المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثانيا : المتزوجون متعة من الصحابة التابعين :


الشيخ محمد العبدالله
07-22-2010, 03:51 AM
ثانيا : المتزوجون متعة من الصحابة التابعين :
< ص 150 >
1 - جابر بن عبد الله الأنصاري ، وقد وردت عنه روايات كثيرة ( ص 123 ) .
2 - أبو سعيد الخدري راجع ( ص 124 )
3 - عمرو بن حريث : أخرج الحافظ عبد الرزاق ( 1 ) في مصنفه عن ابن جريج قال : أخبرني أبو الزبير عن جابر قال : قدم عمرو بن حريث الكوفة فاستمتع بمولاة ، فأتي بها عمر وهي حبلى فسأله فاعترف ، قال : فذلك حين نهى عنها عمر . وأخرج الطبري عن سعيد بن المسيب قال : استمتع ابن حريث وابن فلان كلاهما وولد له من المتعة زمان أبي بكر وعمر ( 2 ) .
4 - الزبير بن العوام وأسماء بيت أبي بكر ( ص 111 ) .

5 - ربيعة بن أمية : ورد باسناد صحيح رجاله كلهم ثقات عن عروة بن الزبير : ان خوله بنت حكيم دخلت على عمر بن الخطاب ( رض ) فقالت : إن ربيعة بن أمية استمتع بامرأة مولدة فحملت منه فخرج عمر ( رض ) يجر رداءه فزعا فقال : هذه المتعة لو كنت تقدمت فيه لرجمته ( 3 ) .
6 - سلمة بن أمية بن خلف وسلمى مولاة حكيم بن أمية بن الأوقص الأسلمي ،
‹ صفحة 151 ›
حيث استمتع بها سلمة فولدت له فجحد ولدها ، فبلغ ذلك عمر فنهى عن المتعة ( 1 ) .
وعن ابن عباس قال : لم يرع أمير المؤمنين إلا أم أراكة قد خرجت حبلى ، فسألها عمر عن حملها ، فقالت : استمتع بي سلمة بن أمية بن خلف ( 2 ) .
وفي المصنف لابن أبي شيبة ( 3 ) عن العلاء بن المسيب عن أبيه قال : قال عمر : لو أتيت برجل تمتع بامرأة لرجمته إن كان أحصن ، فإن لم يكن أحصن ضربته .

7 - عن ( 4 ) سليمان بن يسار عن أم عبد الله ابنة أبي خثيمة : أن رجلا قدم من الشام فنزل عليها فقال : إن العزبة قد اشتدت علي فابغيني امرأة أتمتع معها . قالت : فدللته على امرأة فشارطها وأشهدوا على ذلك عدولا ، فمكث معها ما شاء الله أن يمكث ، ثم إنه خرج فأخبر عن ذلك عمر بن الخطاب ، فأرسل إلي فسألني أحق ما حدثت ؟ قلت : نعم قال : فإذا قدم فأذنيني ، فلما قدم أخبرته ، فأرسل إليه فقال : ما حملك على الذي فعلته ؟ قال : فعلته مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثم لم ينهنا حتى قبضه الله ، ثم مع أبي بكر فلم ينهنا عنه حتى قبضه الله ثم معك فلم تحدث لنا فيه نهيا ، فقال عمر : أما والذي نفسي بيده لو كنت تقدمت في نهي لرجمتك ، بينوا حتى يعرف النكاح من السفاح .

8 - عمران بن سوادة : الذي قال لعمر : إنك حرمت متعة النساء ، وقد كانت رخصة من الله نستمتع بقبضة ونفارق عن ثلاث ( 5 ) .
وسيأتي ذكر الرواية في باب المعترضين على الخليفة . ‹ صفحة 152 ›

9 - عمرو بن حوشب : عن محمد بن الأسود بن خلف : أن عمرو بن حوشب استمتع بجارية بكر من بني عامر بن لؤي ، فحملت ، فذكر ذلك لعمر ، فسألها ، فقالت : استمتع منها عمرو بن حوشب فسأله فاعترف ، فقال عمر : من أشهدت ؟ - قال - لا أدري ، أقال أمها أو أختها أو أخاها وأمها ، فقام عمر على المنبر فقال : ما بال رجال يعملون بالمتعة ولا يشهدون عدولا ولم يبينها الا حددته . ( كذا في المصنف ولكن عبارة " كنز العمال " عن ابن عساكر وسعيد بن منصور هكذا : ولا أجد رجلا من المسلمين متمتعا إلا جلدته مئة جلدة ) . قال : أخبرني هذا القول عن عمر من كان تحت منبره فسمعه حين يقوله ، قال : فتلقاه الناس منه ( 1 ) . قال العسقلاني ، هنا : أن روايات عبد الرزاق عن تمتع التابعين وبعض الصحابة صحيحة السند ( 2 ) .

10 - معاوية بن أبي سفيان : ( راجع ص 124 ) .

11 - سعيد بن جبير : عن عبد الله بن عثمان بن خثيم قال : كانت بمكة امرأة عراقية تنسك جميلة ، لها ابن يقال له : أبو أمية ، وكان سعيد بن جبير يكثر الدخول عليها ، قال : قلت : يا أبا عبد الله ! ما أكثر ما تدخل على هذه المرأة ! قال : إنا قد نكحناها ذلك النكاح - المتعة - قال : وأخبرني أن سعيدا قال له : هي أحل من شرب الماء - المتعة - ( 3 ) .

12 - خالد بن المهاجر بن سيف الله بن خالد المخزومي والقائل : والله لقد فعلت في عهد إمام المتقين ( ص 116 ) ‹ صفحة 153 ›

أقول :

هنا نقطتان :

الأولى : ان حرف التاء في كلمة ( فعلت ) يمكن ان يكون للمتكلم فيكون معناه هكذا : أني عملت بالمتعة في عهد النبي ( صلى الله عليه وآله ) . وإما ان يكون للتأنيث ، اي ان المتعة عمل بها في ذلك الوقت . وعلى كلتا الحالتين فإنها شهادة صحابي ولها اعتبارها الخاص .
الثانية : الاستفادة من جملة ( امام المتقين ) في هذه الرواية ورواية ابن عباس عند محاورته مع ابن الزبير لها مغزاها الخاص وذلك بمعنى : أن الذي أمر بالمتعة هو إمام المتقين ، فلو كانت المتعة خلاف التقوى لما كان يأذن فيها ، وليس من منع ونهي أتقى ! .

13 - عبد الملك بن عبد العزيز المكي . فقيه مكة وقد روى 18 حديثا في المتعة ، وقد رآه إمام الحنابلة أحمد ، أثبت الناس ، وكانوا يسمون كتبه كتب الأمانة ( 1 ) . وقد سمعوا منه اثني عشر الف حديثا يحتاج إليها الفقهاء ( 2 ) وقد أخرج عنه أئمة الحديث أرباب الصحاح الست كلهم وحشوا المسانيد مروياته وأسانيده . وقد استمتع بسبعين امرأة كما قال الشافعي وتسعين امرأة كما قال الذهبي ( 3 ) .

14 - أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ( راجع ص 28 ) .

سؤال وجواب :

عند مناقشتنا مع بعض إخواننا من علماء السنة كانوا يطرحون هذا السؤال وهو : إن كانت المتعة مشروعة فلماذا لم يعمل بها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ ‹ صفحة 154 ›

الجواب :

أولا : لا يلزم للنبي ( صلى الله عليه وآله ) أن يعمل بكل ما يأمر به حتى يكون ملزما للناس ، فان هناك أحكاما صدرت عنه ( صلى الله عليه وآله ) ولم تسمح له الظروف باجرائها ، مثل بعض احكام الزراعة والتجارة والأطعمة وغيرها .

ثانيا : نحن نعلم أن قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) حجة ، لقوله تعالى : " وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى " ( 1 ) . وقوله تعالى : " وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بأذن الله " ( 2 ) . وقوله تعالى : " ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " ( 3 ) . والامتثال لأوامره ( صلى الله عليه وآله ) واجب ولا يحق لأحد الاعتراض عليه والا فهو من المنافقين لقوله تعالى : " وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله والى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا " ( 4 ) .

ثالثا : وما قيمة عمل النبي ( صلى الله عليه وآله ) لمن يريد مخالفته ، فإن متعة الحج عمل بها ( صلى الله عليه وآله ) وأمر بها وعضب على أولئك الذين خالفوا أمره ( كما سيأتي بحثه ) ثم منعوها بعد وفاته ( صلى الله عليه وآله ) كما في رواية البخاري في كتاب التفسير ( تفسير سورة البقرة ) 7 / ص 24 عن عمران بن حصين حيث قال : أنزلت آية المتعة في كتاب الله ففعلناها مع رسول الله . . . . مضافا إلى ذلك فقد ورد تمتع النبي ( صلى الله عليه وآله ) بمتعة النساء عن طريق أهل البيت ( عليهم السلام ) ( راجع ص 27 ) وأهل البيت أدرى بما في البيت . رابعا : الدلائل تؤكد على جواز المتعة في عهد الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ووقوع التحريم في عهد عمر بن الخطاب .
لقد أثبتنا فيما مضى عدم اعتبار نسخ المتعة بالقرآن والسنة ، ‹ صفحة 155 › وأن كل ما روي في تحريمها لا أساس له من الصحة ، كما أن جماعة من الصحابة قالوا بجوازها ، وعمل البعض منهم بها في عهد النبي ( صلى الله عليه وآله ) وبعده ، وسار التابعون على هذا النهج من أهل مكة واليمن .

ولم يبق لنا سوى نهي عمر ، وسنناقش كلامه بالتفصيل انشاء الله .

1 - قول علي ( عليه السلام ) المشهور : لولا ما سبق من رأي عمر بن الخطاب لأمرت بالمتعة ثم ما زنى الا شقي ( راجع ص 91 ) .
2 - قول جابر بن عبد الله الأنصاري ( راجع ص 124 ) . 3 - رواية أبي سعيد الخدري ( راجع ص 124 ) .

4 - عمران بن حصين ( راجع ص 136 ) .

5 - قول ابن عباس بان المتعة كانت رحمة من الله وقد نهى عنها عمر . ( راجع ص 109 )

6 - سأل يحيى بن أكثم شيخا من أهل البصرة فقال له : بمن اقتديت في جواز المتعة ؟ فقال : بعمر بن الخطاب ، فقال له : كيف ؟ وكان عمر من أشد الناس فيها . قال : نعم صح الحديث عنه أنه صعد المنبر فقال : أيها الناس ، إن الله ورسوله قد أحلا لكم متعتين وإني محرمهما عليكم وأعاقب عليهما ، فقبلنا شهادته ولم نقبل تحريمه ( 1 ) .

7 - رواية عبد الله بن مسعود وتلاوة النبي ( صلى الله عليه وآله ) أو تلاوته كما في بعض الروايات لقوله تعالى : " يا أيها الذين أمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله " صريحة على أن تحريم المتعة لم يكن من الله ورسوله وإنما حدث بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ( 2 ) . ‹ صفحة 156 ›

8 - قول الحكم بن عينية بأن الآية في المتعة وهي غير منسوخة واستناده بكلام الإمام علي ( عليه السلام ) ( ص 91 ) .

9 - رواية سليمان بن يسار عن أم عبد الله أبي خيثمة في الرجل الشامي ( راجع ص 149 ) .

10 - قول عبد الله بن عمر للرجل الشامي ( ص 118 )

11 - ذكر القوشجي متكلم الأشاعرة في " شرح التجريد " في مبحث الإمامة : أن عمر قال وهو على المنبر : أيها الناس ثلاث كن على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأنا أنهى عنهن وأحرمهن وأعاقب عليهن ، متعة النساء ومتعة الحج وحي على خير العمل ، ثم اعتذر عنه بقوله : إن ذلك ليس مما يوجب قدحا فيه فان مخالفة المجتهد لغيره في المسائل الاجتهادية ليس ببدع ( 1 ) !

12 - قد ذكر أحمد أمين في كتابه ما يلي : وقد أكد عمر بن الخطاب تحريمها في خلافته وأخذ الناس بتحريمها أخذا شديدا . ثم قال : وقد أصاب عمر وجه الصواب بادراكه أن لا كبير فرق بين متعة وزنى ( 2 ) . ويقول العلامة الأميني ( قدس سره ) : هذا شطر من أحاديث المتعتين وهي تربو على أربعين حديثا بين صحاح وحسان تعرب عن أن المتعتين كانتا على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ونزل فيهما القرآن وثبت اباحتهما بالسنة ، وأول من نهى عنهما عمر . وعده العسكري في أولياته ، والسيوطي في ( تاريخ الخلفاء ص 93 ) والقرماني في تاريخه - هامش الكامل - 1 / ص 203 ، أول من حرم المتعة ( 3 )


الهوامش

‹ هامش ص 150 ›
( 1 ) فتح الباري 9 / 141 نقلا عن الغدير : ج 6 - ص 207 . ( 2 ) كنز العمال 8 / 293 . ( 3 ) أخرجه مالك في الموطأ 2 / 30 والشافعي في كتاب الأم 7 / 219 والبيهقي في السنن الكبرى 7 / 206 ، نقلا عن الغدير 6 / 206 .

‹ هامش ص 151 ›
( 1 ) ترجمة سلمة من الإصابة 2 / 61 . ( 2 ) المصنف لعبد الرزاق 7 / 499 . ( 3 ) المصنف لابن أبي شيبة 4 / 293 نقلا عن معالم المدرستين 2 / 259 . ( 4 ) كنز العمال 8 / 294 من طريق الطبري . ( 5 ) الطبري في سيرة عمر 5 / 32 .

‹ هامش ص 152 ›
( 1 ) مصنف عبد الرزاق 7 / 501 . ( 2 ) فتح الباري 9 / 151 . ( 3 ) المصنف لعبد الرزاق 7 / 496 .

‹ هامش ص 153 ›
( 1 ) تهذيب التهذيب 6 / 404 . ( 2 ) مفتاح السعادة 3 / 120 . ( 3 ) تهذيب التهذيب 6 / 404 وميزان الإعتدال 2 / 151 .

‹ هامش ص 154 ›
( 1 ) النجم 3 و 4 .( 2 ) النساء : 64 . ( 3 ) الحشر : 7 . ( 4 ) النساء 61 .

‹ هامش ص 155 ›
( 1 ) المحاضرات للراغب الإصفهاني 2 / 94 . ( 2 ) راجع : 128 من هذه الرسالة .

‹ هامش ص 156 ›
( 1 ) أخرجه الطبري في المستبين وحكاه عن الطبري الشيخ البياض في كتابه الصراط المستقيم نقلا عن الغدير 6 / 213 . ( 2 ) ضحى الإسلام 3 / 258 . ( 3 ) أخرجه الطبري في المستبين وحكاه عن الطبري الشيخ علي البياضي في كتابه الصراط المستقيم نقلا عن الغدير 6 / 213 .