:: منتديات ثار الله الإسلامي ::

:: منتديات ثار الله الإسلامي :: (http://www.tharollah.com/vb/index.php)
-   منتدى علماء الشيعة من النبي (ص ) الى المهدي( عج) (http://www.tharollah.com/vb/forumdisplay.php?f=16)
-   -   الكافلون لأيتام آل محمد صلى الله عليه وآله (http://www.tharollah.com/vb/showthread.php?t=3460)

السيد عباس ابو الحسن 12-18-2011 08:25 PM

الكافلون لأيتام آل محمد صلى الله عليه وآله
 
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بقائمهم

الحق المبين في معرفة المعصومين (ع) - الشيخ علي الكوراني العاملي - ص 189 - 194

الكافلون لأيتام آل محمد صلى الله عليه وآله ( بتاريخ : 23 شعبان 1419 - 13 / 12 / 1998 - 22 / 9 / 77 )
الآن أنتم أيها الفضلاء على قسمين : بعضكم معذور من السفر للتبليغ وهؤلاء لهم أجر نيتهم ، ما داموا نووا أن يذهبوا لو استطاعوا . أما الذين لا عذر لهم فيجب أن يذهبوا ، لكن عليهم أن يعرفوا قيمة هذا السفر ، وأنه تجارة مربحة يسرها لهم ربهم . يوجد حديث شريف يبين لنا أهمية هذا الأمر : جاءت امرأة إلى الصديقة الطاهرة الزهراء عليها السلام فقالت لها : ( إن لي والدة ضعيفة ، وقد لبس عليها في أمر صلاتها شئ ، وقد بعثتني إليك أسألك . فأجابتها فاطمة عن ذلك ، ثم ثنت ، فأجابت ، ثم ثلثت فأجابت ، إلى أن عشرت فأجابت ، ثم خجلت من الكثرة ، فقالت : لا أشق عليك يا بنت رسول الله . قالت فاطمة عليها السلام : هاتي وسلي عما بدا لك ، أرأيت من اكتري يوما أن يصعد إلى سطح بحمل ثقيل ، وكراؤه مائة ألف دينار أيثقل عليه ؟ فقالت : لا . فقالت : اكتريت أنا لكل مسألة بأكثر من ملء ما بين الثرى إلى العرش لؤلؤا ، فأحرى أن لا يثقل علي ! ) ( 1 ) نعم ، هذا أجر هداية الناس إلى أحكام دين الله تعالى ! ومسائل هذا الموضوع ليست تعبدية ، لكنها تحتاج إلى عقل ناضج لإدراكها فعند ما يكون الحكم حكم الله تعالى والقانون قانون الله تعالى ، فإن هذه الإضافة ‹ صفحة 190 › توجب تغيير كل الأمور المتعلقة به . فكل شئ موجود في هذه الإضافة ! عندما يكون الحكم حكم الله تعالى يصير الذي يبلغه نبيا ، ويصير حجة لله ويصير موضوع التقييم نبي الله وحجة الله ! ويصير أجره أكثر من ملء ما بين الثرى إلى العرش لؤلؤا ! ومعنى تعبير الصديقة الزهراء عليها السلام أن هذا حد إدراكنا نحن ، وإلا فالأجر أعظم من هذا ، ولم تعين عليها السلام بأي مقدار هو أعظم وأكثر . . ولا عجب ، فإن طرف الإضافة هو الله تعالى ! المهم لكم أن تستفيدوا من الفرصة . صحيح أنكم لو عملتم في مجال آخر لوصلتم إلى درجات مختلفة ، حسب استعداد كل منكم . مثلا أكثركم لو اتجه إلى دراسة فرع من الفروع غير علوم الدين لكان الأمر عليه أسهل ، وما تكلف بذل هذا الجهد ولا تحمل هذه المصاعب ، فغيركم يدرس اثنتي عشرة سنة أو أكثر أو أقل ، فيصير مهندسا أو طبيبا ، ثم يعمل ويدير أمور معيشته . أما أنتم فتدرسون سنينا أطول ، وتبذلون جهدا أكبر ، ثم يرى الطالب نفسه أنه لا يحصل من راتب الحوزة على كفاف معيشته ! لكن المهم أن لا يعطي أذنه لوسوسة الشيطان ، وأن يقدر النعمة التي أنعم الله عليه بها ، حتى لا ينطبق عليه لا سمح الله : ( خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين ) . إن ما يمن الله به على طالب العلم من توفيقات ونعم عظيمة ، إنما هو بسبب حليب الأم الطاهر ، أو نية الأب الصافية ، أو نية أحد أجداده الصالحين ، فإن عمل الله تعالى أمر محسوب بدقة ، فلا تتخيلوا أن منصب خادم الإمام المهدي عليه السلام ، الذي لا تقاس به مناصب كل حكومات العالم مجتمعة . . أمرا بسيطا ؟ ! ‹ صفحة 191 › إن مجرد تسجيل اسم أحدكم في سجل صاحب الزمان صلوات الله عليه ، مقام وشرف لا تعدله ثروة ولا سلطة ، بل لا تعدل حتى غباره ! فعلى الواحد منكم أن يعرف ماذا عليه أن يفعل . وقد أطلنا اليوم في هذا الموضوع ، لأن التذكير به ضروري . يعرف الإمام عليه السلام بأمرين : العلم ، وإجابة الدعوة . فدعوة حجة الله في أرضه مستجابة لا ترد ولا تبدل ، وقد قال الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام : ( رحم الله عبدا أحيا أمرنا ) . رحم الله . . بصيغة الماضي ، ولم يقل يرحم الله من أحيا أمرنا ! فالنسبة قسمان : نسبة تقديرية هي مدلول هيئة المضارع ، ونسبة تحقيقية وهي مدلول هيئة الماضي ، وقد أكدها الإمام بأن جاء بها بصورة الإخبار ، ثم بصيغة الدعاء ، ودعاء المعصوم لا يرد ! يقول أبو الصلت رحمه الله : فقلت له : وكيف يحيي أمركم ؟ قال : يتعلم علومنا ويعلمها الناس ، فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا . ( العيون : 2 / 275 ) هذا هو إحياء أمرهم عليهم السلام فأمرهم أمر الله تعالى والمتعلم علوم أهل البيت عليهم السلام ومعلمها للناس محي لأمر الله . فهل يتصور أحدنا أن يحصل على مقام أعلى من هذا المقام ، مقرونا بذلك الدعاء من حجة الله عليه السلام ؟ ! كما ينبغي أن تعرفوا أن التبليغ المؤثر في الناس لعلوم أهل البيت عليهم السلام في شهر رمضان وغيره ، إنما هو أمران : القرآن والحديث . والسر في ذلك أن نص القرآن ذو روح ، ونص الحديث نص له روح ، وحتى ترجمة القرآن والحديث ليس فيها تلك الروح ! جربوا واقرؤوا على الناس أصل القرآن وأصل الحديث ، واقرؤوا ترجمتهما ، ‹ صفحة 192 › لتلمسوا ذلك ، وأن الذي يؤثر في الناس أصل القرآن ، وأن الروح التي فيه تدرك ولا توصف ! وأن في كلام النبي والأئمة عليهم السلام نورا خاصا ، لا يرى بهذه العين ، بل بعين أقوى ! فاقرؤوا على الناس نصوص تلك الآيات الكريمة والكلمات المنيرة ، فإن قراءتها تحيي الأرواح ، وتنعش القلوب . هذا هو طريق التبليغ ، وأمامكم ذلك الأجر الذي وصفته الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام ، ومعكم دعاء الإمام الرضا المستجاب عليه السلام . وأهم من هذا . . أن الإمام الرضا عليه السلام قال : ( أفضل ما يقدمه العالم من محبينا وموالينا أمامه ليوم فقره وفاقته وذله ومسكنته ، أن يغيث في الدنيا مسكينا من محبينا ، من يد ناصب عدو لله ولرسوله صلى الله عليه وآله . يقوم من قبره والملائكة صفوف من شفير قبره إلى موضع محله من جنان الله ، فيحملونه على أجنحتهم يقولون له : مرحبا طوباك طوباك ، يا دافع الكلاب عن الأبرار ، ويا أيها المتعصب للأئمة الأخيار ) . ( الإحتجاج : 1 / 12 ) ماذا يعني ذلك ؟ ! يعني أن الذي يدفع شبهات النواصب والمخالفين عن إمامة الأئمة المعصومين من أهل بيت النبوة الأطهار عليهم السلام ، أو الذي يرد شبهات المشككين ووسوساتهم في عقيدتنا بمقامات الصديقة الكبرى والأئمة المعصومين ، أولئك الشكاكون الذين يستكثرون عليهم أن تكون لهم مقامات من الله تعالى فوق تصور البشر ! إن الذي يقف أمام هؤلاء ويدفع شبهاتهم يعطى اسم : دافع الكلاب عن الأبرار . ويعطى وساما آخر أيضا وهو : المتعصب للأئمة الأخيار ! إن التعصب لأحد أو لقبيلة أو وطن ، محرم في الإسلام ومبغوض ، لكن ‹ صفحة 193 › هذا التعصب مستثنى لأنه دفاع عن خير الخلق محمد وعترته الأئمة الأخيار الأطهار المظلومين ، صلوات الله عليه وعليه ! وأختم كلامي بأن سفركم للتبليغ يجب أن يكون منصبا على كلمتين : دفع الكلاب عن الأبرار ، والتعصب للأئمة الأخيار . * * التعليقات ( 1 ) الحديث في تفسير الإمام العسكري عليه السلام ص 340 والبحار : 2 / 3 ، وتكملته : ( سمعت أبي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : إن علماء شيعتنا يحشرون ، فيخلع عليهم من خلع الكرامات على قدر كثرة علومهم وجدهم في إرشاد عباد الله ، حتى يخلع على الواحد منهم ألف ألف خلعة من نور . ثم ينادي منادي ربنا عز وجل : أيها الكافلون لأيتام آل محمد الناعشون لهم عند انقطاعهم عن آبائهم الذين هم أئمتهم ، هؤلاء تلامذتكم والأيتام الذين كفلتموهم ونعشتموهم ، فاخلعوا عليهم كما خلعتموهم خلع العلوم في الدنيا . فيخلعون على كل واحد من أولئك الأيتام على قدر ما أخذوا عنهم من العلوم ، حتى أن فيهم لمن يخلع عليه مائة ألف خلعة . وكذلك يخلع هؤلاء الأيتام على من تعلم منهم . ثم إن الله تعالى يقول : أعيدوا علي هؤلاء العلماء الكافلين للأيتام حتى تتموا لهم خلعهم وتضعفوها ، فيتم لهم ما كان لهم قبل أن يخلعوا عليهم ، ويضاعف لهم ، وكذلك من بمرتبتهم ممن يخلع عليه على مرتبتهم . وقالت فاطمة عليها السلام : يا أمة الله إن سلكا من تلك الخلع لأفضل مما طلعت عليه الشمس ألف ألف مرة ، وما له فضل ، فإنه مشوب بالتنغيص والكدر ) . انتهى . *


الساعة الآن 10:14 PM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010

Security team