الشيخ الأنصاري يقدم أنموذجًا:
ينقل المرجع الراحل السيد الشيرازي رحمه الله في كتابه «من أخلاق العلماء (ص 51)» القصة التالية: لما توفي صاحب الجواهر (قدس سره) انتقلت الرئاسة العامة بعده إلى الشيخ الأنصاري (قدس سره) وكان الشيخ الأنصاري (قدس سره) يسلك سلوك الزهد في الدنيا، بينما كان صاحب الجواهر (قدس سره) يسلك سلوك الرؤساء والملوك.
فجاء شخص إلى الشيخ الأنصاري (قدس سره) وقال: أيّها الشيخ إن كان مسلككم حقّاً، فإنّ صاحب الجواهر على باطل، وإن كان مسلك صاحب الجواهر حقاً، فإنّ مسلككم على باطل، فأيّهما حقّ وأيهما باطل؟
أجاب الشيخ قائلاً: ليس الأمر كما زعمت محصوراً في الشقّين، بل هناك شقّ ثالث: وهو انه يمكن أن يكون كلاهما حقّاً، فصاحب الجواهر كان يعكس بسلوكه عظمة الإسلام وشوكته، وأنا أعكس بسلوكي زهد الإسلام ويسره، وحيث انّ للإسلام جوانب متعدّدة، كان كل واحد منّا يسلك جانباً منه.
هذا أنموذج طيب يعلمنا شرعية الاختلاف والاجتهاد، وإمكانية اختلاف زوايا النظر في المواقف والمسلكيات, ومن هنا نحن نرفض وندين تلك الأصوات والفتاوى التي ترمي الآخرين بالشرك والبدع والتكفير أو تتهمهم في دينهم لأخذهم برأي آخر.
|