عرض مشاركة واحدة
قديم 06-29-2010, 09:07 PM   #8
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي ما يريب العاقل:



ما يريب العاقل:
ص 46

فيا ترى,كيف لم يجد أبو بكر من يرضي عنه الزهراء عليها السلام,وهو يعلم بأنّ سخطها المولى ,وبأن أذيتها تعني أذية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟!
فهل أنه كان يعنيه غضب الزهراء عليها السلام ,فلماذا لم يحاول جاهداً على أن يكتسب رضاها ؟!
لا أراك تقول: إن الزهراء ما كانت لترضى حتى يبدّل أبو بكر سنة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.
لأنك تعلم,أن الزهراء عليها السلام وهي الطاهرة المطهرة ,لا يمكن أن تغضب من أبي بكر لحرصه على الحق,وعلى إحياء سنة أبيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وأنت تعلم جيداً, أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: من أغضب فاطمة فقد أغضبني ,فهل أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يغضب لغضب فاطمة على أبي بكر الحريص على إحياء سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟!
ما هذا الهذيان والإفتراء على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم!
وكيف يحتمل بحق الزهراء عليها السلام وهي سيدة نساء العالمين وسيدة أهل الجنة, أن تهجر مسلماً لولا أنه قد بالغ في ظلمها وظلم بعلها وأبيها؟
ثم ما هو ذاك الشيء الذي حرصت فاطمة عليها السلام على تبديل سنة رسول الله أبيها صلى الله عليه وآله وسلم فيه؟
فإن قضية إرثها من أبيها, قد أشبع علماؤنا الكلام في ذلك, وقطعوا عذر كل معتذر.
وهل كان الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم اول نبي للمولى تعالى؟!

ص 47

فلو أن ما ادعى أبو بكر سماعه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان صحيحاً,وأن معاشر الأنبياء لا يورثون,للزم أن يكون من الأمر البديهي,فإن الأنبياء يزيدون على مأة وعشرين ألف, والأمر المشترك فيما بينهم لا يمكن أن يخفى ,بل يلزم أن يكون من الأمر الواضح ,فكيف خفي على ربيبة النبوة, وبنت الرسالة, وعلى بعلها عليّ عليه السلام وعلى سائر الصحابة؟!!
ثانياًك ما هي المناسبة حتى يخص الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أبا بكر بحديث إنا معاشر الأنبياء لا نورث ,أو ليس الأولى برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يحدّث بذلك وريثته, حتى لا تكون فتنة في الأرض وفساد؟
ثم أين كان باب مدينة المصطفى عن هذا الحديث,وأين كان أعيان أصحابه, والمفروض أن مضمون الحديث الذي رواه أبو بكر مخالف لكتاب الله تعالى؟فإن في كتاب الله تعالى أنالبنت ترث أباها, وأن الأولاد يرثون آباءهم ,من دون تفصيل بين الأنبياء وبين غيرهم.
فلو أن للحديث أصلاً للزم أن يرويه جمع الصحابة ,وأن يتعرف عليه من هم محل للابتلاء به, وهي السيدة الزهراء عليها السلام .
وكيف لا يطلع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بضعته بأمر لا يخص سواها وسوى أزواجه,وفي المقابل يطلع أبا بكر عليه وهو الأجنبي عن مورد الحديث بكل ما للكلمة من معنى؟!
ثم كيف لا تصدّق السيدة الزهراء أبا بكر الصدّيق في روايته لما رواه,ألأن حديثه كان افتراءً منه وكذباً؟
ولماذا لم يمنعها إيمانها وورعها وجلالتها عن التمادي في تكذيب أبي بكر,وبقيت مصرة على ذلك ,فهجرته إلى أن ماتت؟
وكيف تزعمون أن سيدة نساء العالمين أبت أن ترضى على أبي بكر,وهو الذي لم يصدر منه إلا الحق؟

ص 48

وإن تعجب,فإنني لأعجب من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد قال في بضعته الزهراء أنها سيدة نساء العالمين,وأنها سيدة نساء أهل الجنة,وهي التي عادت أبا بكر الصدّيق لشيء من حطام الدنيا لا حقّ لها فيه كما يدعون ,وفي المقابل لم نجد من أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك,مع أنهن يرثنه صلى الله عليه وىله وسلم.
بل إنهن على ما زعمه أبناء العامة صدقن بمقالة عائشة.
فقد أخرج أحمد بن حنبل, والبخاري, ومسلم وغيرهم بإسنادهم عن عائشة ,أن أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين توفى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أردن أن يرسلن عثمان إلى أبي بكر يسألنه ميراثهن من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم,فقالت لهن عائشة :أو ليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا نورث ما تركناه فهو صدفة(1).

الفهرس
(1)مسند أحمد بن حنبل ج 6 ص 262,صحيح البخاري ج 8 ص 4,صحيح مسلم ج 5 ص 153,صحيح مسلم ج 5 ص 153 ,سنن أبي داود الأشعث السجستاني ج 2 ح 2976 ص 25,السنن الكبرى للبيهقي ج 6 ص 301 ,السنن الكبرى للنسائي ج 4 ح 6311 ص 66.


ص 49

أقول:إذا كان حديث إنا معاشر النبياء لا نورث حديثاً صحيحاً وارداً عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ,فكيف جهلت به نساؤه!
ثانياً: لماذا يبعثن عثمان إلى أبي بكر, فإن عثمان لو كان سمع بالحديث المكذوب لأسمعهن إياه ,ولقاله لهن.
ثالثاً: غن عائشة لم تقول لهن:سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ,أو :ألا تذكرن حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ,أو:أما سمعتم رسول الله يقول,وإنما قالت لهن ألم تعلمن أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال,وهذا منها إشارة إلى ما رواه أبوها.
وقد نبّه الشيطان النميري والطبراني غلى هذا ,فحرّفا الحديث,إذ اخرجاه بإسنادهم عن عائشة,وفيه:قالت عائشة:فكنت أنا التي رددتهن عن ذلك أرسلت إليهن,لا تفعلن ! أما سمعتن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لا نورث ما تركناه صدقة فرجعن.
وفي موضع آخر :الا تتقين الله ,ألم تسمعن رسول الله صلى الله عليه وىله وسلم:يقول إنا لا نورث ما تركناه صدقة إنما يأكل آل محمد من ماله الله (1).

(1)تاريخ المدينة ج 1 ص 205,المعجم الأوسط للطبراني ج 4 ص 104 وج 8 ص 341.


ص 50

وما الذي انساهن حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم المختص مورده بفاطمة وبهن دون بقية الناس!
ثم كيف اجتمع أمرهن على نسيان حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ,وهن دون سواهن محل ابتلائه,وذكرته عائشة وحدها؟!
وكان ابن كثير كان في تلك الواقعة حاضراً فادعى بأن:الظاهر أنّ بقية أمهات المؤمنين وافقنها على ما وردت (لهن عائشة), وتذكرن ما قالت لهن من ذلك,فغن عبارتها تؤذن بأن هذا أمر مقرر عندهن(1).
مع أن ابن أبي الحديد قال: إن المشهور أنه لم يرو حديث انتفاء الإرث إلا أبو بكر وحده(2).

الفهرس
(1)البداية والنهاية لابن كثير ج 5 ص 306,السيرة النبوية لابن كثير ج 4 ص 566-567.
(2)شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 16 ص 220.

ص 51

فعائشة تدعي أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لأزواجه إنا معاشر الأنبياء لا نورث ,وقد صدقنها ,وعليه فلم تبق إلا الزهراء وحدها هي التي لم يرد أبوها صلى الله عليه وآله وسلم أن يعلمها ويطلعها على حديث الإرث!
اقول: لم لم يعلمها؟أحرصاً على دينها, أو امتحاناً لها,وهي المعصومة الطاهرة؟!
ثم ما بال أبي بكر ترك الاستشهاد بما سمعنه نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم!
وكيف خفي عليه النتصار لنفسه بما سمعنه,فإن في ذلك إقامة للحجة على سيدة نساء العالمين؟!!
والعجب أن نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهن كما صرحت عائشة اللاتي طمعن بالإرث زوراً حيث دعتهن إلى تقوى الله تعالى والعمل بما سمعنه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ما تقدم عن النميري والطبراني ,يسلمن لما ادعته لهن, وفي المقابل بقيت الزهراء عليها السلام مكذّبه لأبي بكر ,وبحسب ما يزعمون مدة ستة أشهر!

فهل أنهن أتقى ,وأروع ,وأزهد , وأعلم ,وأحرص على الحق من فاطمة عليها السلام؟
أو أنهن حملهن ورععهن وزهدهن وإعراضهن عن الدنيا على التصديق بما زعمه أبو بكر ,بينما حمل طمع وجشع فاطمة على تكذيبه وهي السيدة الجليلة ,وهي الطاهرة المطهرة بنص كتاب الله تعالى ,وهي سيدتهن وسيدة جميع الفضليات من النساء بنص وتصريح أبيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم!!
ولا يكاد ينقضي تعجبي من عائشة التي وقفت تعظ أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما أردن أن يرسلن عثمان يطالبن بإرثهن ,مدعية أن ما ,راء أبوها حق.
وإذا كان فعلاً كذلك ,فكيف تدعي بأن البيت الذي تسكنه وقد دفن فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو بيتها؟!

ص 52

فقد أخرج الحاكم بإسناده عن قيس بن أبي حازم ,قال:قالت عائشة وكانت تحدّث نفسها أن تدفن في بيتها مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبي بكر,فقالت :إني أحدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حدثاً,أدفنونيى مع أزواجه,فدفنت بالبقيع .قال الحاكم:هذا حديث صحيح على شرط الشيخين (1).
أقول :إذا كان ما زعمه أبوها هو مما سمعه حقاً من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم,إذا احتجاجها هي نفسها على نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم حقاً,فبالله عليك كيف صح أن يكون بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيتها ؟!
فإن ترث فإنّ الحسين والعقيلة زينب عليها السلام يرثان من أمهما فاطمة عليها السلام أضعاف ما ترثه عائشة, وكيف يجوز لها أن تحدّث نفسها في أن تدفن في بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم,والمفروض أنّ ما تركه الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لا ينتقل إلى أحد من ورثته,ولو أنه كان ينتقل فإنه لا يجوز لعائشة أن تدفن فيه, فإنّ لغيرها في بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أضعاف ما لها!

الفهرس
(1)المستدرك على الصحيحين ج 4 ص 6,سير أعلام النبلاء ج 2 ص 193.


 

رد مع اقتباس