:: منتديات ثار الله الإسلامي ::

:: منتديات ثار الله الإسلامي :: (http://www.tharollah.com/vb/index.php)
-   منتدى تفسير القران (http://www.tharollah.com/vb/forumdisplay.php?f=46)
-   -   تفسير آية " عم يتسائلون عن النبأ العظيم " (http://www.tharollah.com/vb/showthread.php?t=1112)

السيد عباس ابو الحسن 10-24-2010 11:18 PM

تفسير آية " عم يتسائلون عن النبأ العظيم "
 
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف خلق الله وأعز المرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين

تفسير آية " عم يتساءلون عن النبأ العظيم "
لا بد عند تفسير أي آية من كتاب الله العزيز الحكيم أن ننظر لهذه الآية أين تقع وفي أي سياق هي ووجه الكلام فيما قبلها وبعدها .
وقد تحتاج بعض الآيات أن ننظر لآيات أخر في سور أخر فيما إذا كانت الآية تعطي حكماً عاماً فلا بد من البحث عن مخصص لأنه ورد انه ما من عام إلا وقد خص
وقد تكون الآية من الآيات المنسوخة أو من المتشابهات أو المحكمات فلا بد عند التفسير من مراعات هذه الأمور
وقد تكون هناك آيات عامة تشمل عدة من المصاديق إذ الكلام فيها ذو وجوه واسعة كما في موردنا هذا .
فنقول مستعينين بالعلي القدير ومتوسلين بالنبي العربي وبالأمير عليهم أفضل الصلاة والسلام .

إنّ هذا الآية موقع خلاف بين المفسرين فيما هو المراد منها :
فمنهم من قال أن المقصود من "النبأ " يوم القيامة " ومنهم من قال أنه "القرآن " ومنهم من قال أنه إشارة إلى أصول الدين من "التوحيد إلى المعاد" وقد فسرت الروايات هذه الآية بـ"الولاية والإمامة" .

نقول حسب السورة ووقوع الكلام يكون المراد من النبأ العظيم "يوم القيامة " لأنه سبحانه وتعالى يقول " عما يتساءلون عن النبأ العظيم * الذي هم فيه مختلفون * كلا سيعلمون * ثم كلا سيعلمون * ألم نجعل الأرض مهاداً ... إنّ يوم الفصل كان ميقاتا *)
فبعد ذكر الآيات اللاحقة من ملامح القدرة الإلهية يعرض بعض مصاديقها في السماء والأرض ثم يؤكد سبحانه ذلك بقوله " إنّ يوم الفصل كان ميقاتا " ثم ذكر مخالفة وعدم تقبل المشركين لمبدأ المعاد فكل ذلك يدعم التفسير الأول القائل بأن النبأ العظيم هو يوم القيامة .
النبأ لغةً
قال الراغب في مفرداته :النبأ خبر ذو فائدة عظيمة يحصل به علمٌ وغلبة ظن
فوصف " النبأ " بـ" العظيم " للتأكيد على أهميته وللبت بأن ما يشك فيه البعض إنما هو أمر واضح بالغ الأهمية وخطير .

وربما كانت جملة " يتساءلون " إشارة إلى الكفار دون غيرهم لأنهم كثيراً ما كانوا يتساءلون فيما بينهم بخصوص المعاد وما كان تساءلهم لأجل الفحص والتحقيق بل كان لغرض التشكيك لا أكثر .
سؤال:
قد تسأل أنه إذا كان " النبأ العظيم " هو يوم القيامة فلماذا يقول القرآن الكريم : الذي هم فيه مختلفون " إذ في علمنا أن الكفار مجتمعون على أنكاره ؟؟
الجواب : إن المشركين لا يقطعون في إنكارهم للمعاد بشكل جازم والكثير منهم يعتقدون بصورة إجمالية ببقاء الروح بعد البدن وهو ما نسميه " بالمعاد الروحاني "
أما بخصوص المعاد الجسمانية فالمشركون ليسوا على وتيرة واحدة في إنكاره فهناك من يظهر الشك والتردد وهناك من ينكر المعاد الجسماني بشدة حتى دفعهم جهلهم وعنادهم لأن ينعتوا رسول الله (صل الله عليه وآله ) والعياذ بالله بالجنون لقوله بالمعاد الجسماني وقد نعتوه تارة أخرى بالكاذب على الله كما ورد ذلك في سورة سبأ ( 7،8) (قال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد * افترى على الله كذباً أم به جنة بل الذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضلال البعيد *)
وعليه فاختلاف المشركين في المعاد أمر واقع لا يمكن إنكاره .
فكأن سياق السورة يقول : عما يتساءلون عن النبأ العظيم عن يوم القيامة الذي وقع الإختلاف فيهم انه معاد جسماني أو روحاني كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون فساد قولهم فهل كبر عليهم إعادة أجسادهم وكيف يكون ذلك معجزاً لنا وقد أنشأنا لكم ما هو أعظم منكم
فقد أنشأنا لكم أرضاً ممهدةً مفروشة مسهلة للوطئ عليها وجعلنا عليها جبالاً لتثبيتها من التزلزل والتموج كما يفعل الوتد بالخيم وجعلنا لكم نظاماً متناسقاً " وهو المعبر عنه في العقائد ببرهان النظم " في تقريره الثالث الهادفية ـ ونسأل الله أن يمن علينا بيوم من الأيام للكلام في برهان النظم وبرهان الإمكان لإثبات وجوده جلّ وعلى ) خلقنا لكم أزواجاً كلٌ يأنس بصاحبه وبجنسه من النبات و الحيوان الناطق وغير الناطق وجعلنا نومكم سباتاً قاطعاً لأعمالكم لترتاحوا من مشقات النهار وجعلنا لكم الليل سكناً وساتراً كما يستر الثوب البدن وجعلنا لكم النهار معاشاً لتقتاتوا به والأعظم من هذا أننا بنينا فوقكم سبع سموات شداداً وعظاماً وجعلنا لكم الشمس سراجاً ينير عليكم وأنزلنا من السحاب ماءاً غزيراً لنخرج لكم حباً ونباتاً وجنات ملتفة بعضها على بعض فهذا الخلق العظيم فكيف عن أرجاعكم إن يوم الفصل كان ميقاتاً لتعرفوا فساد قولكم .
فهذا ظاهر السورة
ولكن توجد روايات وأحاديث كثيرة عند السنة والشيعة تخبر بأنّ النبأ العظيم هو الإمام علي عليه السلام نذكر بعضها لا على سبيل احصر .
1" ما روى الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي ( وهو من علماء السنة ) عن رسول الله (صل الله عليه وآله) أنه قال : في تفسير (عم يتساءلون عن النبأ العظيم ) " ولاية علي يتساءلون عنها في قبورهم فلا يبقى ميت في شرق ولا غرب ولا برٍ ولا في بحر إلا ومنكر ونكير يسألانه عن ولا ية أمير المؤمنين بعد الموت يقولان للميت : من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ ومن إمامك ؟ ( تفسير الأمثل للشيخ ناصر كارم ا لشيرازي ج 19 ص 233)

2 ) ذكر صاحب النخب " بإسناده إلى علقمة أنه خرج يوم صفين رجل من عسكر الشام وعليه سلاح وفوقه مصحف وهو يقرأ " عم يتساءلون عن النبأ العظيم " فأردت البراز إليه فقال علي عليه السلام مكانك " وخرج بنفسه فقال له : أتعرف النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون ؟ فقال لا : فقال له علي عليه السلام " ( أنا والله النبأ العظيم الذي فيه اختلفتم وعلى ولايته تنازعتم وعن ولايتي رجعتم بعدما قبلتم ووببغاكم هلكتم بعدما بسيفي نجوتم ويوم الغدير قد علمتم ويوم القيامة تعلمون وما علمتم ثم علاه بسيفه فرمى رأسه ويده ( البرهان ج10 ص 159 ح 9 )

3 ) عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر " عليه السلام قال قلت له جعلت فداك إن الشيعة يسألونك عن تفسير هذه الآية " عم يتساءلون عن النبأ العظيم ) قال : ذلك إلي ، إن شئت أخبرتهم وإن شئت لم أخبرهم ثم قال : لكني أخبركم بتفسيرها " قلت " عم يتساءلون " ؟ قال " فقال " هي في أمير المؤمنين (عليه السلام ) كان أمير المؤمنين (عليه السلام ) يقول : ما الله عز وجل آية أكبر مني ولا لله من نبأ أعظم مني ( البرهان ج 10 ص 156 ح 1 )

فهل هذا تناقض بالتفسير أم ماذا :
نقول لا بل يمكن الجمع بين مضمون ما تناولته الروايات وما جاء في تفسير النبأ العظيم بالمعاد فلا بد من الإنتباه إلى ما يلي :
1) النبأ العظيم : مفهوم قرآني مثل سائر المفاهيم القرآنية له من السعة والشمول ما يشمل كل ما ذكر من معانٍ وإذا كانت قرآئن السورة تدل على أنّ المقصود منه " المعاد " فهذا لا يمنع من أن يكون له مصاديق أخرى .
2) كما هو معلوم أن للقرآن بطوناً مختلفة وظواهراً متعددة وأدلة ، وقرائن الإستخراج مختلفة أيضاً وبعبارة أخرى : إن لمعاني آيات القرآن دلالات التزامية لا يعرفه إلا من غاص في بحر علمها ومعرفتها ولا يكون ذلك إلا للخاصة من الناس وليست الآية المذكورة منفردة في أنّ لها ظاهر وباطن دون بقية آيات القرآن حيث أن الأحاديث والروايات الشريفة فسرت الآيات بمعانٍ مختلفة ، فبعضها ينسجم مع ظاهر الآية والبعض الآخر يشير إلى المعنى الباطن لها .
فالخلاصة نقول :
أنّ النبأ " مفهوم شامل لعدة مصاديق
من هذه المصاديق يوم القيامة ومن مصاديقها الولاية وهي أي الولاية أتم وأفضل المصاديق وأعظمها .
كما ذكرنا ذلك في تفسير سورة الكوثر " يمكنك الرجوع إلى ذلك .

ملاحظة : لا بد من التأكيد على حقيقة خطيرة وهي أنه لا يجوز قطعاً بأن نضع للقرآن معنى باطناً بحسب رأينا وفهمنا بل لا بد من وجود قرائن دالة واضحة أو بالاعتماد على تفاسير النبي (صل الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام ) الصحيحة لكي لا يكون وجود بطون للقرآن ذريعة بأيدي المنحرفين والمتطرفين وذوي العداء ولِيفسروا القرآن بحسب ما يشتهون ويرغبون

والله ولي التوفيق والحمد لله رب العالمين



الساعة الآن 01:34 AM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010

Security team