المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مناظرة هشام بن الحكم مع ضرار بن عمرو الضبي ( 1 )


الفاروق الاعظم
07-26-2010, 11:06 PM
العنوان: [ هشام واخر ]


المناظرة التاسعة والعشرون
مناظرة هشام بن الحكم مع ضرار بن عمرو الضبي ( 1 )

دخل ضرار بن عمرو الضبي على يحيى بن خالد البرمكي فقال له : يا أبا عمرو هل لك في مناظرة رجل هو ركن الشيعة ؟

فقال ضرار : هلم من شئت .

فبعث إلى هشام بن الحكم ، فأحضره .

فقال : يا أبا محمد ، هذا ضرار ، وهو من قد علمت في الكلام والخلاف لك فكلمه في الإمامة .

فقال : نعم ، ثم أقبل على ضرار فقال :
يا أبا عمرو : خبرني على ما تجب الولاية والبراءة أعلى الظاهر أم على الباطن ؟

فقال ضرار : بل على الظاهر فإن الباطن لا يدرك إلا بالوحي .

قال هشام : صدقت ، فأخبرني الآن أي الرجلين كان أذب عن وجه ‹ صفحة 165 › رسول الله - صلى الله عليه وآله - بالسيف وأقتل لأعداء الله بين يديه وأكثر آثارا في الجهاد أعلي بن أبي طالب أو أبو بكر ؟

فقال : بل علي بن أبي طالب - عليه السلام - ولكن أبا بكر كان أشد يقينا .

فقال هشام : هذا هو الباطن الذي قد تركنا الكلام فيه وقد اعترفت لعلي - عليه السلام - بظاهر عمله من الولاية ، وأنه يستحق بها من الولاية ما لم يجب لأبي بكر . فقال ضرار : هذا هو الظاهر نعم .

قال له هشام : أفليس إذا كان الباطن مع الظاهر فهو الفضل الذي لا يدفع ؟ !

فقال له ضرار : بلى .

فقال له هشام : ألست تعلم أن رسول الله - صلى الله عليه وآله - قال لعلي : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ( 1 ) .

قال ضرار : نعم .

قال هشام : أفيجوز أن يقول هذا القول إلا وعنده في الباطن مؤمن ؟

قال : لا .

قال هشام : فقد صح لعلي - عليه السلام - ظاهره وباطنه ولم يصح لصاحبك لا ظاهر ولا باطن والحمد لله ( 2 ) .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

‹ هامش ص 163 ›
( 1 ) المناقب لابن شهرآشوب ج 1 ص 276 ، بحار الأنوار ج 47 ص 401 ح 3 .

‹ هامش ص 164 ›
( 1 ) ضرار بن عمرو الضبي : هو شيخ الضرارية ، رأس من رؤوس المعتزلة لم يذكروا له ولادة ولا وفاة ، ومن سيرته يفهم أنه كان حيا في عصر هارون الرشيد ، وكان قاضيا ، فشهد قوم على زندقته عند القاضي سعيد بن عبد الرحمن فأمر بضرب عنقه فهرب ، وقيل أخفاه يحيى بن خالد البرمكي ، وكان جلدا في مذهبه له مقالات خبيثة منها أن النار لا حر فيها ولا في الثلج برد ولا في العسل حلاوة ، وإنما يخلق ذلك عند الذوق واللمس ، وله تصانيف كثيرة وكان ينكر عذاب القبر .
راجع : سير أعلام النبلاء ج 10 ص 544 ترجمة رقم : 175 ، الضعفاء الكبير للعقيلي ج 2 ص 222 ترجمة رقم : 765 ، ميزان الاعتدال ج 2 ص 328 ترجمة رقم : 3953 ، لسان الميزان ج 3 ص 203 ترجمة رقم : 912 ، الفهرست لابن النديم ص 214 .

‹ هامش ص 165 ›
( 1 ) تقدمت تخريجاته .
( 2 ) بحار الأنوار ج 10 ص 292 ح 1 ، الفصول المختارة ص 9 - 10 .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .