![]() |
الاية العاشرة والحادية عشرة
الاية العاشرة والحادية عشرة الجمع بين الصلاتين - عبد اللطيف البغدادي - ص 114 - 119 الآية العاشرة والحادية عشرة في سورة الإنسان : قال تعالى : ( واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا ( 25 ) ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا ( . التحقيق حول الآيتين الكريمتين : ( صرح أكثر مفسري أهل السنة في تفاسيرهم أن الأوامر بهاتين الآيتين من ذكر أسم الله والسجود له والتسبيح هي أوامر للوجوب بإقامة الصلوات الخمس المكتوبة على النبي ( ص ) وأمته ، وإقامة صلاة الليل عليه خاصة . فقوله تعالى : ( واذكر اسم ربك بكرة ( وقت لصلاة الفجر ( وأصيلا ( وقت لصلاتي الظهر والعصر ، ( ومن الليل فاسجد له ( أي بعض الليل فأسجد له ، وهو وقت لصلاتي المغرب والعشاء ( وسبحه ليلا طويلا ( أي تهجد له وهو أمر خاص له بوجوب صلاة الليل عليه واستحبابها لأمته . ‹ صفحة 115 › قال شيخنا الطبرسي في ( مجمع البيان ) : ( وسبحه ليلا طويلا ( يريد التطوع بعد المكتوبة ، وروي عن الرضا ( أنه سأله احمد بن محمد عن هذهالآية وقال : وما ذلك التسبيح ؟ قال : صلاة الليل ) ( 1 ) . فظهر لنا جليا أن أوقات الصلوات المكتوبة ثلاثة لا خمسة . وهذا ما مر علينا صريحا في روايات أهل البيت ( ع ) الذين هم مع القرآن والقرآن معهم في كل آياته ( لن يفترقا ) فاتبعهم . |
اقوال العامة في الاية
أقوال وروايات أهل السنة في الآيتين الكريمتين : وإليك أقوال بعض المفسرين ورواياتهم من أهل السنة حول الآيتين الكريمتين : 1 - قال الطبري في تفسيره : ( . . ( واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا ( يقول تعالى ذكره : واذكر يا محمد اسم ربك فادعه به ، بكرة في صلاة الصبح ، وأصيلا في صلاتي الظهر والعصر ، ( ومن الليل فاسجد له ( يقول : ومن الليل فاسجد له في صلاتك ، ( وسبحه ليلا طويلا ( يعني أكثر الليل ) ( 2 ) . ‹ صفحة 116 › ثم روى الطبري بعض الأخبار المؤيدة لهذا المعنى ، فراجع إذا شئت . 2 - وقال الزمخشري المعتزلي في تفسيره : ( . . ( واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا ( : ودم على صلاة الفجر والعصر ( ومن الليل فاسجد له ( وبعض الليل فصل له ، أو يعني صلاة المغرب والعشاء . . ( وسبحه ليلا طويلا ( فاسجد له ) ( 1 ) . 3 - وقال الفخر الرازي في تفسيره : ( . . ( واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا ( 25 ) ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا ( : وفي هذه الآية قولان : الأول - أن المراد هو الصلاة ، قالوا : لأن التقيد بالبكرة والأصيل يدل على أن المراد من قوله : ( واذكر اسم ربك ( ، الصلوات . ثم قالوا : البكرة هي صلاة الصبح ، والأصيل صلاة الظهر والعصر ، ( ومن الليل فاسجد له ( : المغرب والعشاء ، فتكون هذه الكلمات جامعة للصلوات الخمس ، وقوله ( وسبحه ليلا طويلا ( المراد منه التهجد . والقول الثاني - إن المراد من قوله : ( واذكر اسم ربك ( إلى آخر الآية ليس هو الصلاة بل المراد التسبيح الذي هو القول والاعتقاد ، ‹ صفحة 117 › والمقصود أن يكون ذاكرا الله في جميع الأوقات ليلا ونهارا بقلبه ولسانه ) ( 1 ) . 4 - وقال أبن كثير الدمشقي في تفسيره : ( . . ( واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا ( أي أول النهار وآخره ، ( ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا ( كقوله تعالى : ( ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ( ) ( 2 ) . 5 - وقال جلال الدين السيوطي في تفسيره : ( واخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وأبن جرير ، وأبن المنذر ، عن قتادة عنه ( أي النبي - ص - ) أنه بلغه أن أبا جهل قال - لما فرضت على النبي ( ص ) الصلاة وهو يومئذ بمكة - : لئن رأيت محمدا يصلي لأطأن على عنقه فأنزل الله في ذلك : ( ولا تطع منهم آثما أو كفورا ( 24 ) واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا ( . . . ) ( 3 ) . 6 - وقال الجلالان في تفسيرهما : ( . . ( واذكر اسم ربك ( في الصلاة ( بكرة وأصيلا ( يعني الفجر والظهر والعصر ، ( ومن الليل فاسجد له ( يعني المغرب والعشاء ، ( ‹ صفحة 118 › وسبحه ليلا طويلا ( صل التطوع فيه كما تقدم من ثلثيه أو نصفه أو ثلثه ) ( 1 ) . 7 - وقال أبو السعود العمادي في تفسيره : ( . . ( واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا ( : وداوم على ذكره في جميع الأوقات ، أو على صلاة الفجر والظهر والعصر ، فإن الأصيل ينتظمهما ، ( ومن الليل فاسجد له ( وبعض الليل فصل له ، ولعل صلاة المغرب والعشاء ، وتقديم الظرف لما في صلاة الليل من فريد كلفة وخلوص ، ( وسبحه ليلا طويلا ( وتهجد له قطعا من الليل طويلا ) ( 2 ) . 8 - وقال الشيخ طنطاوي جوهري في تفسيره : ( . . ( ولا تطع منهم آثما أو كفورا ( : أي لا تطع كل واحد من مرتكب الإثم ، ومن متجاوز الحد في الكفر ، فأو بمعنى الواو ، فإذا قال لك الآثم ( وهو عتبة ) اترك الصلاة وأنا أزوجك ابنتي وأسوقها إليك بغير مهر ، وإذا قال الكفور ( وهو الوليد بن المغيرة ) : أنا أعطيك من المال حتى ترضى إذا رجعت عن هذا الأمر ، فلا تطع واحدا منهما ولا غيرهما ، فقد أعددنا لك نصرا في الدنيا وجنة في الآخرة قد عرفت وصفها ، فلتستعد للنعيم المقيم بالصبر أولا ، وداوم على ذكر ربك لا سيما وقت صلاة الفجر ووقت الظهر والعصر ، وهذا قوله تعالى : ( واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا ( ‹ صفحة 119 › فهو إما بمعنى الوقتين المذكورين ( ومن الليل فاسجد له ( أي وبعض الليل فصل له تعالى كصلاة المغرب والعشاء ( وسبحه ليلا طويلا ( أي وتهجد طائفة من الليل طويلة ) ( 1 ) . 9 - وقال الأستاذ سيد قطب في تفسيره : ( . . ( واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا ( 25 ) ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا ( : هذا هو الزاد . اذكر اسم ربك في الصباح والمساء ، واسجد له بالليل سبحه طويلا ، إنه الاتصال بالمصدر الذي نزل عليك القرآن ، وكلفك الدعوة ، هو ينبوع القوة ومصدر الزاد والمد . . الاتصال به ذكرا وعبادة ودعاء وتسبيحا . . ليلا طويلا . . فالطريق طويل ، والعبء ثقيل ، ولا بد من الزاد الكثير والمدد الكبير . وهو هناك حيث يلتقي العبد بربه في خلوة وفي نجاء ، وفي تطلع وفي أنس ، تفيض منه الراحة على التعب والضنى ، وتفيض منه القوة على الضعف والعلة ، وحيث تنفض منه الروح عنها صغائر المشاغل والشواغل ، وترى عظمة التكليف ، وضخامة الأمانة . فتستصغر ما لاقت وما تلاقي من أشواك الطريق ) ( 2 ) . |
الساعة الآن 01:40 PM |
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010