![]() |
موقف أبي بكر من آية *<قل لا أسألكم عليه أجرا" إلا المودة في القربى>*
البحث لاية الله السيد علي ابو الحسن الفضيلة الثالثة ص 1 قال تعالى في محكم كتابه *<وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا" إنّ ذلكم كان عند الله عظيما">* وقال تعالى *<إنّ الّذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدّنيا والآخرة وأعدّ لهم عذابا" مهينا">*(1). أقول : المعنى الذي تفيده هاتان الآيتان مضافا" إلى وضوحه,فإنه موضع اتفاق وإجماع بين الأمة,لم يخالف فيه أحد. غايته يبقى الكلام في إثبات الأمور التي تؤذي النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وما يؤذيه صلى الله عليه وآله وسلم أمور كثيرة ترجع إلى أمر واحد وهو الباطل,فإن كل باطل لا يحبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم,ولا يمكن للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يؤذيه شيء من الحق, فإنه صلى الله عليه وآله وسلم الحق,وقد جاء بالحق, وأمربه ,وبذل نفسه وروحه من أجل إحقاقه. وقد وقع الاختلاف ولا يزال في أمور كثيرة في أنها هل تؤذي النبي صلى الله عليه وآله وسلم,ولكن أجمعت الأمة على أنّ أذية فاطمة الزهراء صلوات الله ربي وسلامه عليها هي أذية لأبيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. الفهرس (1)سورة الأحزاب الآية 53 و57. |
أحاديث أبناء العامة في هذا المعنى:
أحاديث أبناء العامة في هذا المعنى: الحديث الأول:أخرج البخاري,وابن أبي شيبة,وأحمد بن حنبل,والضحاك,والنسائي بإسنادهم عن المسور بن مخرمة,قال البخاري:حدثنا أبو الوليد,حدثنا ابن عيينة,عن عمرو بن دينار,عن ابن أبي مليكة,عن المسور بن مخرمة,أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:فاطمة بضعة مني,فمن أغضبها أغضبني(1). أقول:وسند الحديث في غاية الصحة,ورجاله من أوثق الناس عندهم(2). الفهرس (1)صحيح البخاري ج 4 ص 210 و219,المصنف لابن أبي شيبة ج 7 ح 1 ص 526,فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ص 78,الآحاد والمثاني ج 5 رقم 2954 ص 361,السنن الكبرى للنسائي ج 5 ح 8371 ص 97 وح 8520 ص 148,خصائص أمير المؤمنين للنسائي ص 121. (2)أما المسور بن مخرمة فهو من الصحابة. ص 3 1- أبو الوليد. قال المزي:هشام بن عبد الملك الباهلي, أبو الوليد الطيالسي,روى عن سفيان بن عيينة,روى عنه البخاري.(تهذيب الكمال ج 30 رقم 6584 ص 226-228) وثقه محمد بن سعد,والعجلي,وأبو حاتم,وابن قانع.وقال احمد بن حنبل:أبو الوليد متقن. وقال أبو زرعة:كان إماما" في زمانه, جليلا" عند الناس. وقال ابن وارة: ما أراني أدركت مثله. وقال الذهبي: أبو الوليد, حجة وفاقا".(الجرح والتعديل للرازي ج 9 رقم 253 ص 65-66, معرفة الثقات ج 2 رقم 1904 ص 330, تهذيب الكمال ج 30 ص 229-231,تذكرة الحفاظ ج 1 رقم 380 ص 382, ميزان الاعتدال ج 4 رقم 9232 ص 301, من له رواية في كتب السنة ج 2 رقم 5971 ص 337,تهذيب التهذيب ج 11 رقم 87 ص 42-43). ص 4 2- سفيان بن عيينة. قال المزي:سفيان بن عيينة,روى عن عمرو بن دينار,روى عنه أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي.(تهذيب الكمال ج 11 رقم 2413 ص 177-187). وثقه محمد بن سعد,ويحيى بن معين ,وأبو حاتم,والعجلي,وابن خراش,وغيرهم.وقال الشافعي لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز. وقال علي ابن المديني:ما في أصحاب الزهري أتقن من ابن عيينة.وقال بشر بن المفضل:ما بقي على وجه الأرض أحد يشبه سفيان بن عيينة.وقال الذهبي:كان إماما" حجة حافظا",واسع العلم ,كبير القدر.وقال اللالكائي:هو مستغن عن التزكية لتثبته وإتقانه,وأجمع الحفاظ أنه أثبت الناس في عمرو بن دينار.(تاريخ ابن معين للدوري ج 1 رقم 438 ص 82,معرفة الثقات ج 1 رقم 631 ص 417,الجرح والتعيل للرازي ج 4 رقم 973 ص 225-227,مشاهير علماء الأمصار لابن حبان رقم 1181 ص 235- 236,تهذيب الكمال ج 11 ص 189-194,تذكرة الحفاظ للذهبي ج 1 رقم 249 ص 262-264,من له رواية في كتب السنة ج 1 رقم 2002 ص 449,تهذيب التهذيب ج 4 رقم 205 ص 104-107) ص 5 3-عمرو بن دينار. قال المزي:عمرو بن دينار المكي,روى عن عبدالله بن عبيد الله بن أبي مليكة, الحديث الثاني:أخرج مسلم,وابن حنبل,والضحاك,والنسائي بإسنادهم عن المسور بن مخرمة-واللفظ للنسائي –قال سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم على المنبر وهو يقول إنما ابنتي بضعة مني,يريبني ما أرابها, ويؤذيني ما آذاها(1). الحديث الثالث: أخرج البخاري,ومسلم,وابن حنبل ,وابن...... روى عنه سفيان بن عيينة(تهذيب الكمال ج 22 رقم 4360 ص 5-7). وثقه ابن عيينة ,وعمرو بن جرير,والعجلي,وأبو حاتم ,وأبو زرعة,والنسائي.وقال شعبة:ما رأيت أحدا" أثبت في الحديث من عمرو.وقال ابن أبي نجيح:لم أدرك أحدا" أعلم من عمرو بن دينار.(معرفة الثقات للعجلي ج 2 رقم 1377 ص 175,تاريخ ابن معين للدوري ج 1 رقم 476 ص 87,الجرح والتعديل للرازي ج 6 رقم 1280 ص 231,مشاهير علماء الأمصار رقم 613 ص 137,تهذيب الكمال ج 22 ص 10-13,تذكرة الحفاظ ج 1 رقم 98 ص 113-114,تهذيب التهذيب لابن حجر ج 8 رقم 45 ص 26-27). 4- ابن أبي مليكة. قال المزي:عبدالله بن عبيدالله بن أبي مليكة .روى عن المسور بن مخرمة,روى عنه عمرو بن دينار .(تهذيب الكمال ج 15 رقم 3405 ص 256-258). وثقه محمد بن سعد,والعجلي,وأبو حاتم,وأبو زرعة,وقال الذهبي:كان إماما",فقيها",حجة,فصيحا",مفوّها",متفقا" على ثقته.(معرفة الثقات للعجلي ج 2 رقم 977 ص 62,مشاهير علماء الأمصار لابن حبان رقم 597 ص 135,تهذيب الكمال ج 15 ص 258-259,تذكرة الحفاظ ج 1 رقم 94 ص 101-102 ,تهذيب التهذيب ج 5 رقم 523 ص 268-269). الفهرس (1)صحيح مسلم ج 7 ص 141,فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ص 78,الآحاد والثاني ج 5 للضحاك رقم 2955 ص 361,السنن الكبرى للنسائي ج 5 ح 8370 ص 97. ص 6 ماجة ,وأبو داود,والترمذي,والبيهقي,بإسنادهم عن المسور بن مخرمة – واللفظ لابن حنبل – قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو على المنبر يقول:إن هشام بن الغيرة استأذنوني في أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب فلا آذن لهم,ثم قال:لا آذن ,فإنما ابنتي بضعة مني, يريبني ما أرابها,ويؤذيني ما آذاها(1). الحديث الرابع: أخرج الحاكم بإسناده عن عبد الله بن الزبير,أن عليا" عليه السلام ذكر ابنة أبي جهل,فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال:إنما فاطمة عليها السلام بضعة مني, يؤذيني ما آذاها, وينصبني ما أنصبها. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين(2). أقول:وبعد اتفاق أصحاب الصحاح على إخراج الحديث,فلا حاجة تدعو إلى بيان حال رجال إسناده,فإنهم جميعا" من رجال الصحاح,على أنّ الترمذي عقب بعد روايته لحديث ابن مخرمة بقوله:هذا حديث حسن صحيح,ومع ذلك فقد بينا حال رجال الحديث الأول بالتفصيل. الفهرس (1)صحيح البخاري ج 6 ص 158,صحيح مسلم ج 7 ص 141,مسند أحمد بن حنبل ج 4 ص 328,سنن ابن ماجة ج 1 ح 1998 ص 643, سنن أبي داود ج 1 ح 2071 ص 1460 , سنن الترمذي ج 5 ح 3959 (2) المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 159. ص 7 وقال ابن حجر معقّبا" على الحديث: وقد جزم صلى الله عليه وآله وسلم بأنه يؤذيه ما يؤذي فاطمة عليها السلام , فكل من وقع منه في حق فاطمة شيء فتأذت به,فهو يؤذي النبي صلى الله عليه وآله وسلم بشهادة هذا الخبر الصحيح(1). وقال أيضا": استدل به السهيلي على أن من سبها فإنه يكفر, وتوجيهه أنها تغضب ممن سبها,وقد سوى بين غضبها وغضبه,ومن أغضبه صلى الله عليه وآله وسلم يكفر(2). أقول: بعد كون السيدة فاطمة عليها السلام بضعة من النبي صلى الله عليه وآله وسلم, وبضعة الشيء جزؤه,وبعد وضوح أن التعرض للجزء تعرض للكل, فيكون حكم التعرض للنبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الحكم عينه الذي يثبت في حق المتعرض للزهراء عليها السلام, ولا حاجة للاستدلال بما ذكره السهيلي,وإن كان ما ذكره معنى صحيحا" في نفسه. الفهرس (1)فتح الباري ج 9 ص 270. (2)فتح الباري ج 7 ص 82. |
زيادة موضوعة غير ضائرة:
ص 8
زيادة موضوعة غير ضائرة: ولو سلمنا والعياذ بالله تعالى بمضمون ذلك, غير أنه لا يقدح بأمير المؤمنين عليه السلام فإنه بعد أن نهى الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ,انتهى أمير المؤمنين عليه السلام وأعرض. لذا لم يحقّق المنافقون أيّ غرض من وراء بهتانهم على أمير المؤمنين عليه السلام,وإنما انقلب السحر على الساحر,فغدا الحديث الصحيح المشتمل على الزيادة الموضوعة,دليلا" على الطغيان وظلم كبراءهم,وقد أثبتوا هم أنفسهم أن أبا بكر الصدّيق مصداق قوله تعالى*<والّذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم>*(1)على ما سيأتي تفصيل بيانه. الحديث الخامس:أخرج الضحاك,والدولابي ,والطبراني,وابن عساكر,وغيرهم بإسنادهم عن عليّ عيه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لفاطمة عليها السلام:إن الله يغضب لغضبك,ويرضى لرضاك(2). الفهرس (1)سورة التوبة الآية 61. (2)الآحاد والثاني ج 5 ح 2959 ص 363,الذرية الطاهرة النبوية ص 119,المعجم الكبير ج 1 ح 182ص 108 وج 22 ص 104 ,تاريخ مدينة دمشق ج 3 ص 156,الكامل ج 2 ص 351,علل الدارقطني ج 3 ح 305 ص 103,أسد الغابة ج 5 ص 522, ذيل تاريخ بغداد ج 2 ص 140, تهذيب الكمال ج 35 ص 250,تهذيب التهذيب ج 12 ص 392, الإصابة ج 8 ص 265. ص 9 وأخرجه أيضا" الحاكم في المستدرك ,وقد عقّب بقوله:هذا حديث صحيح الإسناد(1). وقال الهيثمي:وعن عليّ عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :إن الله يغضب لغضبك ,ويرضى لرضاك,رواه الطبراني وإسناده حسن(2). وقال الشامي:روى الطبراني بإسناده حسن,وابن السني في معجمه,وأبو سعيد النيسابوري في الشرف عن عليّ عليه السلام أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لفاطمة:إنّ الله تعالى يغضب لغضبك,ويرضى لرضاك(3). وعقّب القندوزي:فمن آذى أحدا" من ذريتها ,فقد تعرض لهذا الخطر العظيم(4). أقول: وبعد تصحيح أبناء العامة لهذا الحديث,فلا حاجة تدعو لبيان حال رجال سند الحديث بالتفصيل. الفهرس (1)المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 153-154. (2)مجمع الزوائد ج 9 ص 203. (3)سبل الهدى والرشاد للصالحي الشامي ج 11 ص 44. (4)ينابيع المودة لذوي القربى للقندوزي ج 2 ح 293 ص 464. ص10 |
فقه الحديث:
ص10 فقه الحديث: ثم إنّ الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم يمثّل الحق ظاهرا" وباطنا", بل هو الحق ومع الحق في جميع أحواله وسائر تقلباته, وقد قال الله تعالى*<لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة>*(1). لهذا ,فلا مجال لادعاء أنه صلى الله عليه وآله وسلم يغضب من الحق أو يتأذى منه,مهما كان,وفي أي موقع تحقق, فإنه رسول الحق بالحق لإحقاق الحق,فكيف يريبه الحق,أو يغضبه, أو يؤذيه؟! ثم أنه صلى الله عليه وآله وسلم قد جاء بالحق من عند الحق تعالى,فيستحيل وهو المعصوم أن يصدر منه قول أو فعل خلاف الحق من جهة , أو خلاف الحكمة من جهة أخرى. الفهرس (1)سورة الأحزاب الآية 21. ص 11 وعليه ,فلو أنّ السيدة الزهراء عليها السلام تغضب من الحق أو يحتمل فيها ذلك ,فإنه لا يصح من النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يقول:يغضبني ما أغضبها ,ولكونه صلى الله عليه وآله وسلم معصوما" يستحيل أن يغضب من الحق . ولو أنّ الزهراء عليها السلام تتأذى أو تغضب أو ترتاب من الحق, لكان على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يخصّ تبعية غضبه لغضب الزهراء عليها السلام بحال كونها غاضبة من الباطل, ولا يصح منه أن يعمّم ويطلق كلامه, أو ترى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان غافلا" عن هذا المعنى؟ جلّ سيدي وتنزّه. والشخص الذي يغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لغضبه في جميع أحواله, ويرضى لرضاه في سائر تقلباته , لا بدّ وأن يكون معصوما" في ذلك ,وإلا فلا يستقيم ولا يصح ما قاله الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في حق فاطمة الزهراء عليها السلام. |
الزهراء عليها السلام لا تغضب من الحق البتة:
ص 12 الزهراء عليها السلام لا تغضب من الحق البتة: وتأذيها عليها السلام إما أن يكون من أمر حق حلال, أو من أمر باطل حرام,ولا فرض ثالث. ثم إنها إما أن تكون عالمة بجميع مواقع الحق والباطل – وهي العالمة قطعا" – أو أنها جاهلة بشيء من ذلك والعياذ بالله تعالى. فإن غضبت للحق فطبيعي أن يكون الرسول صلى الله عليه وآله وسلم غاضبا" لغضبها ,بل كل مؤمن يجب أن يغضب للحق. وإن كانت غاضبة للباطل ,فلا يخلو الحال ,إما أن تكون غاضبة جهلا" منها-والعياذ بالله تعالى –بكون ما غضبت له هو من الأمر الباطل أو عالمة به. وعلى كلا التقديرين, فإن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لا يمكن أن يتأذى فيما إذا تأذت فاطمة الزهراء عليها السلام ,فإنه صلى الله عليه وآله وسلم كله حقّ بحق, فكيف يتأذى من الحق للباطل؟! ص 13 وكونها عليها السلام –والعياذبالله – جاهلة بالباطل الذي تأذت منه,لا يقضي بصيرورة الباطل المجهول عندها حقا", فإن الأمر الباطل في حد ذاته باطل, سواء علم به الشخص أم لم يعلم. وعليه ,فتأذي الزهراء عليها السلام – والعياذ بالله تعالى- من الحق لا يمكن أن يكون سببا" لتأذي أبيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحال من الأحوال ,فإن معناه ركونه إلى الباطل وابتعاده عن الحق,وهو صلى الله عليه وآله وسلم المعصوم في جميع أحواله ,وهو الحق في تمام تقلباته. وهب – والعياذ بالله تعالى – أنه صلى الله عليه وآله وسلم يغضب لغضب فاطمة فيما لو كانت غاضبة من الحق للباطل,فهل أن الله تعالى جلت كلمته, هو أيضا" يغضب لغضب فاطمة عليها السلام؟! فما معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم لفاطمة عليها السلام: إن الله يغضب لغضبك؟! لإذن,لا يمكن أن يكون تأذي فاطمة عليها السلام وغضبها وما يريبها سببا" لغضب وتأذي أبيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولغضب المولى تعالى ,فيما إذا كانت عليها السلام تغضب من الحق مهما كان السبب والداعي في ذلك. والرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لم يخص حصول غضبه وتأذيه فيما إذا غضبت الزهراء عليها السلام ببعض الأحوال ,بل أطلق الحكم بذلك, وهذا لا يتم إلا فيما إذا كانت الزهراء عليها السلام معصومة عن الغضب والتأذي من الحق. والأمر ذاته بالنسبة للمولى تعالى شأنه,فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يقل بأن الله تعالى يرضى لرضا فاطمة عليها السلام في بعض الأحوال,ويغضب لغضب فاطمة في بعض الأمور, وإنما قال صلى الله عليه وآله وسلم :إن الله يرضى لرضا فاطمة عليها السلام ,ويغضب لغضبها. وما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نسيا",وليس هو ممن لا يعلم بأن الله تعالى ما كان ليرضى لرضا مخلوق قد يخطئ وقد يصيب,وأنه تعالى يغضب لغضب مخلوق يغضب من الحق. |
دلالة الحديث على عصمة الزهراء عليها السلام :
دلالة الحديث على عصمة الزهراء عليها السلام : فتلخص, أن حديث اطمة بضعة مني,فمن أغضبها أغضبني,وأن فاطمة بضعة مني, يريبني ما أرابها ,ويؤذيني ما آذاها, دال على عصمتها قطعا", إلا فمعناه أن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم يؤذيه ويغضبه ويريبه ما آذى وأغضب وأراب فاطمة عليها السلام, وإن كان على شيء باطل,وهذا باطل عند جميع المسلمين. وبديهي, أن كل أمر لا ينفك عن أمر باطل فهو باطل,والقول بعدم عصمة الزهراء عليها السلام يلزم عنه شيء باطل ,فيبطل القول بعدم عصمتها تبعا" لبطلان ما يترتب عليه. والأمر في ترتب غضب الله تعالى على غضب فاطمة عليها السلام, ورضاه سبحانه على رضاها, أظهر وأبين في إفادته عصمتها عليها السلام بنحو قطعي لا يستريب فيه مؤمن بالله تعالى. وخلاصة الأمر,أن الله تعالى ورسوله الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم يستحيل أن يترتب غضبها على غضب مخلوق يغضب من أمر حق بحال من الأحوال. |
دلالة أحاديث أخر عصمة الزهراء عليها السلام:
دلالة أحاديث أخر عصمة الزهراء عليها السلام: وأحاديث كونها عليها السلام من أهل البيت المطهّرين من الرجس, كثيرة جدا",والرجس باطل ,وكل باطل رجس. الحديث الأول: روى أحمد بن حنبل في مسنده,قال:حدثنا يحيى بن حماد, حدثنا أبو عوانة, حدثنا أبو بلج,حدثنا عمرو بن ميمون ,قال: ابن عباس: وأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثوبه فوضعه على عليّ وفاطمة وحسن وحسين عليهم السلام, فقال صلى الله عليه وآله وسلم:*<إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرّجس أهل البيت ويطهّركم تطهيرا">*(1)(2). وأخرجه الحاكم في المستدرك ,وقال:هذا حديث صحيح الاسناد(3). أقول:والحديث كما ذكر الحاكم(4). الفهرس (1)سورة الأحزاب الآية 33. (2) مسند أحمد بن حنبل ج 1 ص 330-331. (3)المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 132-134. (4) أما ابن عباس فهو من الصحابة ,وجميع الصحابة عند أبناء العامة من العدول الثقات. ص 16 1-عمرو بن ميمون. قال المزي: عمرو بن ميمون الأودي, روى عن عبدالله بن عباس, روى عنه أبو بلج الفزاري.(تهذيب الكمال ج 22 رقم 4458 ص 261-263). وثقه العجلي,ويحيى بن معين, والنسائي, وذكره ابن حبان في ثقات التابعين.وقال أبو إسحاق: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم يرضون بعمرو بن ميمون.(معرفة الثقات ج 2 رقم 1412 ص 186, الجرح والتعديل للرازي ج 6 رقم 1422 ص 258, الثقات لابن حبان ج 5 ص 166, تهذيب الكمال ج 22 ص 263-267, تذكرة الحفاظ ج 1 رقم 55 ص 65, سير أعلام النبلاء ج 4 رقم 58 ص 158-160,تهذيب التهذيب ج 8 رقم 181 ص 96-97). 2- أبو بلج. قال المزي: أبو بلج الفزاري ,روى عن عمرو بن ميمون ,روى عنه أبو عوانة,(تهذيب الكمال ج 33 رقم 7269 ص 162). وقد وثقه ابن سعد ,ويحيى بن معين, والنسائي, والدراقطني, وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني, وأبو الفتح الأزدي, وقال أبو حاتم :صالح الحديث ,لا بأس به, وقال يعقوب بن سفيان كوفي لا باس به ,وذكره ابن حبان في الثقات, وقال ابن حجر في التقريب: صدوق.((الطبقات الكبرى ج 7 ص 311, الجرح والتعديل للرازي ج 9 رقم 634 ص 153, تهذيب الكمال ج 33 ص 162 – 163, من له رواية في كتب السنة ج 2 رقم 6550 ص 414, تهذيب التهذيب ج 12 رقم 8331 ص 41, تقريب التهذيب ج 2 ص 370). ص 17 3- أبو عوانة. قال المزي:الوضاح بن عبدالله اليشكري ,أبو عوانة, روى عن أبي بلج الفزاري ,روى عنه يحيى بن حماد الشيباني.(تهذيب الكمال ج 30 رقم 6688 ص 441-445). وثقه يحيى بن معين, وأبو حاتم ,والعجلي, وأبو زرعة, بل قال الذهبي في الميزان: مجمع على ثقته .(معرفة الثقات للعجلي ج 2 رقم 1937 ص 340, تاريخ ابن معين للدارمي رقم 666 ص 185, الجرح والتعديل للرازي ج 9 رقم 173 ص 40- 41, مشاهير علماء الأمصار رقم 1264 ص 252, تهذيب الكمال ج 30 ص 446- 448, تذكرة الحفاظ ج 1 رقم 223 ص 236-237, ميزان الاعتدال ج 4 رقم 9350 ص 334). 4- يحيى بن حماد . قال المزي :يحيى بن أبي زياد الشيباني, روى عن أبي عوانة الوضاح بن عبدالله.(تهذيب الكمال ج 31 رقم 6815 ص 276-277). وثقه محمد بن سعد, والعجلي , وأبو حاتم ,والذهبي, وابن حجر, وذكره ابن حبان في الثقات.(معرفة للعجلي ج 2 رقم 1971 ص 351, الجرح والتعديل للرازي ج 9 رقم 583 ص 137 -138, الثقات لابن حبان ج 9 ص 257,تهذيب الكمال ج 31 ص 278, سير أعلام النبلاء ج 10 رقم 20 ص 139-141,من له رواية في كتب السنة ج 2 رقم 6158 ص 364, تهذيب التهذيب ج 11 رقم 338 ص 175-176,تقريب التهذيب ج 2 ص 300). ص 18 أقول : قال الهيثمي بعد ان اورد الحديث بتمامه :رواه أحمد والطبراني في الكبير والاوسط باختصار,ورجال أحمد رجال الصحيح ,غير أبي بلج الفزاري وهو ثقة ,وفيه لين .(مجمع الزوائد ج 9 ص 120 ). أقول: أما أن أبا بلج فيه لين فغير ضائر هنا ,فإن الحاكم النيسابوري بعد أن أورد حديثا" لأبي بلج قال :احتج مسلم بأبي بلج ,وهو حديث صحيح لا يحفظ له عله (المستدرك على الصحيحين ج 1 ص 4 ). كما أنه عقب على كثير من أحاديث أبي بلج بقوله :هذا حديث صحيح على شرط مسلم ,وبقوله :هذا حديث صحيح الاسناد (المستدرك على الصحيحين ج 1 ض 50 ص 503 وج 2 ص 184 وج 3 ص 4 ص 135 ) نعم ,قال البخاري فيه نظر ,وقال ابن حبان في المجروحين :كان ممن يخطئ ,لم يفحش خطؤه حتى استحق الترك,ولا اتى منه ما لا ينفك البشر عنه ,فيسلك به مسلك العدول ,فأرى أن لا يحتج بما انفرد من الرواية.(تهذيب الكمال ج 33 ص 163 ,من له رواية في كتب الستة ج 2 ص 414 ,تقريب التهذيب ج 2 ص 370 ,كتاب المجروحين ج 3 ص 113 ). ص 19 أقول : بعد ثبوت وثاقة أبي بلج بتوثيق أئمتهم له ,فكونه يخطئ أو ربما يخطئ , لا يسقط حديثه عن الاحتجاج به مع عدم انفرده, وظاهر جدا" أنّ مضمون حديثه قد صح من طريق غيره من الثقات على ما تقدم ,وعليه فتنظر البخاري فيه ,إن رجع إلى ما ذكره ابن حبان في المجروحين فهو في محله ,وإلا فتنظره باطل ,بعد أن اجتمعت كلمة أعلامهم على توثيقهم لأبي بلج. |
باقي الاحاديث التي تدل على عصمة الزهراء ع
الحديث الثاني:
أخرج مسلم, والحاكم وغيرهما بإسنادهم عن صفية بنت شيبة,قالت:قالت عائشة:خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود ,فجاء الحسن بن علي عليهما السلام فأدخله, ثم جاء الحسين عليه السلام فدخل معه ,ثم جاءت فاطمة عليها السلام فأدخلها ,ثم جاء عليّ عليه السلام فأدخله ,ثم قال :*<إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا">*. قال الحاكم في المستدرك :هذا حديث صحيح(1). الحديث الثالث : أخرج البيهقي باسناده عن عطاء بن يسار عن ام سلمة ,قالت في بيتي انزلت*<إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا">*.قالت : فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى فاطمة وعليّ والحسن والحسين عليهم السلام ,فقال :هؤلاء أهل بيتي . وفي حديث القاضي والسمي هؤلاء أهلي ,قالت: فقلت يا رسول الله :أما انا من أهل البيت؟ قال بلى إن شاء الله تعالى .قال أبو عبد الله :هذا حديث صحيح سنده ,ثقات رواته(2). الفهرس (1)صحيح مسلم ج 7 ص 130 ,المصنف لابن أبي شيبة الكوفي ج 7 ح 39 ص 501,مسند اسحاق بن راهويه ج 3 ص 678 ,السنن الكبرى للبيهقي ج 2 ص 149 ,المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 147 . (2)السنن الكبرى ج 2 ص 150. ص 20 واخرجه الحاكم عن عطاء بن يسار عن أم سلمة ,قالت : في بيتي نزلت *<إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت >*,قالت: فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام , فقال:هؤلاء أهل بيتي .قال الحاكم :هذا حديث صحيح على شرط البخاري(1). واخرجه الحاكم أيضا" عن عطاء بن يسار عن ام سلمة أنها قالت :في بيتي نزلت هذه الآية *<إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت>*,قالت :فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام اجمعين, فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي ,قالت أم سلمة :يا رسول الله ما انا من اهل البيت ؟ قال :انك اهلي على خير ,وهؤلاء اهل بيتي ,اللهم اهلي احق .قال الحاكم :هذا حديث صحيح على شرط البخاري (2). الحديث الرابع : اخرج الترمذي باسناده عن عمر بن ابي سلمة ربيب النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :لما نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وآله وسلم *<إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا">* في بيت ام سلمة ,فدعا فاطمة وحسنا" وحسينا" عليهم السلام فجللهم بكساء ,وعليّ عليه السلام خلف ظهره فجلله بكساء ,ثم قال: اللهم هؤلاء اهل بيتي ,فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطيرا".قالت ام سلمة :وانا معهم يا نبي الله ,قال انت على مكانك ,وانت على خير (1). الفهرس (1)المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 146. (2)المستدرك على الصحيحين ج 2 ص 416. ص 21 الحديث الخامس: أخرج الدولابي بإسناده عن شهر بن حوشب,عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم,قالت:إن نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم أخذ ثوبا" فجلّله فاطمة وعليا" والحسن والحسين عليهما السلام وهو معهم, ثم قرأ هذه الآية*<إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا">*,قالت :فجئت أدخل معهم,فقال صلى الله عليه وآله وسلم: مكانك إنك على خير(2). الفهرس (1)سنن الترمذي ج 5 ح 3258 ص 30 وح 3875 ص 328. (2)الذرية الطاهرة النبوية ص 107. ص 22 الحديث السادس: أخرج الحاكم بإسناده عن واثلة بن الأسقع,قال: أتيت عليا" عليه السلام فلم أجده ,فقالت لي فاطمة عليها السلام :إنطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعوه, فجاء مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فدخلا ودخلت معهما ,فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحسن والحسين عليهما السلام ,فأقعد كل واحد منهما على فخذيه,وأدنى فاطمة من حجره وزوجها,ثم لف عليهم ثوبا"وقال:*<إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرّجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا">*,ثم قال: هؤلاء أهل بيتي,اللهم أهل بيتي أحق. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين(1). الحديث السابع: أخرج الضحاك,وابن أبي شيبة ,وابن حنبل,والترمذي ,وأبو يعلى, والحاكم ,بإسنادهم عن أنس بن مالك, أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يمر بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر يقول: الصلاة يا أهل البيت *<إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرّجس أهل البيت ويطهّركم تطهيرا">*.قال الحاكم في المستدرك: هذا حديث صحيح على شرط مسلم(2). الفهرس (1)المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 147. (2) الآحاد والثاني ج 5 ح 2953 ص 360, المصنف لابن أبي شيبة الكوفي ج 7 ح 4 ص 527, مسند أحمد بن حنبل ج 3 ص 259 و285,سنن الترمذي ج 5 ح 3259 ص 31, مسند أبي يعلى ج 7 ح 3978 ص 59, المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 158. ص 24 الحديث الثامن : أخرج ابن عبد الحميد بإسناده عن أبي الحمراء ,قال:صحبت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسعة أشهر,فكان إذا أصبح (يأتي) باب عليّ وفاطمة عليهما السلام وهو يقول: يرحمكم الله *<إنّما يريد الله ليذهب الرّجس أهل البيت ويطهّركم تطهيرا">*, فما زال يومئذ يتكلم حتى ما ترى في المسجد إلا باكيا". قال الميثمي: رواه الطبراني ورجاله ثقات(1). وقال ابن حجر في كلام له: لما ثبت في تفسير قوله تعالى إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ,قالت أم سلمة:لما نزلت دعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة وعليا" والحسن والحسين عليهما السلام فجللهم بكساء, فقال اللهم هؤلاء أهل بيتي .. الحديث ,أخرجه الترمذي وغيره(2). أقول :وورد مثلها من طرق كثيرة,لا يسع المجال تفصيلها ,وبعد رواية العامة لهذه الأحاديث في صحاحهم ,وتصريحهم بصحة السند وأنّ الرجال ثقات, فلا تدعو الحاجة لبيان حال الرواة في كل هذه الأحاديث. الفهرس (1)مجمع الزوائد ج 9 ص 172. (2) فتح الباري لابن حجر ج 7 ص 104. |
لماذا ذكرنا احاديث عصمة الزهراء ع
ص 25
وقد اضطررنا إلى أن ننقل هذا الحديث من طرق كثيرة لإثبات غاية ثبوته وتواتره من طريق أبناء العامة,ومعه فيكون دخول الزهراء عليها السلام في أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا",أمرا" لا يقبل التأويل والتشكيك ,وهذه مقدمة جليلة لنتيجة يأتي بيانها إن شاء الله تعالى. هذا ,وأما ما ورد في بعض تلك الأحاديث من دخول نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أهل البيت, فإنه لا يصح ,لتصريح الكثير من تلك الأحاديث بخروجهن أولا", ولأنّ ما ورد في بعضها من دخولهن, قد ورد خروجهن في كتاب آخر بالسند نفسه ثانيا". فمثلا" ورد في حديث أم سلمة التصريح بدخولها في أهل البيت كما في رواية البيهقي عن عطاء عن أم سلمة, ولكنه ورد خروجها برواية الحاكم عن عطاء عن أم سلمة ,وأيضا" برواية الترمذي عن عمر بن أبي سلمة عن أم سلمة ,وعليه فبقرينة باقي الأخبار يكون ما ورد في رواية البيهقي من الزيادة الموضوعة. ثالثا": كيف يكون نساء الرجل من أهله ,وبكلمتين اثنتين تخرج عنه؟! فقول الرجل لزوجته أنت طالق مع توافر باقي الشرئط المعتبرة في صحة الطلاق ,تخرج به عن ذمته وتصبح أجنبية عنه البتة, ومعه فكيف تكون من أهله؟! رابعا": لو سلمنا بأنّ نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أهل البيت في آية التطهير, فإنّ الله تعالى قد أذهب الرجس عن أهل البيت عليهما السلام وطهّرهم تطهيرا" من دون تعليق على شيء, ومن دون تقييد بحال من الأحوال. وفي المقابل رأينا المولى تعالى يقول قبل آية التطهير*<يا نساء النّبيّ لستنّ كأحد من النّساء إن اتّقيتنّ>*(1), فكيف تكون نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الذين أذهب الله تعالى عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا",وهو مع ذلك يخص تفضيلهن بحال معين, ويقيّده بشرط حصول التقوى منهن؟! الفهرس (1)سورة الأحزاب الآية 32. ص 26 فإن معنى *<إنّما يريد الله>* هو المفروغية عن تحقق الإرادة التكوينية منه تعالى,وهو سبحانه إذا أراد شيئا" وقع وتحقق فعلا", وعليه فلا معنى لتعليق فضيلتهن على حصول التقوى, فإن معنى ذلك توقف ثبوت الفضيلة على حصول الشرط, ففضيلتهن معلّقة ومشروطة, ولكن فضيلة أهل البيت عليهم السلام غير معلّقة بل هي متحققة وواقعة ,ولا مجال لنا للتفصيل في هذا المعنى ,فإنه لا يتوقف بيان ما نحن بصدد بيانه على التفصيل في تحقيق خروج نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن أهل البيت عليهم السلام ,وما نحتاجه وما هو المهم لنا في المقام هو كون عليّ والزهراء عليهما السلام من أهل البيت, وهذا لا خلاف فيه قطعا". |
فاطمة عليها السلام سيدة نساء أهل الجنة:
فاطمة عليها السلام سيدة نساء أهل الجنة: الحديث الأول :قال البخاري: حدثنا أبو نعيم ,حدثنا زكريا عن فراس, عن عامر, عن مسروق, عن عائشة قالت: أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النبي صلى الله عليه وآله وسلم ,فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : مرحبا" يا ابنتي ,ثم اجلسها عن يمينه أو عن شماله,ثم أسر إليها حديثا" فبكت, فقلت لها: لم تبكين؟ ثم أسرّ إليها حديثا" فضحكت, فقلت ما رأيت كاليوم فرحا" أقرب من حزن ,فسألتها عما قال؟ فقالت: ما كنت لأفشي سرّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى قبض النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسألتها ,فقالت أسر إلي أن جبريل عليه السلام كان يعارضني القرآن كل سنة مرة,وأنه عارضني العام مرتين ,ولا أراه إلا حضر أجلي, وأنك أول أهل بيتي لحاقا" بي فبكيت ,فقال :أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة,أو نساء المؤمنين,فضحكت. وأخرجه الترمذي,وفيه: ثم أخبرني أني سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران ,فضحكت(1). أقول: الحديث مضافا" إلى رواية البخاري له في صحيحه ,فإنه صحيح السند ,رجاله ثقات(2). الفهرس (1)صحيح البخاري ج 4 ص 183, سنن الترمذي ج 5 ح 3985 ص 368-369. (2)1-أبو نعيم. ص 27 قال المزي: الفضل بن دكين, أبو نعيم ,روى عن زكريا ابن أبي زائدة, روى عنه البخاري.(تهذيب الكمال ج 23 رقم 4732 ص 197-202). وثقه محمد بن سعد ,وأحمد بن حنبل ,ويعقوب بن سفيان أجمع أصحابنا على أن أبا نعيم كان غاية في الإتقان .وقال الذهبي: كان من أئمة هذا الشأن وأثباتهم, حدّث عنه البخاري كثيرا", وهو من كبار مشيخته.(معرفة الثقات للعجلي ج 2 رقم 1480 ص 205,الجرح والتعديل للرازي ج 7 رقم 353 ص 61-62, تهذيب الكمال ج 23 ص 206 -213,مشاهير علماء الأمصار رقم 1386 ص 275, تذكرة الحفاظ ج 1 رقم 369 ص 372-373, سير أعلام النبلاء ج 10 رقم 21 ص 142-156,تهذيب التهذيب ج 8 رقم 505 ص 243-248). 2- زكريا بن أبي زائدة. قال المزي: زكريا بن أبي زائدة, روى عن فراس بن يحيى الهمداني, روى عنه أبو نعيم الفضل بن دكين.(تهذيب الكمال ج 9 رقم 1992 ص 359-360). وثقه محمد بن سعد, وأحمد بن حنبل ,والعجلي, والنسائي, وأبو داود,ويعقوب بن سفيان,وأبو بكر البراز, والذهبي ,وقال يحيى بن سعيد:ليس به بأس ,وقال يحيى بن معين:صويلح .أقول:ولم يقدح به أحد إلا في روايته عن شيخه عامر بن شراحيل الشعبي من دون واسطة, مدعين أنه لم يسمع منه .(معرفة الثقات ج 1 رقم 499 ص 370,الجرح والتعديل للرازي ج 3 رقم 2685 ص 593-594, مشاهير علماء الأمصار رقم 1352 ص 269,تهذيب الكمال ج 9 ص 362-363, ميزان الاعتدال ج 2 رقم 2875 ص 73, من له رواية كتب الستة ج 1 رقم 1643 ص 405, تهذيب التهذيب ج 3 رقم 616 ص 284-285). ص 28 3- فراس بن يحيى . قال المزي: فراس بن يحيى روى عن عامر الشعبي, روى عنه زكريا بن أبي زائدة . (تهذيب الكمال ج 23 رقم 4712 ص 152-153). وثقه عثمان بن أبي شيبة, ويحيى بن معين, وأحمد بن حنبل, وأبو حاتم , والعجلي, والنسائي, ويعقوب بن شيبة.(معرفة الثقات ج 2 رقم 1475 ص 204, سؤالات الآجري لأبي داود ج 1 رقم 537 ورقم 538 ص 320-321, تاريخ ابن معين للدارمي رقم 71 ص 56, الجرح والتعديل للرازي ج 7 رقم 514 ص 91, مشاهير علماء الأمصار رقم 1328 ص 264,تهذيب الكمال ج 23 ص 153 -154,ميزان الاعتدال ج 3 رقم 6695 ص 343,تهذيب التهذيب ج 8 رقم 483 ص 233). الحديث الثاني: أخرج عبد الرزاق ,والضحاك,وابن حنبل ,والترمذي,وأبو يعلى,والطبراني,والحاكم, وابن حبان بإسنادهم عن أنس,أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:حسبك من نساء العالمين مريم ابنة عمران,وخديجة بنت خويلد, وفاطمة ابنة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ,وآسية امرأة فرعون. ص 29 3- عامر بن شراحيل الشعبي. قال المزي: عامر بن شراحيل الشعبي, روى عن مسروق بن الاجدع, روى عنه زكريا بن أبي زائدة.(تهذيب الكمال ج 14 رقم 3042 ص 28-32). وثقه يحيى بن معين ,وغيره , وقال سفيان بن عيينة:العلماء ثلاثة ,ابن عباس في زمانه,والشعبي في زمانه,والثوري في زمانه, وقال مكحول:قال ما رأيت أحدا" أفقه من الشعبي. وقال يحيى بن معين: إذا حدّث الشعبي عن رجل فسماه, فهو ثقة يحتج بحديثه. وقال العجلي: مرسل الشعبي صحيح لا يكاد يرسل إلا صحيحا". وقال ابن حبان: من الفقهاء في الدين وجلة التابعين. وقال الذهبي: كان إماما", حافظا",فقيها", متفننا",ثبتا", متقنا".(معرفة الثقات ج 2 رقم 823 ص 12, الجرح والتعديل للرازي ج 6 رقم 1802 ص 322-324, مشاهير علماء الأمصار رقم 750 ص 163, تهذيب الكمال ج 14 ص 33-40, تذكرة الحفاظ ج 1 رقم 76 ص 79-88, تهذيب التهذيب ج 5 رقم 110 ص 57-60). ص 30 4-مسروق بن الأجدع. قال المزي: مسروق بن الأجدع ,روى عن عائشة,روى عنه عامر الشعبي.(تهذيب الكمال ج 27 رقم 5902 ص 451-453). وثقه محمد بن سعد ,ويحيى بن معين,والعجلي, بل قال يحيى بن معين وإسحاق بن منصور: لايسأل عن مثله. وقال علي بن المديني: ما أقدم على مسروق أحدا" من أصحاب عبد الله .(الجرح والتعديل للرازي ج 8 رقم 1820 ص 396- 397, معرفة الثقات ج 2 رقم 1709 ص 273,تهذيب الكمال ج 27 ص 455-457, تذكرة الحفاظ ج 1 رقم 62 ص 49-50, مشاهير علماء الأمصار رقم 746 ص 162, من له رواية في كتب الستة ج 2 رقم 5391 ص 256, تهذيب التهذيب ج 10 رقم 206 ص 100-101). قال الترمذي : هذا حديث صحيح. وقال الحاكم في المستدرك: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين(1). الحديث الثالث: أخرج الضحاك ,وابن حنبل, والنسائي, والطبراني والحاكم, وغيرهم بإسنادهم عن ابن عباس قال خط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الأرض أربعة خطوط, قال أتدرون ما هذا؟ قالوا الله ورسوله أعلم,فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:أفضل نساء أهل الجنة: خديجة بنت خويلد, وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم, ومريم بنت عمران, وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون. قال الحاكم في المستدرك: هذا حديث صحيح الإسناد(2). الفهرس (1)المصنف لعبد الرزاق الصنعاني ج 11 ح 20919 ص 430,الآحاد والمثاني ج 5 ح 2960 ص 363,مسند أحمد بن حنبل ج 3 ص 135, سنن الترمذي ج 5 ح 3981 ص 367,مسند أبي يعلى ج 5 ح 3039 ص 380, المعجم الكبير للطبراني ج 22 ص 402,المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 157-158, صحيح ابن حبان ج 15 ص 464. (2) الآحاد والمثاني ج 5 ح 2962 ص 364,مسند أحمد بن حنبل ج 1 ص 316 و293 و322, فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ص 74, السنن الكبرى للنسائي ج 5 ح 8357 ص 93 وح 8364 ص 94, مسند أبي يعلى ج 5 ح 2722 ص 110, المعجم الكبير للطبراني ج 11 ص 266 وج 22 ص 407,المستدرك على الصحيحين ج 2 ص 497, صحيح ابن حبان ج 15 ص 470. ص 31 وقال الميثمي :رواه أحمد, وأبو يعلى, والطبراني, ورجالهم رجال الصحيح(1). الحديث الرابع: أخرج ابن حنبل, والنسائي, والحاكم بإسنادهم عن ابن عباس, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أفضل نساء أهل الجنة: خديجة بنت خويلد, وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم, ومريم بنت عمران ,وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون. قال الحاكم في المستدرك: هذا حديث صحيح الإسناد(2). وقال ابن حجر في فتح الباري معقبا": وهذا نص صريح لا يحتمل التأويل(3). الحديث الخامس : أخرج الحاكم بإسناده عن حذيفة, عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ,قال: نزل من السماء ملك فاستأذن الله أن يسلّم عليّ لم ينزل قبلها, فبشرني أنّ فاطمة سيدة نساء أهل الجنة. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد(4). الفهرس (1)مجمع الزوائد ج 9 ص 223. (2) السنن الكبرى للنسائي ج 5 ح 8355 ص 93, فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ص 74, المستدرك على الصحيحين ج 2 ص 594 وج 3 ص 185. (3)فتح الباري ج 6 ص 340 وج 7 ص 10. (4)المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 151. |
نتيجة ما مر من الاحاديث قبل ذكر احاديث اذية ابي بكر للزهراء ع
ص 32 فتلخص أن السيدة الزهراء عليها السلام هي ممن أذهب الله تعالى الرجس عنها وطهرها تطهيرا" عليها السلام, وأنها سيدة نساء أهل الجنة ونساء العالمين, وهذان الأمران ثابتان من طريق رواية أبناء العامة بنحو غير قابل للتشكيك في صدورهما عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ,ودلالة ما تقدم من أحاديث عليهما دلالة صريحة واضحة جدا" لا تقبل تأويلا", وقد ثبت أيضا" بروايات صحيحة عندهم أنّ الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم يغضبان لغضبها, ويرضيان لرضاها. وقد عرفت أن هذا يعني كونها معصومة عن الباطل والخطأ, وعن الغفلة والجهل, والجهل باطل, والغفلة طريق إلى الباطل , ومن يكون بينه وبين الباطل أدنى علقة وارتباط ,لا يكون ممن أذهب الله تعالى عنه الرجس, ولا ممن طهّره تطهيرا". وبديهي, أن الشخص الذي يغضب سبحانه وتعالى لغضبه في الأمر الذي تسبّب بإغضابه تعالى, ولا يعنينا بعد تصريح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمتا يفيد ويدل على عصمة الزهراء ما يتفوّه به البعض من تأويل ما وقع من أبي بكر في حق فاطمة عليها السلام ,فإن شهادة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالزهراء أحق أن تتّبع ,وإننا على أحسن التقادير نشك فيما أورده أبناء العامة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حق أبي بكر وفضله, وهم متّهمون عندنا في ذلك, ولا يتهمون أنفسهم فيما رووه في حق الزهراء عليها السلام من فضائل ,ونحن لا نتهمهم أيضا". ومهما يكن ,فقد ثبت أن أبا بكر الصدّيق كان أغضب السيدة الزهراء وآذها, وقد روى أبناء العامة في صحاحهم ,أنّ من آذاها فقد آذى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , وأنّ الله تعالى يغضب لغضبها ,وعليه فإن الزهراء عليها السلام قد استشهدت وماتت وهي غاضبة غير راضية على أبي بكر الصدّيق. |
الحديث الاول من احاديث اذية ابي بكر لفاطمة ع بنت رسول الله ص
ص33 أحاديث أذية أبي بكر للزهراء عليها السلام: أخرج البخاري, والجوهري, وابن أبي شيبة, وابن حبان, والطبري,بإسنادهم عن عروة, قال البخاري: حدثنا عبدالله بن محمد, حدثنا هشام , أخبرنا معمر, عن الزهري, عن عروة, عن عائشة, أنّ فاطمة والعباس عليهما السلام أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم,وهما حينئذ يطلبان أرضيهما من فدك, وسهمهما من خيبر, فقال لهما أبو بكر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: لا نورث ما تركنا صدقة, إنما يأكل آل محمد من هذا المال, قال أبو بكر : والله لا أدع أمرا" رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصنعه فيه إلا صنعته, قال :فهجرته فاطمة عليها السلام, فلم تكلّمه حتى ماتت(1). قال عبد الله بن قدامة في المغني, وعبد الحمن بن قدامة في الشرح الكبير: فإن أبا بكر قال:لا أدع أمرا" رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصنعه فيه إلا صنعته,متفق عليه(2). أقول : مضافا" إلى رواية البخاري للحديث في صحيحه,وقول ابن قدامة أنه حديث متفق عليه, فنحن نشير إلى حال رجال سند الحديث تثبيتا" للحجة(3). الفهرس (1)صحيح البخاري ج 8 ص 3, القيفة وفدك الجوهري ص 108, المصنف لعبد الرزاق الصنعاني ج 5 ح 9774 ص 472, تلريخ المدينة ج 1 ص 196, الثقات لابن حبان ج 2 ص 164 ,تاريخ الطبري ج 2 ص 448. (2) المغني لعبد الله بن قدامه ج 7 ص 303, الشرح الكبير لعبد الرحمن بن قدامه ج 10 ص 497. (3)1-عبدالله بن محمد ,شيخ البخاري وأستاذه. ص 34 قال المزي: عبدالله بن محمد , المعروف بالمسندي ,روى عن هشام بن يوسف الصنعاني ,روى عنه البخاري.(تهذيب الكمال ج 16 رقم 3536 ص 59-60). وثقه أبو حاتم وغيره .وقال ابن سيار :هو من المعروفين من أهل العدالة والصدق, صاحب سنة وجماعة, عرف بالاتقان والضبط .وقال البخاري :قال لي الحسن بن شجاع :من أين يفوتك الحديث ,وقد وقعت على هذا الكنز,يعني المسندي.وقال الحاكم:هو إمام في الحديث في عصره بما وراء النهر بلا مدافعة ,وهو استاذ البخاري .وقال الخليلي ثقة متفق عليه .(الجرح والتعديل للرازي ج 5 رقم 745 ص 162,الثقات لابن حبان ج 8 ص 354 ,تهذيب الكمال ج 16 ص 61-62,تذكرة الحفاظ ج 2 رقم 507 ص 492 -493 ,سير أعلام النبلاء ج 10 رقم 238 ص 658 -660 ,تهذيب التهذيب ج 6 رقم 12 ص 9 ). 2-هشام بن يوسف. قال المزي :هشام بن يوسف الصنعاني ,روى عن معمر بن راشد ,روى عنه عبد الله بن محمد المسندي.(تهذيب الكمال ج 30 رقم 6592 ص 265 -266). وثقه يحيى بن معين ,وأبو حاتم ,والعجلي ,والحاكم ,وغيرهم .وقال عبد الرزاق :أنّ حدّثكم هشام بن يوسف فلا عليكم أن لا تكتبوا عن غيره.وقال أبو زرعه هشام أصح الناس كتاباً . وقال الخليلي ثقه متفق عليه .(معرفة الثقات ج 2 رقم 1911 ص 333 ,الجرح والتعديل للرازي ج 9 رقم 271 ص 70 ,تهذيب الكمال ج 30 ص 267 -269 ,تذكرة الحفاظ ج 1 رقم 331 ص 346 ,سير أعلام النبلاء ج 9 رقم 221 ص 580 ,تهذيب التهذيب ج 11 رقم 97 ص 51 ). ص 35 3- معمر بن راشد. قال المزي:معمر بن راشد ,روى عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري,روى عنه هشام ابن يوسف الصنعاني.(تهذيب الكمال ج28 رقم 6104 ص 303-306). وثقه يحيى بن معين , والعجلي,والنسائي,ويعقوب بن شيبة ,وغيرهم.وقال ابن جريج:عليكم بمعمر , فأنه لم يبقى في زمانه اغلم منه . وقال احمد بن حنبل : لست تضم معمرا ألى اح ألا وجدته فوقه . وقال يحيى بن معين : اثبت الناس في الزهر , مالك بن انس ومعمر . وقال ايضا : أذا حدثك معمر عن العراقيين فخالفه . ألا عن ابن طاووس والزهر , فأن حديثه عنهما مستقيم . وقال بن حبان نفي المشاهير : معمر بن راشد من الفقهاء المتقنين واالحفاظ المتورعين . وقال الذهبي : مع كون معمر ثقة ثبتا , فله اوهام , وحديث هشام وعبد الرزاق عنه اصح , لأنهم اخذوا عنه من كتبه . ( معرفة الثقاة ج 2 رقم 1766 ص 290 , الجرح والتعديل للرازي ج 8 رقم 1165 ص 255 - 257 , مشاهير علماء الأمصار رقم 1543 ص 305 , تهذيب الكمال ج 28 ص 307 – 311 , تذكرة الحفاظ ج 1 رقم 184 ص 190 – 191 , ميزان الأعتدال ج 4 رقم 8682 ص 154 , سير اعلام النبلاء ج 7 ص 5 – 15 , من له رواية نفي كتب الستة ج2 رقم 5567 ص 282 , تهذيب التهذيب ج 10 رقم 441 ص 218 – 220 ,تقريب التهذيب ج 2 ص 202). ص 36 4- الزهري . قال المزي : محمد بن مسلم الزهري , روى عن عروة بن الزبير , روى عنه معمر بن راشد .( تهذيب الكمال ج26 رقم 5606 ص 419 – 430 ) . وثقه محمد بن سعد , والعجل . وقال مالك : بقي ابن شهاب وماله في الدنيا نظير . وقال ابو مسعود احمد بن الفرات الرتازي : ليس فيهم اجود مسنداَ من الزهر . وقال مكحول : مابقي على ظهرها أحد اعلم بسنة ماضية من الزهري . وفال الليث بن سعد : مارأيت عالماَ قط اجمع من ابن شهاب,ولا اكثر علماً منه .وقال ايوب :ما رايت أحداص اعلم من الزهري زوقال أبو حاتم :الزهري أحب إلي من الأعمش, يحتج بحديثه,وأثبت أصحاب أنس الزهري.وقال النسائي :أحسن أسانيد تروى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أربعة ,منها:الزهري عن علي بن الحسين عليه السلام ,عن الحسين بن علي عليه السلام, عن علي بن أبي طالب عليهما السلام,عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووالزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ,عن ابن عباس ,عن عمر,عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم .(معرفة الثقات ج 2 رقم 1645 ص 253,الجرح والتعديل للرازي ج 8 رقم 318 ص 71-74, مشاهير علماء الأمصار رقم 444 ص 109,تهذيب الكمال ج 26 ص 431-443, تذكرة الحفاظ ج 1 رقم 97 ص 108 -113و ميزان الاعتدال ج 4 رقم 8171 ص 40 ,تهذيب التهذيب ج 9 رقم 734 ص 395- 399). ص 37 5-عروة بن الزبير ,روى عن خالته عائشة ,روى عنه محمد بن مسلم بن شهاب الزهري.(تهذيب الكمال ج 20 رقم 3905 ص 11-15). قال سفيان بن عيينة :كان اعلم الناس بحديث عائشة ثلاثة,القاسم بن محمد, وعروة بن الزبير, عمرة بنت عبد الرحمن. وقال أبو الزناد: قال كان فقهاء أهل المدينة أربعة, وعد منهم عروة بن الزبير. وقال محمد بن سعد: كان ثقةو كثير الحديث ,فقيهاً وعالماً,مأموناً, ثبتاً.وقال العجلي: تابعي ثقة,وكان رجلاً صالحاً. وقال ابن حبان في المشاهير: من فقهاء المدينة وأفاضل التابعين. وقال الذهبي: وكان عالماً بالسيرة, حافظاً, ثبتاً.(معرفة الثقات ج 2 رقم 1229 ص 133, الجرح والتعديل للرازي ج 6 رقم 2207 ص 395-396, مشاهير علماء الأمصار رقم 428 ص 105, تهذيب الكمال ج 20 ص 15-23,تذكرة الحفاظ ج 1 رقم 51 ص 62, من له رواية في كتب الستة ج 2 رقم 3775 ص 18, تهذيب التهذيب ج 7 رقم 352 ص 163-165). وأخرج البيهقي الحديث ايضاً ,وفيه: فغضبت فاطمة عليها السلام وهجرته فلم تكلمه حتى ماتت فدفنها عليً عليه السلام ليلاً, ولم يؤذن بها أبا بكر(1). وذكر البيهقي دفن عليً لفاطمة عليهما السلام ليلاً في أكثر من موضع,قال: والصحيح عن ابن شهاب الزهري,عن عروة ,عن عائشة في قصة الميراث, أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ستة أشهر, فلما توفيت دفنها عليّ بن أبي طالب عليه السلام ليلاً, ولم يؤذن بها أبا بكر, وصلى عليها عليّ عليه السلام(2). اقول: ما معنى أن لا يأذن عليّ عليه السلام بحضور أبي بكر جنازة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ,وأبو بكر كما زعموا خليفة أبيها صلى الله عليه وآله وسلم ؟! (1)السنن الكبرى للبيهقي ج 6 ص 300. (2)السنن الكبرى ج 4 ص 29 وج 3 ص 396. |
الحديث الثاني من احاديث اذية ابي بكر لفاطمة ع بنت رسول الله ص
ص 38
الحديث الثاني: أخرج البخاري,ومسلم, وابن حبان, والنميريووابن سعد,والطبراني بغسنادهم عن عروة بن الزبير, عن عائشة , أنها أخبرته:أنّ فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أرسلت إلى ابي بكر الصدّيق تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مما أفاء الله عليه بالمدينة ,وفدك ,وما بقي من خمس يبر, فقال أبو بكر: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: لا نورث ما تركنا صدقة,إنم يأكل آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم في هذا المال, وإني والله لا أغير شيئاً من صدقة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ,ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم,فأبى أبو بكر ان يدفع إلى فاطمة عليها السلام شيئاًوفوجدت فاطمة عليها السلام على أبي بكر في ذلك, قال: فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت,وعاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ستة أشهر,فلما توفيت دفنها زوجها عليّ بن أبي طالب عليه السلام ليلاً, ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها عليّ عليه السلام(1). الفهرس (1) صحيح البخاري ج 5 ص 82,,صحيح مسلم ج 5 ص 153-154,صحيح ابن حبان ج 11 ح 4823 ص 152 وج 14 ص 573,تاريخ المدينة ج 14823 ص 196,الطبقات الكبرى ج 2 ص315,مسند الشاميين للطبراني ج 4 ح 3097 ص 198, نصب الراية الأحاديث الهداية ج 2 ص 360. ص 39 اقول :وحديث دفن الزهراء عليها السلام ليلاً وعدم حضور أبي بكر جنازتها والصلاة عليها,حديث ثابت عند أبناء العامة لا مرية فيهز قل النميري في تاريخ المدينة ,والشامي في سبل الهدى والرشاد: وقد ثبت أن أبا بكر لم يعلم بوفاة فاطمة عليها السلام ,لما في الصحيح أن علياً عليه السلام دفنها ليلاً(1). وقال ابن حجر في التلخيص :وقد ثبت ان أبا بكر لم يعلم بوفاة فاطمة عليها السلام لما في الصحيح من حديث عائشة أن عليا عليه السلام دفنها ليلاً. |
تحليل بسيط في هجران فاطمة عليها السلام لابي بكر:
تحليل بسيط في هجران فاطمة عليها السلام لابي بكر: كإن هجران الزهراء عليها السلام لأبي بكر وعدم تكليمها إياه حتى ماتت هو تعبير عن غضبها بحيث لا يعدله أي غضب, وإنّ دفنها ليلاً لهو من آيات بلوغ الأذية التي حصلت لها إلى حد قضى بأن يمنع أبا بكر حضور جنازتها وفأي اذية أدخلها ابو بكر على الزهراء عليها السلام حتى هجرته اولاً ,ولم تكلمه ثانياً,وأن تدفن ليلاً ولا يحضر أبو بكر جنازتها؟!! ثم أقول :اين منزلة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قلوب أصحابه ,وفي قلوب تلك الأمة الغابرة؟! وما معنى أن تدفن بضعته في الليل ,ولما يمضي على وفاة رسول الله صلى الله عليه وىله وسلم إلا مدة قصيرة؟1 وما لنا نرى في كل الأمصار والأعصار تعظيم الناس لمن ينتسب لقدوتهم وعظيمهم, ولم نر ذلك البتة من جلّ صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله ووسلم ,لا أقل من السلطة الحاكمة وقتئذ, وهم الذين يدعون ما يدعونه من المودة والاتباع لنبيهم صلى الله عليه وآله وسلم! ثم أين هم عن قوله تعالى*<قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودّة في القربى>*؟! بلى,كان منهم أن امتثلوا أمر ربهم,فأسرعوا إلى غصب حق بنت نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم ,وما اكتفوا بذلك حتى هموا بإحراق البيت, وهي في البيت. ولا ضرورة تدعو إلى التأكيد على أننا نحاكم القوم بما أثبتوه هم أنفسهم بلا منازع,وإلا فما حققه محققوا أبناء الفرقة الناجية,من أن الظلم الذي جرى على السيدة الزهراء أعظم وأعظم, فإن القوم كسروا ضلعها, وقتلوا جنينها, وما اكتفوا. ومهما يكن: فتفصيل الكلام في هجرانها لبي بكر أن يقال :إن الملفت هو ان هجران المسلم زيادة على ثلاثة أيام محرم,والسيدة الزهراء عليها السلام لا تجهل بذلك. الفهرس (1)سورة الشوري الآية 23. |
الأحاديث الدالة على حرمة هجر المسلم:
ص 40
الأحاديث الدالة على حرمة هجر المسلم: اخرج الحميدي,وعبد الرزاق , والبخاري, ومسلم,واحمد بن حنبل ,وابو داود الأشعث, والترمذي –قائلاً:هذا حديث حسن صحيح, وأبو يعلى , والبيهقي وغيرهم,بإسنادهم عن أنس بن مالك ,أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:ولا يحل لمسلم ان يهجر أخاه فوق ثلاثة ايام(1). (1)مسند عبدالله بن الزبير الحميدي ج 2 ص 500,المصنف لعبد الرزاق الصنعاني ج 11 ح 20222 ص 167,صحيح البخاري ج 7 ص 88 ,الأدب المفرد للبخاري ح 398 ص 92,صحيح مسلم ج8 ص 8,مسند أحمد بن حنبل ج 3 ص 199,سنن أبي داود الأشعث السجستاني ج 2 ح 4910 ص 458,سنن الترمذي ج 3 ح2000 ص 221,مسند أبي يعلى ج 6 ح 3550 ص 252,السنن الكبرى للبيهقي ج 7 ص 303,تاريخ بغداد ج 4 رقم 1725 ص 81 صحيح ابن حبان ج 12 ص 476,الثقات لابن حبان ج9 ص 292. الحديث الثاني: اخرج البخاري,ومسلم,وأبو داود الأشعث ,والترمذي قائلاّ:هذا حديث حسن صحيح,وغيرهم بإسنادهم عن أبي أيوب ,عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث(1). قال النووي بعد أن أورد الحديث:متفق عليه(2). احديث الثالث: أخرج عبد الرزاق ,وأحمد بن حنبل,وابن حميد,والطبراني بإسنادهم عن سعد بن أبي وقاص قال:قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :قالمؤمن كفر,وسبابه فسوق,ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام (3).قال الهيثمي:رواه أحمد,وأبو يعلى ,والبراز,والطبراني,ورجال أحمد رجال الصحيح(4). الفهرس (1)صحيح البخاري ج 7 ص 91 و128,والأدب المفرد للبخاري ح 406 ص 93 وح 985 ص 212, صحيح مسلم ج 8 ص 9 سنن أبي داود الأشعث ج 2 ح 4911 ص 458, سنن الترمذي ج 3 ح 1997 ص 219, السنن الكبرى للبيهقي ج 10 ص 63 مسند عبدالله بن الزبير الحميدي ج 1 ح 377 ص 186, صحيح ابن حبان ج 12 ص 484 المعجم الكبير للطبراني ج 4 ص 145. (2)رياض الصالحين ليحيى بن شرف النووي ح 1592 ص 629. (3)مسند أحمد بن حنبل ج 1 ص 176,المعجم الكبير للطبراني ج 1 ح 324 ص 145, منتخب مسند عبد بن حميد ح 138 ص 76, المصنف لعبد الرزاق الصنعاني ج 11 ح 20224 ص 168. (4)مجمع الزوائد ج 8 ص 66. ص 41 اقول : وورد الكثير من هذا المعنى ,ولا ضرورة لنقله,فغن فيما نقلناه كفاية. |
تساؤلات تفرض نفسها:
تساؤلات تفرض نفسها: فكيف وقع من سيدة نساء العالمين ,من الطاهرة المطهّرة من الرجس ,هجرانها لأبي بكر حتى ماتت؟! أو لم يلفت ذلك انتباه البخاري ومسلم وأئمة أبناء العامة؟! فأي ظلم جرّعها أبو بكر,وأية أذية أدخلها عليها,حتى بقيت ستة أشهر _كما أثبتوا ذلك _هاجرة له ,ولم تكلمه حتى ماتت؟! وهل كانت ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جاهلة بحق خليفة المسلمين, أو جاهلة بحرمة هجران المسلم! او أنه لم يكن له من حق ,وكان هو الظالم ,فاقتضى الحال ان تهجره ولا تكلمه استنكاراً منها لما أقدم عليه,فأعلنت عدم رضاها عنه بما لا يحتمل معه التأويل. أعلنت الزهراء عليها السلام ذلك,وبقيت بحسب دعواهم ستة أشهر هاجرة لخليفة المسلمين ,وهي بضعة نبيهم المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ؟ فاين كان يا ترى امير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام؟! اين كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟! اين كان العارفون بفضل الزهراء عليها السلام؟! وكيف يرضى المسلمون أن تبقى ابنة نبيهم ,وبضعته غاضبة على خليفتهم, حتى أنها دفنت ليلاً ولم يحضر ابو بكر جنازتها؟! ص 42 وكيف رضي ابو بكر بان تفارق حبيبة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم دار الدنيا وهي ساخطة غاضبة عليه ,وهو الذي يعلم جيداً أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يغضب لغضب فاطمة عليها السلام؟! او لا يغفر عند الزهراء عليها السلام لأبي بكر الصدّيق أنه كان من أصحاب أبيها صلى الله عليه وآله وسلم؟! فلو أن الظلم الذي وقع على الزهراء عليه السلام قد وقع من أبي بكر جهلاً منه, فإن الجهل عذر عند جميع العقلاء . ولو ان أبا بكر كان له أدنى منزلة من أبيها صلى الله عليه وآله وسلم, فإنه يغتفر معه ذنبه ,كرامة لحبيبها أبيها صلى الله عليه وآله وسلم؟! ولماذا لم ينبهها المسلمون على ما بقيت مصرّة عليه لمدة ستة اشهر بحسب ما أثبتوه في صحاحهم؟! وكيف لم يسكن غضبها في مدة يسكن فيها غضب مظلوم قتلوا أباه وأهله؟! إننا لا نتكلم عن امرأة عادية,إنها السيدة التي أذهب الله تعالى عنها الرجس, وطهرها تطهيراً. إنها سيدة نساء أهل الجنة . إنها السيدة التي يرضى الله تعالى لرضاها,ويغضب لغضبها . إنها المطهرة عن الباطل ,وهجران المسلم لأمر شخصي لا شبهة أنه من الشيء الباطل. فهل كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جاهلاً والعياذ بالله تعالى بابنته,فأعطى جزافاً الحكم بأنه هو وربه تعالى يغضبان لغضب فاطمة ,ويرضيان لرضاها! ما الذي منع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن تقييد حكمه وتخصيصه, وهو المعصوم الحكيم؟ ثم إنني سمعت الله تعالى يقول في محكم كتابه *<إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتّقوا الله لعلكم ترحمون>*(1). الفهرس (1)سورة الحجرات الآية 10. ص 43 فهل أن سيدة نساء العالمين, بنت الرسالة, كانت غافلة عن هذه الآية؟! ولماذا لم يذكرها بها بعلها أمير المؤمنين عليه السلام,أو تراه كان جاهلاً هو أيضاً بكتاب الله تعالى؟! ومن أولى بلزوم التقوى من سيدة نساء أهل الجنة عليها السلام ,ومن أمير المؤمنين عليه السلام؟! واين كان أعيان الصحابة,ووجوه المسلميو عن الإصلاح بين بنت نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم, وبين خليفته كما زعم الزاعمون؟ ولو كانت الزهراء عليها السلام جاحدة لأمر ربها, فكيف استحقت أن تكون سيدة نساء أهل الجنة؟ وفي الجنة السيدات الفاضلات ,والمؤمنات القانتات,والمطهّرات الصالحات! وكيف تستحق فاطمة عليها السلام منزلة سيدة نساء العالمين, وهي الكارهة القالية لخليفة المسلمين؟! اليس من الجائز لي أن أشكك في ما أودعه علماؤكم في كتبهم من الناقب والفضائل لمثل أبي بكر؟! بالله تعالى عليك,كيف يكون الظالم المتعمد والمظلوم من أهل الجنة؟! بالله عليك كيف يكون من يغضب الله تعالى لغضبه في الجنة,ويكون المغضوب عليه في الجنة أيضاً؟! |
تساؤلات أخرى تنتظر الإجابة المنصفة, وهيهات:
ص 44
تساؤلات أخرى تنتظر الإجابة المنصفة, وهيهات: وعدم تدخلهم ,إما أن يكون لعجزهم عن إقناع الزهراء عليها السلام, أو لأن أبا بكر كان مصرّاً على ضلمه, لا أراك تقول: كان أبو بكر مصراً لكونه جاهلاً. فإن الجهل يرفعه كلام الصحابة, وفيهم من أعيانهم الكثيرون . وكيف كان أعيان الصحابة عاجزين عن توضيح الحق للزهراء عليها السلام, وهي العالمة التقية الورعة؟! وكيف يكون مولى المتقين أمير المؤمنين باب مدينة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم عاجزاً عن توضيح الحق وبيانه للسيدة الزهراء عليها السلام, وهي المعصومة الطاهرة البتول؟! وإذا كان علي عليه السلام لم يتدخل وكذا الحال في أعيان الصحابة ,فهذا يعني أن عدم تدخّلهم كان لظلم وقع من أبي بكر امتنع عن الرجوع عنه, والاستغفار منه, ولا يوجد احتمال آخر. سألنا كثيراً, لماذا بقيت الزهراء عليها السلام مصرة على إعلان سخطها وعدم رضاها عن أبي بكر, وهي التي تعلم جيداً أن هجران المسلم فوق ثلاثة أيام محرم؟ ص 45 وهذه عائشة التي غضبت على عبدالله بن الزبير وجدت ما يطيب خاطرها ,ويسكن غضبها على ابن أخيها,فقد اخرج عبد الرزاق, والبخاري, والبيهقي, وغيرهم بإسنادهم عن الزهري,قال: حدثني عوف بن مالك بن الطفيل هو ابن الحرث وهو ابن أخي عائشة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأمها, أن عائشة حدّثت : أن عبد الله بن الزبير قال في بيع أو عطاء أعطته عائشة ,والله لتنتهين عائشة أو لأحجّرن عليها, فقالت: أهو قال هذا؟ قالوا: نعم, قالت: هو لله علي نذر أن لا أكلم ابن الزبير , فاستشفع ابن الزبير إليها حين طالت الهجرة ,فقالت: لا والله لا أشفع فيه أبداً, ولا أتحنث إلى نذري ,فلما طال ذلك على ابن الزبير كلّم المسور ابن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث وهما من بني زهرة,وقال لهما: أنشد كما بالله لما أدخلتماني على عائشة ,فإنها لا يحل لها أن تنذر قطيعتي, فأقبل به المسور وعبد الرحمن مشتملين بأرديتهما حتى استأذنا على عائشة ,فقالا السلام عليك ورحمة الله وبركاته, أندخل ,قالت: عائشة ادخلوا, قالوا: كلنا , قالت: نعم ادخلوا كلكم, ولا تعلم أنّ معهما ابن الزبير, فلما دخلوا دخل ابن الزبير الحجاب فاعتنق عائشة, وطفق يناشدها ويبكي وطفق المسور وعبد الرحمن يناشدانها إلا ما كلمته وقبلت منه, ويقولان إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عما قد علمت من الهجرة, فإنه لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة ليال, فلما أكثروا على عائشة من التذكرة والتحريج طفقت تذكرهما وتبكي, وتقول: إني نذرت والنذر شديد , فلم يزالا بها حتى كلمت ابن الزبير واعتقت في نذرها ذلك اربعين رقبة, وكانت تذكر نذرها بعد ذلك فتبكي حتى تبل دموعها خمارها(1). ونحن ننقل هذا الخبر من دون تعليق, ولكن من حقنا أن نسأل أين كانت دموع عائشة وتقواها عندما خرجت على إمام المسلمين علي بن أبي طالب عليه السلام على الجمل في حرب الجمل,وهي ونساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أمرهن الله تعالى بالخصوص قائلاً لهن:*<وقرن في بيوتكنّ ولا تبرّجن تبرّج الجاهليّة الأولى>*(2). (1)المصنف لعبد الرزاق الصنعاني ج 8 ح 15851 ص 444-445,صحيح البخاري ج 7 ص 90,الأدب المفرد للبخاري ح 397 ص 91,السنن الكبرى للبيهقي ج 6 ص 61-62,المعجم الكبير للطبراني ج 20 ص 21 ,صحيح ابن حبان ج 12 ح 5660 ص 478,الدر المنثور ج 1 ص 350. (2)الأحزاب الآية 33. |
ما يريب العاقل:
ما يريب العاقل: فيا ترى,كيف لم يجد أبو بكر من يرضي عنه الزهراء عليها السلام,وهو يعلم بأنّ سخطها المولى ,وبأن أذيتها تعني أذية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟! فهل أنه كان يعنيه غضب الزهراء عليها السلام ,فلماذا لم يحاول جاهداً على أن يكتسب رضاها ؟! لا أراك تقول: إن الزهراء ما كانت لترضى حتى يبدّل أبو بكر سنة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم. لأنك تعلم,أن الزهراء عليها السلام وهي الطاهرة المطهرة ,لا يمكن أن تغضب من أبي بكر لحرصه على الحق,وعلى إحياء سنة أبيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وأنت تعلم جيداً, أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: من أغضب فاطمة فقد أغضبني ,فهل أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يغضب لغضب فاطمة على أبي بكر الحريص على إحياء سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟! ما هذا الهذيان والإفتراء على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم! وكيف يحتمل بحق الزهراء عليها السلام وهي سيدة نساء العالمين وسيدة أهل الجنة, أن تهجر مسلماً لولا أنه قد بالغ في ظلمها وظلم بعلها وأبيها؟ ثم ما هو ذاك الشيء الذي حرصت فاطمة عليها السلام على تبديل سنة رسول الله أبيها صلى الله عليه وآله وسلم فيه؟ فإن قضية إرثها من أبيها, قد أشبع علماؤنا الكلام في ذلك, وقطعوا عذر كل معتذر. وهل كان الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم اول نبي للمولى تعالى؟! ص 47 فلو أن ما ادعى أبو بكر سماعه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان صحيحاً,وأن معاشر الأنبياء لا يورثون,للزم أن يكون من الأمر البديهي,فإن الأنبياء يزيدون على مأة وعشرين ألف, والأمر المشترك فيما بينهم لا يمكن أن يخفى ,بل يلزم أن يكون من الأمر الواضح ,فكيف خفي على ربيبة النبوة, وبنت الرسالة, وعلى بعلها عليّ عليه السلام وعلى سائر الصحابة؟!! ثانياًك ما هي المناسبة حتى يخص الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أبا بكر بحديث إنا معاشر الأنبياء لا نورث ,أو ليس الأولى برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يحدّث بذلك وريثته, حتى لا تكون فتنة في الأرض وفساد؟ ثم أين كان باب مدينة المصطفى عن هذا الحديث,وأين كان أعيان أصحابه, والمفروض أن مضمون الحديث الذي رواه أبو بكر مخالف لكتاب الله تعالى؟فإن في كتاب الله تعالى أنالبنت ترث أباها, وأن الأولاد يرثون آباءهم ,من دون تفصيل بين الأنبياء وبين غيرهم. فلو أن للحديث أصلاً للزم أن يرويه جمع الصحابة ,وأن يتعرف عليه من هم محل للابتلاء به, وهي السيدة الزهراء عليها السلام . وكيف لا يطلع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بضعته بأمر لا يخص سواها وسوى أزواجه,وفي المقابل يطلع أبا بكر عليه وهو الأجنبي عن مورد الحديث بكل ما للكلمة من معنى؟! ثم كيف لا تصدّق السيدة الزهراء أبا بكر الصدّيق في روايته لما رواه,ألأن حديثه كان افتراءً منه وكذباً؟ ولماذا لم يمنعها إيمانها وورعها وجلالتها عن التمادي في تكذيب أبي بكر,وبقيت مصرة على ذلك ,فهجرته إلى أن ماتت؟ وكيف تزعمون أن سيدة نساء العالمين أبت أن ترضى على أبي بكر,وهو الذي لم يصدر منه إلا الحق؟ ص 48 وإن تعجب,فإنني لأعجب من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد قال في بضعته الزهراء أنها سيدة نساء العالمين,وأنها سيدة نساء أهل الجنة,وهي التي عادت أبا بكر الصدّيق لشيء من حطام الدنيا لا حقّ لها فيه كما يدعون ,وفي المقابل لم نجد من أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك,مع أنهن يرثنه صلى الله عليه وىله وسلم. بل إنهن على ما زعمه أبناء العامة صدقن بمقالة عائشة. فقد أخرج أحمد بن حنبل, والبخاري, ومسلم وغيرهم بإسنادهم عن عائشة ,أن أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين توفى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أردن أن يرسلن عثمان إلى أبي بكر يسألنه ميراثهن من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم,فقالت لهن عائشة :أو ليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا نورث ما تركناه فهو صدفة(1). الفهرس (1)مسند أحمد بن حنبل ج 6 ص 262,صحيح البخاري ج 8 ص 4,صحيح مسلم ج 5 ص 153,صحيح مسلم ج 5 ص 153 ,سنن أبي داود الأشعث السجستاني ج 2 ح 2976 ص 25,السنن الكبرى للبيهقي ج 6 ص 301 ,السنن الكبرى للنسائي ج 4 ح 6311 ص 66. ص 49 أقول:إذا كان حديث إنا معاشر النبياء لا نورث حديثاً صحيحاً وارداً عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ,فكيف جهلت به نساؤه! ثانياً: لماذا يبعثن عثمان إلى أبي بكر, فإن عثمان لو كان سمع بالحديث المكذوب لأسمعهن إياه ,ولقاله لهن. ثالثاً: غن عائشة لم تقول لهن:سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ,أو :ألا تذكرن حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ,أو:أما سمعتم رسول الله يقول,وإنما قالت لهن ألم تعلمن أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال,وهذا منها إشارة إلى ما رواه أبوها. وقد نبّه الشيطان النميري والطبراني غلى هذا ,فحرّفا الحديث,إذ اخرجاه بإسنادهم عن عائشة,وفيه:قالت عائشة:فكنت أنا التي رددتهن عن ذلك أرسلت إليهن,لا تفعلن ! أما سمعتن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لا نورث ما تركناه صدقة فرجعن. وفي موضع آخر :الا تتقين الله ,ألم تسمعن رسول الله صلى الله عليه وىله وسلم:يقول إنا لا نورث ما تركناه صدقة إنما يأكل آل محمد من ماله الله (1). (1)تاريخ المدينة ج 1 ص 205,المعجم الأوسط للطبراني ج 4 ص 104 وج 8 ص 341. ص 50 وما الذي انساهن حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم المختص مورده بفاطمة وبهن دون بقية الناس! ثم كيف اجتمع أمرهن على نسيان حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ,وهن دون سواهن محل ابتلائه,وذكرته عائشة وحدها؟! وكان ابن كثير كان في تلك الواقعة حاضراً فادعى بأن:الظاهر أنّ بقية أمهات المؤمنين وافقنها على ما وردت (لهن عائشة), وتذكرن ما قالت لهن من ذلك,فغن عبارتها تؤذن بأن هذا أمر مقرر عندهن(1). مع أن ابن أبي الحديد قال: إن المشهور أنه لم يرو حديث انتفاء الإرث إلا أبو بكر وحده(2). الفهرس (1)البداية والنهاية لابن كثير ج 5 ص 306,السيرة النبوية لابن كثير ج 4 ص 566-567. (2)شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 16 ص 220. ص 51 فعائشة تدعي أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لأزواجه إنا معاشر الأنبياء لا نورث ,وقد صدقنها ,وعليه فلم تبق إلا الزهراء وحدها هي التي لم يرد أبوها صلى الله عليه وآله وسلم أن يعلمها ويطلعها على حديث الإرث! اقول: لم لم يعلمها؟أحرصاً على دينها, أو امتحاناً لها,وهي المعصومة الطاهرة؟! ثم ما بال أبي بكر ترك الاستشهاد بما سمعنه نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم! وكيف خفي عليه النتصار لنفسه بما سمعنه,فإن في ذلك إقامة للحجة على سيدة نساء العالمين؟!! والعجب أن نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهن كما صرحت عائشة اللاتي طمعن بالإرث زوراً حيث دعتهن إلى تقوى الله تعالى والعمل بما سمعنه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ما تقدم عن النميري والطبراني ,يسلمن لما ادعته لهن, وفي المقابل بقيت الزهراء عليها السلام مكذّبه لأبي بكر ,وبحسب ما يزعمون مدة ستة أشهر! فهل أنهن أتقى ,وأروع ,وأزهد , وأعلم ,وأحرص على الحق من فاطمة عليها السلام؟ أو أنهن حملهن ورععهن وزهدهن وإعراضهن عن الدنيا على التصديق بما زعمه أبو بكر ,بينما حمل طمع وجشع فاطمة على تكذيبه وهي السيدة الجليلة ,وهي الطاهرة المطهرة بنص كتاب الله تعالى ,وهي سيدتهن وسيدة جميع الفضليات من النساء بنص وتصريح أبيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم!! ولا يكاد ينقضي تعجبي من عائشة التي وقفت تعظ أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما أردن أن يرسلن عثمان يطالبن بإرثهن ,مدعية أن ما ,راء أبوها حق. وإذا كان فعلاً كذلك ,فكيف تدعي بأن البيت الذي تسكنه وقد دفن فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو بيتها؟! ص 52 فقد أخرج الحاكم بإسناده عن قيس بن أبي حازم ,قال:قالت عائشة وكانت تحدّث نفسها أن تدفن في بيتها مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبي بكر,فقالت :إني أحدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حدثاً,أدفنونيى مع أزواجه,فدفنت بالبقيع .قال الحاكم:هذا حديث صحيح على شرط الشيخين (1). أقول :إذا كان ما زعمه أبوها هو مما سمعه حقاً من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم,إذا احتجاجها هي نفسها على نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم حقاً,فبالله عليك كيف صح أن يكون بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيتها ؟! فإن ترث فإنّ الحسين والعقيلة زينب عليها السلام يرثان من أمهما فاطمة عليها السلام أضعاف ما ترثه عائشة, وكيف يجوز لها أن تحدّث نفسها في أن تدفن في بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم,والمفروض أنّ ما تركه الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لا ينتقل إلى أحد من ورثته,ولو أنه كان ينتقل فإنه لا يجوز لعائشة أن تدفن فيه, فإنّ لغيرها في بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أضعاف ما لها! الفهرس (1)المستدرك على الصحيحين ج 4 ص 6,سير أعلام النبلاء ج 2 ص 193. |
ماذا وقع على فاطمة الزهراء عليها السلام من الظلم؟
ماذا وقع على فاطمة الزهراء عليها السلام من الظلم؟ ثم أن الغضب ليسكن ,وإن الجرح ليبرء ,وإن الأذية لتزول, فكيف لم يسكن غضب الزهراء ,ولماذا لم يبرأ جرحها؟ بل إن مصيبة الزهراء عليها بأبيها صلى الله عليه وآله وسلم لهي أعظم مصيبة, فكيف غدت تطالب بإرثها ناسية مصابها بأبيها ,وفقدها إياه؟ لكنما الأمر أعمق وأعظم مما صوّره لنا التاريخ الظالم الفاجر. ومهما يكن,فأنتم يا معشر أبناء العامة قد رويتم وثبت عندكم أن الله تعالى يغضب لغضب فاطمة عليها السلام, وأنتم الذين رويتم وثبت في صحاحكم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يغضب ويتأذى لأذية بضعته ,وانتم الذين رويتم أن فاطمة عليها السلام فارقت الدنيا وهي هاجرة لأبي بكر الصدّيق ,غاضبة عليه. وأنتم فيما رويتموه وأثبتموه لستم متهمين فيه البتة,وكيف تتهمون أنفسكم بما أجمعتم على صحته ,وقد تقدم أن دلالة ما أثبتموه في كتبكم غير قابل للتأويل,ومع ذلك نراكم تتأوّلون الأحاديث الصحيحة تأويلاً يلزم عنه تكذيب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ,فاتقوا الله تعالى وارجعوا إلى أنفسكم إن كنتم تعقلون. نعم,نحن أبناء الفرقة الناجية قد ثبت من طرقنا ما هو أعظم وأفظع في حق أبي بكر الصدّيق ,ولكننا التزمنا على أن لا نورد من طرقنا شيئاً ,إقامة للحجة عليكم ,ومن فيك أدينك. |
جواب أئمة أبناء العامة على سؤالنا عن هجر الزهراء ع لابي بكر والرد عليهم
جواب أئمة أبناء العامة على سؤالنا عن هجر الزهراء عليها السلام لأبي بكر: سألنا كيف أصرت الزهراء عليها السلام على هجران أبي بكر؟ الفهرس (1)شرح مسلم للنووي ج 13 ص 106 ,الديباج على مسلم لجلال الدين السيوطي ج 5 ص 21-22,فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي ج 1 ص 678. ص 55 وأجاب المناوي :ومذهب الشافعي أنّ هجر المسلم فوق ثلاث حرام إلا لمصلحة كإصلاح دين الهاجر,أو المهجور ,أو لنحو فسقه,أو بدعته, ومن المصلحة ما جاء من هجر بعض السلف لبعض فقد هجر سعد بن أبي وقاص عمار بن ياسر ,وعثمان عبد الرحمن بن عوف,وطاووس ووهب بن منبه والحسن وابن سيرين إلى أن ماتوا ,وهجر ابن المسيب أباه وكان زياتاً, فلم يكلمه إلى أن مات,وكان الثوري يتعلم من ابن أبي ليلى ثم هجره ,فمات ابن أبي ليلى فلم يشهد جنازته,وهجر أحمد بن حنبل عمه وأولاده لقبولهم جائزة السلطان, وأخرج البيهقي أن معاوية باع سقاية من نقد بأكثر من وزنها ,فقال له أبو الدرداء: نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عنه فقال معاوية :لا أرى به بأساً,فقال:أخبرك عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتخبرني عن رأيك لا أساكنك بأرض أننت فيها أبداً(1). ٍٍٍٍٍٍٍوقال المناوي أيضاً:قال ابن الأثير :يريد الهجر ضد الوصل,يعني فيما يكون بين المسلمين من عتب وموجدة أو تقصير يقع في حقوق العشرة والصحبة,لا ما كان منه في جانب الدين كهجر أهل الأهواء والبدع,فإنه مطلوب أبداً(2). الفهرس (1)فيض القدير شرح الجامع الصغير ج 6 ص 304. (2)فيض القدير شرح الجامع الصغير ج 6 رقم 9928 ص 568. ص 56 أقول: وما كانت سيدة نساء العالمين,ربيبة النبوة والولاية,غافلة عن حرمة هجر المسلم ,ولقد أحسن أبوها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تأديبها وتعليمها. وأخيراً ,فقد ذكر ابن قتيبة في كتابه الإمامة والسياسة تحت عنوان((كيف بيعة علي بن أبي طالب عليه السلام )), كلاماً لا يقبل التأويل. قال:وإنّ أبا بكر تفقد قوماً تخلفوا عن بيعته عند عليّ عليه السلام, فبعث إليهم عمر,فجاء فناداهم وهم في دار عليّ عليه السلام, فأبوا أن يخرجوا فدعا بالحطب,وقال:والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها,فقيل له: يا ابا حفص ,إنّ فيها فاطمة؟ فقال:وإن ,فخرجوا فبايعوا إلا علياً عليه السلام,فإنه زعم أنه قال :حلفت أن لا أخرج ولا أضع ثوبي على عاتقي حتى أجمع القرآن,فوقفت فاطمة عليها السلام على بابها ,فقالت: لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم, تركتم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جنازة بين أيدينا, وقطعتم أمركم بينكم,لم تستأمرونا, ولم تردوا لنا حقاً. فأتى عمر أبا بكر ,فقال له: ألا تأخذ هذا التخلّف عنك بالبيعة؟ فقال أبو بكر لقنفذ وهو مولى له: اذهب فادع لي علياً عليه السلام,قال فذهب إلى عليّ عليه السلام,فقال له: ما حاجتك ؟فقال :يدعوك خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ,فقال عليّ عليه السلام: لسريع ما كذبتم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ,فرجع فأبلغ الرسالة ,قال:فبكى أبو بكر طويلاً, فقال عمر الثانية:لا تهمل هذا المتخلف عنك بالبيعة ,فقال أبو بكر لقنفذ: عد إليه ,فقل له :خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعوك سبحان الله؟ لقد ادعى ما ليس له,فرجع قنفذ ,فأبلغ الرسالة,فبكى أبو بكر طويلاً,ثم قام عمر, فمشى معه جماعة,حتى أتوا باب فاطمة,فدقوا الباب, فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها: يا أبت يا رسول الله,ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة,فلما سمع القوم صوتها وبكاءها ,انصرفوا باكين,وكادت قلوبهم تنصدع,وأكبادهم تنفطر, وبقي عمر ومعه قوم,فأخرجوا علياً, فمضوا به إلى أبي بكر,فقالوا له:بايع, فقال:إن أنا لم أفعل فمه؟قالوا :إذا والله الذي لا إله إلا هو نضرب عنقك,فقال عليه السلام:إذا تقتلون عبد الله وأخا رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ,قال عمر:أما عبد الله فنعم ,وأما أخو رسوله فلا,وأبو بكر ساكت لا يتكلم ,فقال له عمر :ألا تأمر فيه بأمرك ؟فقال :لا أكرهه على شيء ما كانت فاطمة إلى جنبه, ص 57 فلحق عليّ عليه السلام بقبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصيح ويبكي,وينادي:يا بن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني,فقال عمر لأبي بكر:انطلق بنا إلى فاطمة,فإنا قد أغضبناها,فانطلقا جميعاً,فاستأذنا على فاطمة,فلم تأذن لهما ,فأتيا علياً فكلماه,فأدخلهما عليها ,فلما قعدا عندها,حوّلت وجهها إلى الحائط,فسلما عليها,فلم ترد عليهما السلام,فتكلم أبو بكر فقال:يا حبيبة رسول الله !والله إن قرابة رسول الله أحب إلي من قرابتي,وإنك لأحب إلي من عائشة ابنتي,ولوددت يوم مات أبوك أني مت,ولا أبقى بعده,أفتراني أعرفك وأعرف فضلك وشرفك وأمنعك حقك وميراثك من رسول الله ,إلا أني سمعت أباك رسول الله يقول: ((لا نورث ,ما تركنا فهو صدقة)),فقالت :أرأيتكما إن حدثتكما حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تعرفانه وتفعلان به؟ قالا:نعمر.فقالت:نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:رضا فاطمة من رضاي ,وسخط فاطمة من سخطي ,فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني ,ومن أرضي فاطمة فقد أرضاني, ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني ؟قالا:نعم سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم,قالت :فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني,ولئن لقيت النبي لأشكونّكما إليه,فقال أبو بكر:أنا عائذ بالله تعالى من سخطه وسخطك يا فاطمة ,ثم انتخب أبو بكر يبكي,حتى كادت نفسه أن تزهق,وهي تقول:والله لأدعون الله عليك في كل صلاة أصليها,ثم خرج باكياً فاجتمع إليه الناس,فقال لهم: يبيت كل رجل منكم معانقاً حليلته, مسروراً بأهله ,وتركتموني وما أنا فيه ,لا حاجة لي في بيعتكم,أقيلوني بيعتي. قالوا :يا خليفة رسول الله ,إن هذا الأمر لا يستقيم ,وأنت أعلمنا بذلك ,إنه إن كان هذا لم يقم لله دين,فقال:والله لو لا ذلك وما أخافه من رخاوة هذه العروة ما بت ليلة ولي في عنق مسلم بيعة,بعدما سمعت ورأيت من فاطمة .قال:فلم يبايع عليّ عليه السلام حتى ماتت فاطمة عليها السلام(1). الفهرس (1)الإمامة والسياسة ج 1 ص 19. ص 58 أقول : قال الخطيب البغدادي في ترجمة عبد الله بن مسلم بن قتيبة:وكان ثقة,ديناً,فاضلاً,وهو صاحب التصانيف المشهورة. وقال الذهبي وابن حجر:صدوق ,قليل الرواية .وقال مسلمة بن قاسم كان صدوقاً من أهل السنة.وقال ابن حزم:كان ثقة في دينه وعلمه .وقال ابن النديم كان صادقاً فيما يرويه .وقال السلفي:كان ابن قتيبة من الثقات وأهل السنة,ولكن الحاكم بضده من اجل المذهب (1). أقول :وكان ابن قتيبة من المنحرفين عن عليّ عليه السلام والناصبي العداء لأهل البيت عليهم السلام. قال الدارقطني:كان ابن قتيبة منحرفاً عن العترة(2). وقال ابن أبي الحديد: وابن قتيبة غير متّهم في حق عليّ عليه السلام,على المشهور من انحرافه عنه(3). وقال ابن حجر معقباً على كلام السلفي:قلت:والذي يظهر لي أن مراد السلفي بالمذهب النصب,فان في ابن قتيبة انحرافاً عن أهل البيت عليهم السلام (4). الفهرس (1)تاريخ بغداد ج 10 رقم 5309 ص 168,ميزان الاعتدال ج 2 رقم 4601 ص 503,لسان الميزان ج 3 رقم 1449 ص 357-358,فهرست ابن النديم ص 85. (2)لسان الميزان ج 3 ص 358-359. (3)شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 19 ص 218. (4)لسان الميزان ج 3 ص 358-359. ص 59 أقول :وكيف يكون المنحرف عن أمير المؤمنين عليه السلام صدوقاً ,ثقة في دينه؟!! ألا جزى الله تعالى شر الجزاء ابن حزم والخطيب البغدادي, اللذّين ادعيا أن الناصبي ابن قتيبة كان ثقة في دينه. ثم قال :انظروا إلى ذاك الذي ذكرتم أنتم عنه,وقد أراد إحراق بيت فاطمة عليها السلام ,فقيل له:إنّ في البيت فاطمة ,فأجاب:وإن. فهل هذا له من تأويل عندكم ؟!! بلى ,إن الشيطان الرجيم ليوحي إلى أوليائه زخرف القول غروراً. يا أمة الإسلام ,فكيف يكون أبو بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟! وكيف يكون أبو بكر أمينه على كتاب ربه وسنته,وهو الذي جرّع بضعته ما جرّعها ,حتى قضت –بأبي هي وأمي ونفسي وأهلي – مظلومة شهيدة ,هاجرة له ,غاضبة عليه, بل لم ترض أن يحضر جنازتها. وهل أن ابن قتيبة أثبت في كتابه ما أثبته آخذاً إياه من كتب الروافض؟! وهل أن همّ عمر بن الخطاب بحرق بيت فاطمة عليها السلام,كان اجتهاداً منه,وهو معذور في اجتهاده؟! يا أمة الإسلام ,هل أن من هجم على البيت البنت الوحيدة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكون من محبي النبي صلى الله عليه وآله وسلم,وقد هجم على بيت ابنته ليحرقه ولمّا يمضي على رحيل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفيق الأعلى ساعات؟! وما كان أحرص ابن الخطاب على أمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى دينه وكتاب ربه, وما كان أغفل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أمته, فيمضي الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم دون أن يوصي بخليفة له, ولم يتفطن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والعياذ بالله تعالى للخطر العظيم المحدق بالأمة, وما كان أفطن ابن الخطاب, وأشد غيرته! فأي حقد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان عند من أسرعوا بعيد ساعات من وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى بيت أخيه يوم الؤاخاة ,وبيت نفسه يوم المباهلة ,وبيت ابنته وبضعته سيدة نساء العالمين , والتي يغضب المولى تعالى لغضبها ,فهمّوا بإحراق البيت,وفي البيت فاطمة عليها السلام,وفي البيت الحسن والحسين عليهما السلام وهما سيدا شباب أهل الجنة,بل ليس على وجه الأرض من ينتسب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا هم!! ألا يحق لنا أن نتساءل عن أن ذاك الذي هجم هل كان حقاً من الصحابة العدول, وقد أسرع إلى بيت بضعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبيت أخيه وابنيه ليحرقه, امتثالاً لأمر المولى تعالى *<قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودّة في القربى>*. ص 60 أيها الناس, إرجعوا إلى وجدانكم ,وأنصفوا , واعدلوا,فأنتم من رويتم هذه الناقب في حق من تعظّمونهم,بل قد أثبتها في كتبه أشد الناس عدواة لآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ,ولشيعة أخيه عليّ المرتضى عليه السلام. هذا ولا يفسح لنا المجال للتفصيل في كلام ابن قتيبة الناصبي الخبيث, وما يمكن أن يستفيده المنصف في مقام التعرف على على بعض مناقب وفضائل ظالم الزهراء عليها السلام ,ولا مجال لدينا للتعليق على ما هو صريح كلامه من أن بيعة أبي بكر كانت بالقوة والقهر والغلبة, ناهيك عن تكذيبهم لما افتروه على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أنه لم يستخلف في الأمة, وفي المقابل يدّعي أبو بكر أنه خليفته ,وإذا كان الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لم يستخلف في الأمة, فكيف صار أبو بكر خليفته؟! ولا يسع المجال للتعليق على إظهارهم مدى شفقة أبي بكر الصدّيق على الدين ,ولا أدري أين كان صاحب الدين والصادع به عن هذه الشفقة والغيرة! وأخيراً فإن أبا بكر غير التابع لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ,وغير المنتهي عن نهي النبي صلى الله عليه وآله وسلم له عن الحزن في الغار,لهو أولى الناس بامتثال أمر الله تعالى في أهل بيت رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ,وقد امتثل هو وخليفته عمر بن الخطاب أمر الله تعالى بالمودة في القربى, ولقد أتيا بما لا مزيد عليه, وفتحا الباب على مصراعيه لكل من جاء بعدهما منتهجاًَ نهجهما,لذا فهما شريكان فعلاً في كل ما وقع على آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مما جسده بنو أمية وبنو العباس وتابعيهم من المودة في القربى, والحمد لله رب العالمين ,وصلى الله على رسوله محمد وآله الطاهرين ,واللعنة على أعداءهم أجمعين. |
الساعة الآن 05:16 PM |
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010