هل هي بدعة؟!
مجتمعات إسلامية كثيرة تحتفي بليلة النصف من شعبان، وأتباع أهل البيت يهتمون بها أكثر لما لها من أهمية دينية، ولارتباطها بذكرى مولد إمام العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف، فيظهرون التهاني والتبريكات، وينشرون الزينة في الشوارع والمنازل إظهارًا للسرور وعظمة الليلة وصاحب الليلة، لكننا في كل عام وأمام هذه المناسبة العظيمة، نسمع أصواتًا تفتي ببدعية الاحتفاء بهذه الليلة وأن ذلك مخالف للشرع!
أن يكون للإنسان رأي آخر يخالف غيره فذاك حق مشروع ولا مانع منه، ولكنه لا يصح أن يكون بالتراشق بالتهم كالتبديع والتفسيق ما دام الأمر دائراً في مجال الاجتهاد، فلكل فقيه الحق في الاجتهاد وتبيان رأيه حول المسألة. ليس هناك طائفة من طوائف المسلمين تقبل بالبدعة، فكلهم يروون روايات حولها وبألفاظ متقاربة، وإذا كانت عند السنة أحاديث تحذر من البدعة فعند الشيعة أكثر حول البدع والابتداع والمبتدعة، كتلك الروايات الواردة في الكافي للكليني عن رسول الله : «إذا ظهرت البدع في أمتي فليظهر العالم علمه فمن لم يفعل فعليه لعنة الله».
وعن أمير المؤمنين علي : «ما أحدثت بدعة إلا ترك بها سنة فاتقوا البدع». (نهج البلاغة, ص 1/54)
وعنه : «إخواني الذين تلوا القرآن فأحكموه، وتدبروا الفرض فأقاموه، أحيوا السنة وأماتوا البدعة». (نهج البلاغة, الخطبة 182)
فالبدعة إذًا مرفوضة، ولكن متى يكون الأمر بدعة؟
|