من الأعمش ، وعمرو بن قيس ، وزيد بن أبي أنيسة ، ومالك ابن ‹ صفحة 122 › مغول ، وأبان بن تغلب ، وحمزة الزيات ، ومحمد بن جحادة ، ومطرف ، وأبو عوانة ، مات سنة خمس عشرة ومئة عن خمس وستين سنة .
23 - حماد بن عيسى - الجهني ، غريق الجحفة ، ذكره أبو علي في كتابه - منتهى المقال - وأورده الحسن بن علي بن داود في مختصره المختص بأحوال الرجال ، وترجمه من علماء الشيعة أصحاب الفهارس والمعاجم ( 196 ) وعده جميعا من الثقات الأثبات ، من أصحاب الأئمة الهداة عليهم السلام ، سمع من الإمام الصادق عليه السلام سبعين حديثا ، لكنه لم يرو منها سوى عشرين ( 197 ) . وله كتب يرويها أصحابنا بالإسناد إليه ، دخل مرة على أبي الحسن الكاظم عليه السلام ، فقال له : جعلت فداك : ادع الله لي أن يرزقني دارا ، وزوجة ، وولدا ، وخادما ، والحج في كل سنة . فقال عليه السلام : اللهم صل على محمد وآل محمد وارزقه دارا وزوجة وولدا وخادما والحج خمسين سنة . قال حماد : فلما اشترط خمسين علمت أني لا أحج أكثر منها . قال : فحججت ثمان وأربعين سنة ، وهذي داري رزقتها ، وهذه زوجتي وراء الستر ، تسمع كلامي ، وهذا ابني ، وهذا خادمي ، قد رزقت كل ذلك . ثم حج بعد هذا الكلام حجتين تمام الخمسين ، وخرج بعدها حاجا ، فزامل أبا العباس النوفلي القصير ، فلما صار في موضع الاحرام ، دخل يغتسل فجاء الوادي فحمله الماء فغرق قبل أن يحج زيادة على الخمسين . وكانت وفاته رحمه الله تعالى سنة تسعة ومئتين ، وأصله كوفي ، ومسكنه البصرة ، وعاش نيفا وسبعين سنة ( 198 ) . وقد استقصينا أحواله في كتابنا - مختصر الكلام في مؤلفي الشيعة من صدر الاسلام - وذكره الذهبي ‹ صفحة 123 › ( 199 ) فوضع على اسمه ت ق إشارة إلى من أخرج عنه من أصحاب السنن ( 200 ) ، وذكر أنه غرق سنة ثمان ومئتين ، وأنه يروي عن الصادق ( ع ) وتحامل عليه إذ نسب الطامات إليه ، كما تحامل عليه من ضعفه لتشيعه ، والعجب من الدارقطني يضعفه ، ثم يحتج به في سننه ( وكذلك يفعلون ) .
24 - حمران بن أعين - أخو زرارة ، كانا من أثبات الشيعة ، وحفظة الشريعة وبحار علوم آل محمد ، وكانا من مصابيح الدجى ، وأعلام الهدى ، منقطعين إلى الإمامين الباقرين الصادقين ، ولهما مكانة عند الأئمة من آل محمد صلى الله عليه وآله سامية . أما حمران فقد ذكره الذهبي في ميزانه ( 201 ) فوضع على اسمه ق إشارة إلى من أخرج عنه من أصحاب السنن ( 202 ) ثم قال : روى عن أبي الطفيل وغيره ، وقرأ عليه حمزة ، كان يتقن القرآن ، قال ابن معين : ليس بشئ ، وقال أبو حاتم : شيخ . وقال أبو داود رافضي إلى آخر كلامه .
|