عرض مشاركة واحدة
قديم 07-17-2010, 12:12 PM   #2
الفاروق الاعظم
مشرف عام


الصورة الرمزية الفاروق الاعظم
الفاروق الاعظم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-05-2022 (12:41 PM)
 المشاركات : 1,422 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي تكملة رواة الحديث



سعد بن أبي وقاص
ومن روى حديث الكساء من الصحابة سعد بن أبي وقاص ففي خصائص الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) للنسائي(3)قال:
____________
(1) شواهد التنزيل 2/87.
(2) مسند أحمد بن حنبل 6/304 حديث رقم: 26642.
(3) خصائص الإمام علي 32 حديث رقم: 9.
________________________________________ الصفحة 16 ________________________________________
((أخبرنا قتيبة بن سعيد البلخي وهشام بن عمّار الدمشقي قالا: حدثنا حاتم عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: أمر معاوية سعدا(1)فقال: ما منعك أن تسبّ أبا تراب؟ فقال: أنا ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلن أسبّه لأن تكون لي واحدة منها أحبّ إليّ من حمر النعم؛ سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول له وخلفه في بعض مغازيه، فقال علي: يا رسول الله أتخلفني مع النساء والصبيان؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنّه لا نبوّة بعدي؟ وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطين الرّاية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فتطاولنا إليها، فقال: ادعوا لي عليا، فأتي به أرمد، فبصق في عينه ودفع الرّاية إليه.. ولما نزلت (إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً) دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي)).
قال الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري محقق كتاب الخصائص عن هذا الحديث: ((إسناده صحيح)).
ورواه النسائي أيضا بنفس السند في كتابه السنن الكبرى(2).
وفي المستدرك على الصحيحين قال الحاكم النيسابوري:
____________
(1) يظهر من هذه الرّواية أنّ معاوية بن أبي سفيان أمر سعد بن أبي وقاص بسبّ الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فامتنع سعد عن ذلك بسبب ما ذكره من ثلاث خصال لعلي (عليه السلام) قالهن له رسول الله كان يود سعد أن تكون له واحدة منهن فإنها أحب إليه من حمر النعم، وتقدير الرّواية هكذا (أمر معاوية سعدا بسب علي فامتنع فقال: ما منعك أن تسب أبا تراب...) وسبّ معاوية لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) أشهر من نار على علم.
(2) السنن الكبرى 5/107 حديث رقم: 8399.
________________________________________ الصفحة 17 ________________________________________
((حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن سنان القزاز، حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي، وأخبرني أحمد بن جعفر القطيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا أبو بكر الحنفي حدثنا بكير بن مسمار قال: سمعت عامر بن سعد يقول: قال معاوية لســعد بـن أبي وقاص (رضي الله عنه): ما يمنعك أن تسبّ ابن أبي طالب؟ قال: فقال: لا أسبّه ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأن تكون لي واحدة منهن أحبّ إليّ من حمر النعم، قال له معاوية: ما هنّ يا أبا إسحاق؟ قال: لا أسبّه ما ذكرت حين نزل عليه الوحي فأخذ عليا وابنيه وفاطمة فأدخلهم تحت ثوبه ثم قال: ربّ إنّ هؤلاء أهل بيتي ولا أسبّه ما ذكرت حين خلفه في غزوة تبوك غزاها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال له علي: خلفتني والنساء، قال: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنّه لا نبوّة بعدي، ولا أسبّه ما ذكرت يوم خيبر، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)لأعطين هذه الرّاية رجلا يحب الله ورسوله ويفتح الله على يديه فتطاولنا لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: أين علي؟ قالوا: هو أرمد، فقال: ادعوه، فدعوه فبصق في وجهه ثم أعطاه الرّاية ففتح الله عليه، قال: فلا والله ما ذكره معاوية بحرف حتى خرج من المدينة)).
قال الحاكم النيسابوري: ((هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه))(1).
وهذا الحديث أخرجه النسائي في السنن الكبرى(2)والبزار في مسنده(3)وفي المصدر الأخير لم يذكر اسم معاوية وابدلت عبارة (قال معاوية لسعد) بعبارة (قال رجل لسعد) كما أبدلت عبارة (فلا والله ما
____________
(1) المستدرك على الصحيحين 3/117 حديث رقم: 4575.
(2) السنن الكبرى 5/122 حديث رقم: 8439.
(3) مسند البزار 3/324 حديث رقم: 1120.
________________________________________ الصفحة 18 ________________________________________
ذكره معاوية بحرف حتى...) بعبارة (فلا والله ما ذكره ذلك الرجل بحرف...) ولا ندري من ارتكب هذه الخيانة العلمية، هل هو واحد من الرّواة أم البزار نفسه أم من بيضّ كتابه وطبعه، حيث وجد من فعل ذلك أن في هذا الحديث دليلا قاطعا على أنّ سيّده الباغي معاوية بن أبي سفيان كان يتناول أمير المؤمنين علي بن بي طالب (عليه السلام) ويسبّه ولذلك لم تطاوعه نفسه أن يذكر اسمه.
وفي تفسير الطبري(1)قال ابن جرير:
((حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا أبو بكر الحنفي، قال: حدثنا بكير بن مسمار قال: سمعت عامر بن سعد قال: قال سعد: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حين نزل عليه الوحي، فأخذ عليا وابنيه وفاطمة وأدخلهم تحت ثوبه ثم قال: ربّ هؤلاء أهلي وأهل بيتي)).
ورواه الطحاوي في مشكل الآثار(2)باختلاف يسير في اللفظ فقال:
((حدثنا الربيع المرادي، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا حاتم ابن إسماعيل، حدثنا بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد عن أبيه قال: لما نزلت هذه الآية دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا وفاطمة وحسنا وحسينا (عليهم السلام)فقال: اللهم هؤلاء أهلي)).
وقال الطحاوي معلقا على الحديث: ((ففي هذا الحديث أن المرادين بما في هذه الآية هم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي وفاطمة وحسن وحسين)).
____________
(1) تفسير الطبري 10/298 حديث رقم: 28501.
(2) تحفة الأخيار بترتيب شرح مشكل الآثار 8/470 حديث رقم: 6145.
\
________________________________________ الصفحة 19 ________________________________________
عمر بن أبي سلمة
ورواه من الصحابة عمر بن أبي سلمة ربيب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ففي صحيح الترمذي قال:
((حدثنا قتيبة، حدثنا محمد بن سليمان بن الأصفهاني، عن يحيى بن عبيد عن عطاء بن أبي رباح عن عمر بن أبي سلمة - ربيب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) - قال: لما نزلت هذه الآية على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً): في بيت أم سلمة؛ فدعا فاطمة وحسنا وحسينا فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره فجلله بكساء ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهـم الرجس وطهـــرهم تطهيرا قالت أم سلمة: وأنا معهم يا نبي الله؟ قال: أنت على مكانك، وأنك على خير)).
قال الشيخ الألباني: ((صحيح)) (1).
وأخرجه الطبري في تفسيره(2)، والطحاوي في مشــكل الآثار(3) فقال:
((وما حدثنا إبراهيم بن أحمد بن مروان الواسطي أبو إسحاق حدثنا محمد بن أبان الواسطي، حدثنا محمد بن سليمان بن الأصفهاني
____________
(1) صحيح سنن الترمذي للألباني 3/306 حديث رقم: 3205، وذكره الألباني في نفس المصــدر وقال عنـــه أيضا ((صحيح)) انظر صحيح سنن الترمذي 3/543 حديث رقم: 3787.
(2) تفسير الطبري 10/298 حديث رقم: 28499.
(3) تحفة الأخيار 8/475 حديث رقم: 6154.
________________________________________ الصفحة 20 ________________________________________
عن يحيى بن عبيد المكي، عن عطاء بن أبي رباح، عن عمر بن أبي سلمـة قال: نزلت هــذه الآية على رســول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهـو في بيت أم سلمة (إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً) قالت: فدعا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الحسن والحسين وفاطمة فأجلسهم بين يديه، ودعا عليا فأجلسه خلف ظهره ثم جللهم جميعا بالكساء ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، قالت أم سلمة: اللهم اجعلني منهم، قال: أنت على مكانك وأنت على خير)).
أبو سعيد الخدري
ففي تاريخ دمشق(1)قال ابن عساكر:
((أنبأنا أبو الفتح أحمد بن محمد بن سعيد الحداد، ح، أخبرني أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السنجي عنه، أنبأنا القاضي أبو بكر محمد بن الحسين بن جرير الدمشقي، أنبأنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني بالكوفة، حدثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة حدثنا أبو نعيم، حدثنا عمران بن أبي مسلم قال: سألت عطية عن هذه الآية: (إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً) قال: أخبرك عنها بعلم، أخبرني أبو سعيد أنها نزلت في بيت نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي وفاطمة وحسن وحسين فأدار عليهم الكساء قال: وكانت أم سلمة على باب البيت، قالت: وأنا يا نبي الله؟ قال: فإنك بخير وإلى خير)).
وفي رواية أخرى أخرجها الطبري في تفسيره(2)قال:
____________
(1) تاريخ دمشق 14/147.
(2) تفسير الطبري 10/296 حديث رقم: 28487.
________________________________________ الصفحة 21 ________________________________________
((حدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا بكر بن يحيى بن زبان العنزي، قال: حدثنا مندل، عن الأعمش عن عطية، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): نزلت هذه الآية في خمسة، فيّ وفي علي (رضي الله عنه)، وحسن (رضي الله عنه)، وحسين (رضي الله عنه)، وفاطمة (رضي الله عنها) (إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً))).
عبد الله بن عباس
ففي المستدرك على الصحيحين(1) قال الحاكم النيسابوري:
((أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ببغداد من أصل كتابه، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي، حدثنا يحيى بن حماد، حدثنا أبو عوانة، حدثنا أبو بلج، حدثنا عمرو بن ميمون قال: إني لجالس عند ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا يا ابن عباس إما أن تقوم معنا وإما أن تخلو بنا من بين هؤلاء، قال: فقال ابن عباس بل أنا أقوم معكم قال: وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى قال: فابتدءوا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا، قال: فجاء ينفض ثوبه ويقول: أف وتف وقعوا في رجل له بضع عشرة فضائل ليست لأحد غيره وقعوا في رجل قال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأبعثن رجلا لا يخزيه الله أبدا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فاستشرف لها مستشرف فقال: أين علي فقالوا إنه في الرحى يطحن، قال: وما كان أحدهم ليطحن، قال: فجاء وهو أرمد لا يكاد أن يبصر قال فنفث في عينيه ثم هز الراية ثلاثا فأعطاها إياه فجاء علي بصفية بنت حيي، قال ابن عباس: ثم بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلانا(2) بسورة التوبة فبعث عليا خلفه فأخذها منه وقال: لا يذهب بها إلا رجل
____________
(1) المستدرك على الصحيحين 3/143 حديث رقم: 4652.
(2) هو أبو بكر ابن أبي قحافة.
________________________________________ الصفحة 22 ________________________________________
هو مني وأنا منه فقال ابن عباس: وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لبني عمه: أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ قال وعلي جالس معهم، فقال رسول الله: (صلى الله عليه وآله وسلم) وأقبل على رجل منهم فقال: أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ فأبوا فقال لعلي: أنت وليي في الدنيا والآخرة، قال ابن عباس: وكان علي أول من آمن من الناس بعد خديجة (رضي الله عنها) قال: وأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين وقال: (إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً)...الخبر)).
قال الحاكم النيسابوري: ((هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه)).
وقال الذهبي في التلخيص: ((صحيح)).
وهذه الرواية أخرجها النسائي في السنن الكبرى(1)وأيضا في خصائص الإمام علي(2)، وأحمد بن حنبل في مسنده(3)وفي فضائل الصحابة(4)وغيرهم.
واثلة بن الأسقع
أخرجت رواية واثلة بن الأسقع لحديث الكساء في العديد من المصادر منها مصنف ابن أبي شيبة(5) قال:
____________
(1) السنن الكبرى 5/112 حديث رقم: 8409.
(2) خصائص الإمام علي للنسائي 44 حديث رقم: 23.
(3) مسند أحمد بن حنبل 1/330 حديث رقم: 3062.
(4) فضائل الصحابة 2/682 حديث رقم: 1168.
(5) مصنف ابن أبي شيبة 6/370 حديث رقم: 32103.
________________________________________ الصفحة 23 ________________________________________
((حدثنا محمد بن مصعب، عن الأوزاعي، عن شداد أبي عمار قال: دخلت على واثلة وعنــــده قوم فذكروا عليا فشتموه!!! فشتمـــته معهم!!! فقال: ألا أخبرك بما سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قلت: بلى قال: أتيت فاطمة أسألها عن علي فقالت: توجه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والحاصل فجاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومعه علي وحسن وحسين كل واحد منهما آخذ بيده فأدنى عليا وفاطمة فأجلسهما بين يديه وأجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على فخذه ثم لف عليهم ثوبه أو قال كساءه ثم تلا هذه الآية (إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحق)).
وهذه الرّواية أخرجها أحمد بن حنبل في مسنده(1)، وأيضا في فضائل الصحابة(2).
وفي رواية أخرى أخرجها ابن حبّان في صحيحه(3)قال:
((أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم، حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، حدثنا الوليد بن مسلم وعمر بن عبد الواحد قالا: حدثنا الأوزاعي، عن شداد أبي عمار، عن واثلة بن الأسقع قال: سألت عن علي في منزله فقيل لي ذهب يأتي برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ جاء فدخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ودخلت فجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على الفراش وأجلس فاطمة عن يمينه وعليا عن يساره وحسنا وحسينا بين يديه وقال: (إِنَّما يُريدُ اللَّهُ
____________
(1) مسند أحمد بن حنبل 4/107 حديث رقم: 17029، وقال عنها الشيخ شعيب الأرناؤوط: (حديث صحيح).
(2) فضائل الصحابة 2/577 حديث رقم: 978.
(3) صحيح ابن حبان 15/432 حديث رقم: 6976.
________________________________________ الصفحة 24 ________________________________________
لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) اللهم هؤلاء أهلي، قال واثلة: فقلت من ناحية البيت: وأنا يا رسول الله من أهلك؟ قال: وأنت من أهلي، قال واثلة: إنها لمن أرجى ما أرتجي)).
وأخرج رواية واثلة هذه أيضا الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين(1).
وفي هذه الرواية يدعي واثلة بأنه قال لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (وأنا يا رسول الله من أهلك؟ قال: وأنت من أهلي) وأنه يقول: (إنها لمن أرجى ما أرتجي)، ومن المعلوم قطعا أن واثلة خارج من مفهوم أهل البيت في آية التطهير، فإما أن تكون هذه زيادة من قبل بعض الرواة لهذا الخبر بهدف توسيع دائرة مفهوم أهل البيت في آية التطهير ليشمل حتى أمثال واثلة عنادا وبغضا لأصحاب الكساء (عليهم السلام)، خصوصا وأن هذه الزيادة لم ترد في كل روايات واثلة لحديث الكساء بل في بعضها، وإما أن النبي أراد بقوله (إنك من أهلي) أي من أتباعي والمؤمنين بي.
يقول الطحاوي في مشكل الآثار: ((فكان قوله لواثلة: (أنت من أهلي) على معنى: لاتباعك إياي وإيمانك بي فدخلت بذلك في جملتي، وقد وجدنا الله قد ذكر في كتابه ما يدل على هذا المعنى بقوله: (وَنادى نوحٌ رَبَّهُ فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْني مِنْ أَهْلي) فأجابه في ذلك بأن قال له: (إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ) فكما جاز أن يخرجه مــن أهله - وإن كان ابنه - لخلافه إياه في دينه جاز أن يدخل في أهله من يوافقه على دينه وإن لم يكن من ذوي نسبه))(2).
____________
(1) المستدرك على الصحيحين 2/147 وقال: (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه).
(2) تحفة الأخيار بترتيب شرح مشكل الآثار 8/477.
________________________________________ الصفحة 25 ________________________________________
عبد الله بن جعفر
أخرج روايته لحديث الكساء الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين(1) قال:
((حدثني أبو الحسن إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشعراني، حدثنا جدي، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة الحزامي، حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، حدثني عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي، عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عن أبيه قال: لما نظر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الرحمة هابطة، قال: ادعوا لي، ادعوا لي فقالت صفية: من يا رسول الله؟ قال: أهل بيتي؛ عليا وفاطمة والحسن والحسين، فجيء بهم، فألقى عليهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كساءه ثم رفع يديه ثم قال: اللهم هؤلاء آلي، فصل على محمد وعلى آل محمد، وأنزل الله عزّ وجل: (إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً))).
قال الحاكم النيسابوري: ((هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه)).
وأكتفي بذكر هذا العدد من الصحابة من الذين رووا حديث الكساء وقد رواه غيرهم.
____________
(1) المستدرك على الصحيحين 3/148.
________________________________________ الصفحة 26 ________________________________________
قال الشيخ عثمان الخميس: ((يستدلون بهذا الحديث على أنّ الله تبارك وتعالى أراد أن يذهب عنهم الرجس، وما يريــده الله يقــع فإذا أذهب الله عنهم الرجس صاروا معصومين، فإذا صاروا معصومين فيجب أن يكونوا هم الأولى بالخلافة من غيرهم، وهذا إدّعاء باطل لأمور كثيرة منها:...)) (حقبة من التاريخ: 187).
أقول: إن الشيعة الإمامية الإثنى عشرية يذهبون إلى أن الإرادة في قوله تعالى: (إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً) إرادة تكوينية، والمراد منه سبحانه وتعالى بالإرادة التكوينية لا يتخلف عن الإرادة يقول تعالى: (إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقولَ لَهُ كُنْ فَيَكونُ) (1) فهو سبحانه يخبر في هذه الآية عن طهارة ونزاهة أهل البيت (عليهم السلام) من كل الأرجاس والأدناس، وإذا كانوا مطهرين من كل ذلك فبلا شك أنهم (عليهم السلام) معصومون، والمعصوم هو الأولى والأحق بأن يتولى منصب الإمامة وخلافة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من غيره، فاستدلال الشيعة لإثبات ذلك معتمد على ما تفيده وتعطيه الآية الكريمة وليس على حديث الكساء كما يدّعي الشيخ الخميس، نعم يستند الشيعة إلى حديث الكساء لإثبات أن المراد بأهل البيت في آية التطهير هم أصحاب الكساء الذين جللهم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بكسائه ثم دعا لهم بقول: (اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا).
إن صاحبنا يقول أن ذلك باطل من وجوه، ثم يذكر وجوها سبعة ليس في واحد منها ما يبطل ما تذهب إليه الشيعة الإمامية الإثنى عشرية من اختصاص الآية الكريمة ومفهوم أهل البيت فيها بأصحاب الكساء ودلالتها على عصمتهم وإمامتهم (عليهم السلام).
____________
(1) يس: 82.
________________________________________ الصفحة 27 ________________________________________
قال: ((أولاً: إن هذه الآية وهي التي تسمى بآية التطهير، إنما نزلت في نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كما قال الله تبارك وتعالى: ? (يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذي في قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْروفاً * وَقَرْنَ في بُيوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الأولى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسولَهُ إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً * واذْكُرْنَ ما يُتْلى في بُيوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللَّهِ والْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كانَ لَطيفاً خَبيراً) (1)فالذي يراعي سياق الآيات يوقن أنها في نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خاصة.
وهم يستدلون بقول الله تبارك وتعالى: (إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ) ولم يقل عنكن، ويطهركم ولم يقل يطهركن، فيقولون لما جاءت هنا ميم الجماعة دل على خروج نساء النبي من التطهير ودخول علي وفاطمة والحسن والحسين بدليل الحديث وهذا باطل لأن الآية متصلة وهي قول الله تبارك وتعالى: (وَقَرْنَ في بُيوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الأولى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسولَهُ إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً) ثم أتبعها كذلك (واذْكُرْنَ ما يُتْلى في بُيوتِكُنَّ) فالخطاب كلّه في هذه الآية لنساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم))).
أقول: وكما ترى أيها القارئ الكريم فهذا الوجه الذي ذكره ليس فيه ما يبطل قول الشيعة بكون الإرادة في الآية تكوينية وأنها إخبار منه سبحانه وتعالى عن طهارة أهل البيت وعصمتهم (عليهم السلام)، وغاية ما في هذا الوجه أنّه يدّعي أن الآية الكريمة خاصّة بزوجات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مستندا في إثبات ذلك إلى سياق الآيات الكريمة، فلم يأت بدليل غيره لإثبات هذه الدعوى، ونحن نبطل دليله هذا من خلال عدة وجوه:
____________
(1) الأحزاب 32- 34.


 

رد مع اقتباس